داخل منزلها قتلت بأبشع الطرق، ضرب، ونحر، قبل أن تكتشف الجريمة المروّعة وتبدأ القوى الأمنية التحقيق بالقضية... رحلت نائبة رئيسة جمعية الغنى مهى حسون في الأمس بعد مسيرة طويلة من العطاء.
اكتشاف الكارثة
كسر هدوء صمت منطقة رأس النبع قبل ظهر أمس خبر العثور على مهى (42 سنة) جثة مضرجة بدمائها، "النهار" قصدت مبنى الضحية، وبحسب ما قاله أحد معارفها "تسكن ابنة بسابا الشوف في الطبقة الثانية عشرة، قبل 10 أيام استقدمت عاملة منزلية من إثيوبيا، كانت الأمور تسير على ما يرام، الى أن عاد زوجها عند الساعة الحادية والثلث قبل الظهر وفتح الباب ليجدها في غرفة النوم الفرعية ويُصدم من هول ما رأته عيناه". وأضاف: "العاملة المنزلية كانت في البيت ولم تغادره وقد تم توقيفها من قبل القوى الأمنية".
اتصالات وشكوك
من جانبها أكدت رئيسة جمعية الغنى لينا أبو اللبن لـ"النهار" أنه "في الأمس قصد زوج لينا البقاع لذبح أضاحٍ وتوزيعها على الفقراء، اتصل بمهى عدة مرات من دون أن تجيب على الهاتف، ما دفعه الى الاتصال بالناطور والطلب منه أن يقصد الشقة للاطمئنان عنها، فتحت العاملة المنزلية الباب له من دون أن يدخل، الا أنه لم يطمئن للجو العام فأبلغ محمد بالأمر ليسارع إلى البيت ويكتشف المأساة". وأوضحت أنه "إلى الآن لا نعلم ما حصل معها، لاسيما وأن العاملة المنزلية لم تهرب، وفي الأمس أرسلنا امرأة إثيوبية لكي تترجم ما ستقوله، إلا أن المحقق رفض أن تقوم بذلك مصراً على إرسال مترجمة من قبل السفارة الإثيوبية وحضور محام".
لا اعتراف حتى اللحظة
قبل يوم من الجريمة، عبرت مهى لعائلتها عن أن الله وفقها بالعاملة التي استقدمتها، حسب ما قالته قريبتها لـ"النهار"، وشرحت: "قالت لنا أنها والعاملة على ما يرام، وأن الابتسامة لا تفارق وجهها وأنها محظوظة بها"، لافتة إلى أنه "قبل سبع سنوات ارتبطت مهى بزوجها محمد دياب، من دون أن يرزقهما الله بأولاد، عاشت وإياه عيشة سعيدة، فهي امرأة هادئة مثالية، كرّست وقتها للجمعية ولعمل الخير"، مؤكدة أن "العائلة تنتظر ما ستكشفه التحقيقات ليبنى على الشيء مقتضاه"، في حين أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" أن "العاملة المنزلية هي الموقوفة الوحيدة على خلفية القضية حتى الآن" مضيفاً أنها "لم تعترف حتى اللحظة بإقدامها على قتل مهى".
حزن عميق
منذ تأسيس الجمعية انضمت مهى إلى صفوفها بحسب أبو اللبن التي عبّرت عن حزنها العميق على فقدان رفيقة دربها وقالت: "عملت كل ما في وسعها لتأمين التبرعات من لبنان وخارجه للمحتاجين، كل هذه السنوات وهي تعطي من وقتها من دون مقابل، وقبل عيد الأضحى وضعنا خطة العمل"، وأردفت "كانت مهى امرأة محبوبة من قبل كل من عرفها، لطيبة قلبها وأخلاقها الحميدة وإيمانها الكبير، باختصار كانت نادرة وأقل ما يمكن قوله إن لبنان خسر امرأة عظيمة".