بعد مرور 5 أيام على خطف الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، ابن بلدة القرقف العكاريّة وإمام مسجدها وخطيبه، أفادت معلومات "النهار"، أن موقوفين اعترفوا بقتله، مشيرين الى مكان محتمل لوجود جثّته في منطقة عيون السمك.
وألقت "شعبة المعلومات" القبض على مجموعة من المتورطين في الجريمة، والبعض الآخر توارى عن الأنظار.
وأشارت مصادر "النهار" إلى أنّه "لا خلفيّة سياسيّة أو أمنيّة للجريمة حتى الساعة، بل خلفيّات فرديّة عائلية تعود الى خلافات حول الانتخابات البلدية، وأخرى شخصية متراكمة".
وأوضحت مصادر أمنيّة لـ"النهار" أنّه "حتى الساعة لم يتم سحب الجثّة".
وفندت "المديرية العامة العامة لقوى الأمن الداخلي" ما أمكن من معطيات حتى الساعة، مشيرة الى أنه "على أثر قيام أشخاص مجهولين باختطاف الشيخ أحمد الرفاعي في مدينة طرابلس، واقتياده مع سيارته الى جهة مجهولة، وفي ضوء الظروف التي تعيشها البلاد من أزمات وتوترات، كان لهذا العمل أثر سلبي كبير أثار الذعر بين المواطنين، خاصة بعد ان بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بتناقل الخبر في إطار طائفي وتحريضي وتوجيه اتهامات الى أطراف سياسية وأجهزة أمنية، ما زاد التشنج العام في البلاد".
أعطيت التوجيهات لشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي للقيام بالتحقيقات الفورية بهدف بيان ملابسات الحادث وتوقيف الفاعلين.
وبنتيجة المتابعة الميدانية والتقنية، "تمكنت شعبة المعلومات خلال ال ٤٨ ساعة الماضية من العثور على سيارة المخطوف ومصادرة احدى السيارات المستعملة في عملية الخطف وتحديد هوية الخاطفين وتوقيف اربعة اشخاص ثلاثة منهم من أقارب المخطوف، حيث اعترف اثنان من أقاربه بتنفيذ عملية الخطف على خلفية وجود خلافات قديمة بين الطرفين بالاشتراك مع آخرين، قاموا بعدها بقتل المخطوف ورميه في إحدى مناطق الشمال".
وأشار بيان المديرية الى أن "العمل جار على تحديد مكان جثة المخطوف واستكمال التحقيقات مع باقي الموقوفين بالتنسيق مع السلطات القضائية المختصة توصلا لكشف ملابسات الحادث بالكامل".
ونفت المديرية "ما ينقل عن تورّط عنصر من القوّة الضاربة في شعبة المعلومات في هذه القضيّة".
وعقد اجتماع طارئ في دار الفتوى بحضور مفتي عكار وحشد من المشايخ والفعاليات ويجري التواصل مع المعنيّين للوقوف على النتائج النهائية لاتّخاذ موقف واضح من قضية مقتل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي.
وغرّد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، مساء اليوم، عبر "تويتر" معزّياً بالشيخ أحمد الرفاعي وكتب: "شاء القدر أن يعود إلينا شهيداً، ولا اعتراض على مشيئة الله".
وأضاف: "لا كلام يمكن أن يواسي مصاب عائلة الشيخ الراحل أحمد الرفاعي الذي أصابنا جميعاً، سوى أن نسأل الله - عزّ وجلّ - أن يتغمده بواسع رحمته ويلهمهم الصبر، وأن يحمي أبطال فرع المعلومات الذين كشفوا الحقيقة المرة وقطعوا دابر الفتنة".
وتابع: "نتقدّم بأحرّ التعازي من عائلة الشيخ الراحل، ومن سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي عكار الشيخ زيد زكريا، والتحية لما بذلاه من جهود مع كل مشايخنا الأجلاء من أجل الحقيقة، وما زالوا جميعاً يبذلون كي لا تعلو أصوات الفتنة فوق أصوات الحكمة والعقل".
وقال مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام: "ببالغ الحزن والأسى تلقّينا خبر استشهاد فضيلة الشيخ أحمد شعيب الرفاعي خطفاً وغدراً سائلين الله عزّ وجلّ له الرحمة والمغفرة وإنزاله منازل الشهداء، ولأهله الصبر والأجر والثبات والحكمة والتوفيق للصواب".
وأضاف: "نعزّي سماحة مفتي الجمهورية اللّبنانية الشيخ عبد اللّطيف دريان، وسماحة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا وكل أهالي عكار بهذا المصاب الجلل العظيم بالشكل والمضمون. آجركم الله، سلمكم الله، حفظ الله عكار وكل مناطقنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن".
وتقدّم "الحزب التقدّمي الاشتراكي" بالتعازي من عائلة خطيب مسجد بلدة القرقف الشيخ أحمد الرفاعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللّطيف دريان.
ووجّه التحيّة إلى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي "على جهده الذي كشف خيوط ما حصل، وأنقذ لبنان من فتنة أراد البعض لها أن تشتعل بفعل الإشاعات التي تمّ ترويجها بعد اختفاء الشيخ، وقد تبين أنها عارية من الصحة تماماً".
رداً على سؤال لـ"النهار" بعد تداول معلومات حول العثور على جثة الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، قال رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط، والذي كان قد كُلف من قبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان متابعة ملف اختفاء الشيخ الرفاعي، "الأجواء المتوفّرة توحي بأن لا خلفيّات سياسيّة وأمنيّة لجريمة قتل الشيخ الرفاعي".
وأضاف: "دار الفتوى تدعو إلى الهدوء والتبصّر وانتظار نتائج التحقيق والاحتكام إلى القانون".
ووصلت تعزيزات للجيش اللبناني إلى القرقف، تزامناً مع حالة غضب عمت البلدة.
وأمس، عثرت القوى الأمنية على سيارة الرفاعي الرباعية الدفع في منطقة قريبة من مستشفى هيكل عند مدخل الكورة جنوب طرابلس بعدما اقتداها الخاطفون إلى تلك الوجهة. وتبيّن أن هاتف الشيخ المختطف خرج عن التغطية بُعَيد دقائق قليلة من وصوله إلى مدخل طرابلس الجنوبي بعد أدائه صلاة المغرب في جامع البداوي الذي يقع على الجهة الشمالية للمدينة.