جريمة قتل جماعية مروّعة شهدتها بلدة أنصار الجنوبية تركت صدمة كبيرة بين الأهالي ولدى اللبنانيين، مع العثور على جثث المفقودات الأربع من آل صفاوي، بعدما اختفين منذ قرابة الشهر، فيما لا تزال العائلة تنتظر تقرير الطبيب الشرعي لتحديد هوية الجثث قبل إعلان العزاء.
بعد ليلة عصيبة عاشها أهالي البلدة، شهدت تضارباً في المعلومات حول مصيرهنَّ، وإثر عمليات بحث حثيثة، عثر عناصر مخابرات الجيش والأدلّة الجنائية صباح اليوم على جثتين تعودان لفتاتين من المفقودات، في مغارة تقع ضمن عقار خاص في خراج بلدة أنصار لجهة الزرارية، بعدما اعترف الموقوف لديهم بوجودهن داخلها.
وفي معلومات لـ"النهار"، فإنّ عناصر المخابرات والأدلّة الجنائية "وجدوا أول جثتين في المكان المذكور، في حين أخذت الأدلّة الجنائية وقتها في سحبهما وتحليلها وفحصها، كي لا تفسد مكان الجريمة سيما في ظلّ كثافة الأمطار".
واستأنفت الأدلّة الجنائية والقوى الأمنية، صباح اليوم، عمليات البحث عن أثرهنَّ في بساتين بلدتَي أنصار والزرارية، قضاء النبطية، برفقة سيارات لإسعاف الرسالة.
وبعد 25 يوماً من اختفائهنَّ من بلدة أنصار الجنوبية، عادت قضية الفتيات الثلاث ووالدتهنَّ إلى الواجهة، مع توسيع مديرية المخابرات تحقيقاتها بالأمس لكشف ملابسات الحادث.
وفقدت الفتيات "م. صفاوي" (16 عاماً) و"ر. صفاوي" (22 عاماً) وت. صفاوي (20 عاماً) اللواتي خرجنَ برفقة والدتهنَّ "ب. ع."، وهي طليقة مختار البلدة المدعو زكريا صفاوي، منذ 25 يوماً.
في وقت سابق، تواصلت "النهار" مع عائلة المختار زكريا صفاوي، التي أكدت أنّه "حتى اللحظة، أبلغتهم القوى الأمنية أنّها لم تعثر على الفتيات بعد، ولكن البحث جار عنهن وهناك موقوف مشتبه فيه".
وشدّدت العائلة على أنّها "تعيش على أعصابها وسط كل الاخبار المتداولة ولا تعرف من تصدّق، الأجهزة الأمنية العاجزة منذ أكثر من 20 يوماً على إيجاد الأم والبنات الثلاث، أم ما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي حول مصير الفتيات وأمهنَّ؟".
وأكّدت أوساط العائلة لـ"النهار" أنها "لا تزال تنتظر نتائج الحمض النووي لتحديد هوية الجثتين اللتين وجدتا صباحاً في خراج البلدة"، مشدّدة على أنها "لا تستطيع إعلان العزاء إلى أن تتبلغ من مخابرات الجيش يقيناً العثور على جثتين وتحديد هويتهيما في المكان الذي أرشد اليه الجاني المفترض على أنه مكان الجريمة".
من جهتها، أعربت عائلة المتّهم بالقتل حسين فياض عن "استنكار شديد للجريمة النكراء التي تعرضت لها عائلة الصديق والحبيب وابن بلدتنا المختار زكريا صفاوي"، وأعلنت العائلة، "في حال اتّضاح أي مسؤولية على المدعو حسين جميل فياض بالجريمة النكراء تبرؤها بالكامل منه وتطالب السلطات القضائية بإنزال أشدّ العقوبات بحقه".