استدعي الفنّان والنّاشط سمعان خوّام للمثول أمام التّحقيق صباح غد الأربعاء من قبل مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتيّة.
وخوّام الّذي يفتتح معرضه الخميس في "غاليري موجو"، هو من الفنانين الّذين طبعت أعمالهم ثورة 17 تشرين، ورسم على جدران بيروت غرافيتي ضدّ السلطة الحاكمة عرّضه لمنع سفر لمدّة 9 أشهر.
وكان خوّام قد أعلن عن استدعائه، أمس الاثنين، عبر حسابه الشخصي في "فايسبوك"، حيث أضاف: "بما أنّ افتتاح معرضي يوم الخميس، وبما أنّني لا أعترف بهذه السّلطة الحاكمة، فلن أذهب للتحقيق".
لكن، خلال اتّصال مع "النّهار"، يعبّر سمعان الخوّام عن تبديل موقفه: "قرّرت المثول أمام التّحقيق، لأنّ عدم حضوري سيعرضني للبحث والتّحري، وقد يعرضني مجدداً لمنع سفر، وأنا أحضّر للانتقال إلى لندن في غضون شهر من الآن"، مضيفاً: "مش حرزانة أبداً".
وفيما اتّجهت التوقعات إلى ربط التّحقيق بالاستدعاءات التي تلاحق المدوّنين منذ سنتين على خلفيّة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول خوّام أنّ "الملف يعود عام 2019، بموجب دعوى رفعها عضو التيار الوطني الحرّ ألبير سيلفا، وهو مقرّب من النّائب جبران باسيل"، وتدور في فلك القدح والذم والتحقير ضدّ السلطة.
ويعتقد خوام أنّ استدعاء اليوم يندرج في سياق تلاحق محاكمات المدوّنين والنشطاء منذ نيسان الماضي، بعد إقفال مؤسسات القضاء بسبب الحجر.
وبين الاعتراف بـ"هزيمة ثورة تشرين"، وأولوية "السفر والعمل والمعارض الفنية"، يرى أنّ "انشغال مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية باستدعاء النشطاء والفنانين هو أمر تافه، ولا يستدعي حتّى المواجهة".
ويردّد الفنّان: "لا شيء يستحقّ". تعب وخيبة ويأس ورغبة بالابتعاد عن كلّ ما يوهن اللبنانيين وكلّ من حاول تغييره، ويعدّد: "بعد فشل الثورة، والانهيار، والانفجار، لا شيء يستحق".
ويقول: "الأهمّ اليوم هو أن نساعد أنفسنا على الاستمرار، ودعم أنفسنا وأصحابنا الموجودين في لبنان، وبتّ مقتنعاً أنّ انتشال هذا الواقع لا يتمّ سوى في الانتقال للخارج... بالنسبة إليّ، سفري أهمّ من هدر النفس في حدث فاقد للقيمة".
ويتابع الفنان السوري المقيم في لبنان: "بيروت مدينتي. أدين لها بمشواري وبأنها عرّفتني بأناس أحبّهم. لكن اليوم، يجب علينا التحلّي بالذكاء من أجل قلب المعادلة. إن لم نكمل في الخارج، سنبقى غير مستعدين لإعمار لبنان".
في سياق مرتبط، تواصل المنظّمات الحقوقية أمثال "هيومن رايتس ووتس"، و"أمنستي"، انتقادها ممارسات السلطة اللبنانية في قمع الحريات والفكر المعارض أكثر من أي وقت في تاريخ لبنان. وأشار تقرير "مراسلون بلا حدود"، إلى تراجع لبنان 5 مراتب في تصنيف "حرية الصحافة" لعام 2021، فهبط إلى المرتبة 107 عالميًا.
وإذ ينطوي ملفّ خوّام عن عيّنة من مئات النشطاء والفنانين الّذين تخنق حرياتهم، يخلص الفنّان الذي لطالما التزم "ثورة اللامنتمي"، وسلّط فنّه "ضدّ مجتمع الهيمنة"، إلى أنّ: "من يستطيع الخروج من لبنان، فليفعل، ومن يبقى هنا سنمنحه كل الدعم من خارج لبنان. فأيّ وقت مبذول في مناكفة السلطة هو وقت ضائع، لأن الجمهورية الثانية انتهت"، مستنتجًا أنّ "السّفر هو الحل الوحيد لبناء الجمهورية الثالثة".