لم تكن منى عاقوري، الأم لأربع بنات، تعلم أن الثلثاء الماضي سيكون آخر يوم لها في هذه الحياة.
بعد أيام "جهنميّة" كما كانت تصفها، لاقت حتفها على يد زوجها الذي أطلق عليها النار وأرداها إثر خلافات عائلية. وبعد مرور أسبوع على الجريمة المروّعة التي هزّت بلاط -جبيل، وأسفرت عن ضحية جديدة في مسلسل العنف الأسري، كشف محامي الضحية ماريو كرم لـ"النهار" معلومات عن معاناة منى قبل قتلها في 17 تشرين الأوّل.
وجاء في روايته: "اتصلت منى وبناتها بالمحامي في بداية هذه السنة لتوكيله بقضية قرار بالحماية والإبعاد بعد تعنيف جسدي ولفظي استمر لسنوات، بحكم أنّ تصرفات الأب مشينة ومسيئة للفتيات الأربع وللأمّ، كما هو لا يكترث للمصاريف الماديّة أو حتى تعليمهنّ". ويقول كرم: "قدّمنا طلباً للمحكمة، وحين صدر الحكم غادرت منى المنزل مع بناتها، لكن الفتاتين القاصرتين كانتا تزورانه يومين في الأسبوع، ثمّ سكنت منى في بيت بعيد عنه، حيث كان يراقبها إلى أنّ علم بمكانها وبدأ يلاحقها، فضلاً عن اتصالاته المتكرّرة بالبنات".
ويلفت كرم إلى أنّه "في حال خالف الزوج أي بند من القرار القضائي كان بإمكاننا رفع شكوى جزائية في النيابة العامة. وفي البداية التزم بالقرار، لكن بعد فترة وجيزة بدأ يطالب بعودة زوجته التي رفضت، بعدها بدأ يحاول بأساليب عدّة العودة إليها إلى أن أصبح الأمر هوساً".
وأضاف المحامي: "بعد محاولات واقتراحات من أطراف عدّة لمصالحة الزوجين، رفضت منى وكان جوابها "هيدي أحلى سنة بحياتي ما حأرجع على جهنم". آخر محاولة له "كانت تغيير مذهبه من ماروني الى شيعي من أجل حضانة الفتاتين اللتين تُعتبران تحت السن. وفي المحكمة الجعفرية، إذا كانت الفتاة فوق السبع سنوات ودون الـ 18 سنة يعود حق الحضانة إلى الأب، واستغل الظرف للضغط على منى، "كان عم يلعب على القانون"، لكن لم نسمح له بتحقيق مخططه".
وعن سبب عدم رفع قضية طلاق، أكّد كرم أنّ "منى لم تكن تملك الإمكانيات الماديّة لرفع دعوى، والطلاق في لبنان مكلف".
قرّر الجاني الانتقام واستخدم بندقية قديمة وانتظر الضحية أمام منزلها، إلى حين عودة منى مع بناتها، وأطلق النار عليها، كما أصيبت إحدى البنات في رجلها.