توفي أمس الممثل الكوميدي المسرحي سامي خياط، بعد مسيرة فنية جعلته أحد رواد المسرح الساخر في البلاد.
وفارق خياط الحياة مساء الأربعاء في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الاميركية - مستشفى رزق في بيروت، الذي كان موجوداً فيه منذ نحو أسبوع في العناية الفائقة جرّاء مضاعفات إصابته بسرطان العظام، بحسب ابنته.
واشتهر خياط المولود في 2 كانون الأول 1943 بتقديمه نحو 62 عملاً ساخراً منذ العام 1960 بمزيج من اللغة الفرنسية واللهجة اللبنانية، كان يسميه اللغة "الفرنبانية"، وأحياناً بالفرنسية وحدها.
ودشّن الراحل مشواره الفني بمسرحية "موليير، هوغو، وسوفوكول" التي قدمها في عام 1960، ثم بنى مساراً من المسرحيات التي صُنّفت ضمن المسرح الغنائي الهجائي الساخر.
ومن أبرز أعماله طوال مشوار امتد لأكثر من 60 عاماً: "يس فور لياس" و"أبو كليبس" و"ستار إيبيديمي" و"مين دريان" و"كوما سافا" و"قرف" و"بعبدا بوم".
تميّز باستخدام اللغة الفرنسية بطلاقة، وكانت ترافقه في مسرحياته زوجته نائلة خياط، التي كانت ينتظرها الجمهور بأدوار عدّة، وأبرزها تأدية أغنيات داليدا، وتقليدها لشخصية شارلي شابلن.
كان يعالج المشكلات اللبنانية بطرافة، وعُرف عنه أنّه كان مدافعاً شرساً عن حقوق الحيوانات، انطلاقاً من أنّه كان رئيس جمعية تناهض الانتهاكات التي تتعرّض لها الحيوانات.
مُنح خياط وسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة ضابط في 2020، وذلك تقديراً لأعماله المسرحية باللغتين الفرنسية والفرنكو- لبنانية.
كما نال الراحل تكريمات عدة أبرزها من مؤسسة جبران تويني ومؤسسة فخر الدين الثاني.
ونعت نقابة الممثّلين في لبنان خيّاط، وقالت: "فقد المسرح الكوميدي ركناً أساسياً من تكويناته، سامي خيّاط صاحب الشخصية الخاصّة المثقّفة، الكاتب والمخرج والممثل المتمكّن من أدواته، غادرنا جيداً وسيبقى خالداً بأعماله وأسلوبه الخاص".
وفور انتشار الخبر، غصّت مواقع التوصل الاجتماعي بكلمات الرثاء المؤثّرة التي استحضرت ما طبعه أحد روّاد المسرح الفكاهي في لبنان في الذاكرة الفنية الجميلة، وفي الآتي ننشر بعضاً منها:
النائب ميشال معوّض نعى الراحل خيّاط، وكتب: "مع رحيل المبدع سامي خيّاط يخسر المسرح الفكاهي عرّابه، هو الذي زرع الفرح في قلوب اللبنانيين في أصعب الظروف. كلّ العزاء لعائلته ومحبّيه".
أما الممثل طوني أبو جودة فعبّر في كلامه عما يشعر به كثر ممن ابتسمت لهم فرصة التتلمذ على يد هذا الفنان اللبناني أو مشاهدة إبداعاته، فكتب: "معلّمي يا معلّمي، بدأ كل شيء معك، عندما اعتلى هذا الشاب البالغ من العمر عشرين عاماً المسرح للمرة الأولى، كل ما تعلّمته كان منك. كنت المرشد ومصدر الإلهام".
وتابع أبو جودة: "أشعر بحزن شديد لرحيلك اليوم، ستبقى ذكراك خالدة، الضحكة لا تموت أبداً، ارقد بسلام سامي".
وكتب الاعلامي ريكاردو كرم في رثاء الراحل: "لم يكن سامي خيّاط مخرجاً وكاتباً وممثلاً مسرحياً أو أحد روّاد المسرح الفكاهي في لبنان فقط، بل كان إنساناً عاشقاً لوطن عرف كل ويلات العالم وعاش مآسي لم تنتهِ حتى يومنا هذا. نقل سامي واقعنا ناقداً التفاصيل الصغيرة بذكاء وبراعة وموهبة فذّة."
وتابع: "تلميذ إيفيت سرسق، دخل قلوب الناس من خلال قناة 9 الفرنكوفونية وبرنامج "Yvette reçoit". شكّل مع زوجته نائلة ثنائياً في الحياة وعلى المسرح، هي مع غيتارها وصوتها الجميل وهو من خلال غزارة التأليف فوقّع 55 عملاً مسرحياً. توقّف قلب سامي بعدما كان يعيش في سنواته الأخيرة مرارة الأسى على عالمٍ أعطاه حياته، لكنّه بادله الجحود وقلّة الوفاء. الحيوانات الاليفة التي أحبّها وأطعمها واحتضنها أضحت يتيمة. سنشتاق لك سامي. وداعاً".