خرجت فاطمة فؤاد، عن صمتها بعد نحو عامين على تعرضها لاعتداء جنسي من شاب وفتاة عقب إحدى الحفلات الصاخبة المنظمة في مسرح بيروتي ليلة رأس السنة، وفق روايتها.
ونشرت فاطمة، وهي من العاملات في المشهد الموسيقي الثقافي، نصّاً مفصلاً على صفحتها في "فايسبوك" روت فيه كيف أجبرها الشخصان على ممارسة الجنس. وتنضم الشهادة الى سلوك يتعزز مؤخراً بخروج الناجيات عن صمتهن والافصاح عما تعرضن له من تحرش أو اغتصاب. وغالباً ما توضع هذه الشهادات برسم الرأي العام والاعلام والمنظمات المعنية بحقوق الانسان، وقلّما تترجم كإخبار يؤدي الى تحرك النيابات بشكل تلقائي. وفي أحيان، بات الطرف الآخر يمارس هجوماً مضاداً على الضحايا المفترضين باللجوء الى السلطة القضائية لمنع النشر وما يعتبره "تشهيراً".
في مطلع رسالتها كتبت فاطمة: "هذه شهادتي، بمثابة إعلان خدمة عامة، أضعها برسم كل الفاعلات/ين في المشهد الموسيقي، ضمن الصحف والمجلات والراديوهات، والنوادي والملاهي والبارات والمطاعم والمقاهي والمكتبات، والمؤسسات والجمعيات والمنظمات النسوية والفنية والثقافية، والمنظِّمات/ين في المهرجانات الموسيقية، وكل من يعنيها/هُ الأمر.
تحذير، محتوى حساس: اغتصاب
* ملخص:
كنت أعمل كمديرة لمساحة ومكتبة "برزخ" في منطقة الحمراء ضمن بيروت، بين ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٩ ومارس/آذار ٢٠٢٠. ليلة رأس السنة، نظّمنا الحفلة الافتتاحية لـ"برزخ" بالتعاون مع فريق "معازف" و Ballroom Blitz بعنوان "تسقط الـanxiety"، قام بإحيائها ١٢ موسيقي/ة من المشهد العربي، من بينهم المدعو ب. س. (فلسطيني-أردني) والمدعوة آ. م. (مصرية)، اللذَان قاما بالاعتداء عليّ عبر تخديري رغماً عني واغتصابي، وذلك بتاريخ 31/12/ 2019".
وأوردت فاطمة تفاصيل حادثة الاغتصاب ضمن منشورها.
وعلى خلفية الشهادة التي نشرتها وتدين فيها، إلى جانب الفنانين الجانيين، إدارة مؤسسة معازف تحديداً لـ"صمتها وتسترها عنهما وعدم اتخاذها موقفاً من الفنانين المذكورين".
وإذ تزامنت هذه الشهادة مع تحضيرات مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق لحفل "ميدان" الشهر المقبل احتفالاً بعيدها الخامس عشر، أعلنت "آفاق" تضامنها كلياً مع فاطمة فؤاد فيما تعرّضت له وشاركته.
وأشارت الى إن "آفاق لم يكن لديها أية معرفة مسبقة بالحادث الذي شاركته الناجية، لا جملة ولا تفصيلاً، قبل نشر الشهادة ليل أمس".
وأكدت إن "حفل ميدان المقرّر إقامته يوم ١٦ تموز/يوليو في بيروت هو حفل آفاق، فكرة وتنظيماً، احتفالاً بعيدها الخامس عشر وليس حفلاً تنظّمه معازف بدعم من آفاق".
وفي ظلّ الاتّهامات الحالية لإدارة مؤسسة معازف، و"إيماناً منّا بالمسؤولية التي تحتّم على أي مؤسسة/جهة/فضاء التعامل مع أي اعتداء بحماية الناجيات منه أولاً ومحاسبة المعتدين/ات ثانياً، نعلن فض الشراكة مع معازف فوراً وإنهاء أي دور لها في تنظيم الحفل وإقامته".
وشارك أكثر من 600 شخص شهادة فاطمة على صفحاتهم بموقع فايسبوك، وحازت على مئات التعليقات، وأغلبها مؤيد للمحاسبة.
وتأمل فاطمة بأن تكون شهادتها خطوة في تكريس "مسار نسوي مقاوم" يحرّر المساحات العامة من المتحرشين والمغتصبين.
اللافت في كل ما قرأنا غياب دور القانون وتجرؤ الضحايا على اللجوء الى المخافر والنيابات العامة للمطالبة بمحاسبة المعتدين.
ويبدو أن تياراً بات أكثر اقتناعاً باستخدام البوح عبر مواقع التواصل وبأثره، بما يؤمن تراكم الوعي حيال قضايا التحرش لمواجهتها وخوض معركة تعديل القوانين المتصلة وتفعيلها.
ومع نشر الأحرف الأولى من اسمي المتهمين من قبل فاطمة، لم يخرج عنهما شيء حتى اللحظة.