النهار

مبادرة لتدريس الطلاب في جبيل بسبب الإضراب... وحواط لـ"النهار": نعم للامركزية التعليم
فرح نصور
المصدر: "النهار"
مبادرة لتدريس الطلاب في جبيل بسبب الإضراب... وحواط لـ"النهار": نعم للامركزية التعليم
من الحصص التعليمية.
A+   A-
لا يزال إضراب رابطة التعليم الثانوي مستمراً، رغم تراجع الرابطة قبل حوالي ثلاثة أسابيع عن الإضراب المفتوح.
جزء كبير من الأساتذة لم يلتزم بهذا التراجع لاعتبارات عديدة، ولا يزال عدد كبير من طلاب المدارس الرسمية بعيدين عن دروسهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
 
في هذا الإطار، أطلقت منظمة "حليم حواط" مبادرة في أوائل الشهر الجاري، لإنقاذ طلاب الشهادة الثانوية ‏في نطاق ‏مدينة جبيل. ‏وتؤمّن المنظمة التعليم لحوالي 200 طالب وطالبة من المدارس الرسمية في قضاء جبيل، لصفوف ‏الشهادة الثانوية، ليتمكّنوا من تقديم الامتحانات الرسمية ‏بعد انقطاعهم عن التعليم بسبب الإضراب الذي ينفّذه أساتذة المدارس الثانوية الرسمية ‏منذ شهر كانون الأول. وتعهّدت منظمة حواط بإعطاء الأجور للأساتذة مقابل الحصص التعليمية التي يعطونها.
 
 
‏وفي حديث لـ"النهار"، يرى النائب زياد حواط الذي تحدّث باسم المنظّمة، أنّه لا يمكن أن يتفاوت التعليم بين طلاب المدرسة الخاصة وطلاب المدرسة الرسمية، وأن يكون طلاب المدرسة الرسمية ضحية الإضراب وعدم قدرة أهاليهم على تعليمهم في المدارس الخاصة، "فأسوأ ما يمكن أن يحصل في مجتمع، أن ينشأ جيل غير متعلّم، هذا تدمير أسس بناء البلد".
 
‏هذه الخطوة طبعاً لا تحلّ المشكلة وفق حواط، وإنّما هي خطوة موضعية، فأزمة التعليم في لبنان كارثية، وهناك طلاب يلتزمون المنازل منذ أشهر وقد يلتزمونها حتى نهاية العام في ظل الإضراب المفتوح، و"هو أمر مؤسف ‏وخطير". لذلك، وانطلاقاً من حسّ المواطنة، ارتأت المنظمة الإقدام على هذه المبادرة بينما واجب الدولة حلّ هذه المشكلة، فـ"غياب الدولة والخطط الإنقاذية في البلد، يدفع ثمنه طلاب المدارس الرسمية وهي جريمة تُرتكب بحق لبنان وأجياله"، وفق حواط.
وبالتنسيق مع بلدية جبيل، ‏تُعطى الصفوف هذه في المركز الثقافي لبلدية جبيل. ويتوزّع دوام الحصص بين حصص تُعطى قبل الظهر وأخرى بعد الظهر، على امتداد الأسبوع، بحيث يُعطى الطلاب المواد الأساسية، ويأتون بين مرة إلى مرتين في الأسبوع لمتابعة صفوفهم. وهناك التزام تام من الطلاب ومن أهاليهم للالتحاق بهذه الحصص، وكل طالب مدرسة رسمية في نطاق منطقة الجبيل يمكنه الالتحاق بها.
 
وهذه الخطوة، برأي حواط، "تأكيد ومثَل على عدم القدرة على المضيّ بالمركزية في هذا البلد، فاللامركزية هي التي تيسّر مصالح الناس على مختلف المستويات سواء في التعليم أو الطبابة والبنية التحتية وسواها".
 
 
‏من جانبه، يورد مدير ‏مدرسة "ثانوية ‏منى عدوان قرداحي الرسمية" (ثانوية جبيل الرسمية سابقاً)، ‏جوزيف قدوم، في حديث لـ"النهار"، أنّ ‏هذه المبادرة هي عمل بلدي مناطقي خدماتي لإنقاذ العام الدراسي على طلاب الشهادة الرسمية، و"هي طبعاً مؤقتة بانتظار إيجاد حل لأساتذة المدارس الرسمية". والمدرسة هذه، ‏تكاد تكون أكبر ثانوية في جبل لبنان الشمالي، ‏ويشكّل طلابها حوالي 70 في المئة من طلاب المدارس الرسمية في قضاء جبيل.
 
‏وعن أصداء هذه المبادرة، يقول قدوم إنّها لاقت استحساناً وترحيباً واسعاً، وصل الى حدّ مطالبة أهالي طلاب الصفوف من غير الشهادة الرسمية، بإيجاد حصص لأولادهم، لكن هذا الأمر طبعاً غير ممكن، ‏فالمشكلة يجب أن تُحلّ من جذورها وهذه المبادرة هي عبارة عن إضاءة شمعة في الظلام ‏وحلّ لجزء من مشكلة غياب طلبة الشهادة الثانوية عن دروسهم بسبب الإضراب. والطلاب ملتزمون وجادّون ويدركون أهمية هذه الخطوة في ظل الإضراب، ولا سيما أنّهم ‏يتكلّفون بنفقات النقل. 
 
‏وإذا ما انتظمت وحُلّت هذه المشكلة، "علينا إيجاد فاعل خير آخر لإنقاذ الصفوف الأخرى، ريثما يعود الأساتذة إلى التعليم".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium