النهار

مأساة جورج الراسي تعيد فتح ملف السلامة المرورية
المصدر: "النهار"
مأساة جورج الراسي تعيد فتح ملف السلامة المرورية
جورج الراسي.
A+   A-
لا يمكن اعتبار سقوط 5 قتلى و12 جريحا في مدة تقل عن 24 ساعة، امرا عاديا في بلد لا يتجاوز عدد سكانه الـ 4 ملايين نسمة، لكن احوال الفوضى القائمة على كل المستويات، بدءا من عدم تطبيق قوانين السير وغياب المعاينة الميكانيكية، مرورا باوضاع الطرق، والاهمال المتمادي في تنفيذ المشاريع الانشائية وعدم وضع اشارات للسير، وصولا الى عجز القضاء عن المحاسبة، عوامل تجعل الحوادث تمر مرور الكرام، اذ لا كرامة للانسان اللبناني، وبات يعتبر رقماً على لائحة ارقام الضحايا التي تطول كثيرا.

فقد أعلنت غرفة التحكم المروري صباح الأحد حصيلة "كبيرة" لحوادث السير، حيث سقط 5 قتلى و12 جريحاً في 13 حادث خلال الـ24 ساعة الماضية، منهم الفنان جورج الر اسي الذي يودعه الجسم الفني مع عائلته اليوم، في كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس – المنصف – جبيل.

فقد خطف الموت الفنان جورج الراسي في حادث اصطدام مأسوي بوسطية الأوتوستراد على طريق المصنع فجر السبت، بينما كان عائداً من سوريا حيث أحيا حفلة فنية. كذلك قضت معه المنسقة الخاصة لأعماله والتي تدير صفحاته الإلكترونية زينة المرعبي وهي أم لثلاثة أولاد، وقد ووريت في طرابلس أمس.

وتقبلت عائلة الفنان الراحل أمس التعازي في صالون الكنيسة، حيث أطلت شقيقته الممثلة نادين الراسي على الاعلام قائلة: "الجميع حزين ومقهور على جورج، جورج ليس لنا فقط، هو فنان والجميع خسره، خسرناه بطريقة رخيصة، لم يمت شهيداً على الحدود ولم يمت كما يجب، عمره 41 سنة ولديه شاب صغير عمره 10 سنوات".

وسألت: "هل يعقل وجود بلوك باطون في منتصف الاوتوستراد، ولا يوجد أي ضوء أو أي دليل على وجوده؟".

وأجابت رداً على سؤال: "عندما يكون هناك دولة قولوا لي لأرفع دعوى عليها".

وتوجهت الى وزير الأشغال والنقل علي حمية، قائلة: "اذا لم تضعوا تمثالاً لجورج هناك وتقولوا يا فنان قتلناك وقتلنا أختك وأمك وأخيك ووالدك وابنك، فالله يحرق قلبك على ابنك كما حُرق قلبنا". وتتجه العائلة الى مقاضاة الحكومة اللبنانية.

وارقام ضحايا حوادث السير في ازدياد مستمر تبينها الاحصاءات، ومنها على سبيل المثال، وقوع 99 حادث سير من بداية شهر تموز حتى 17 منه، ذهب ضحيتها 25 قتيلا و103 جرحى بحسب جمعية اليازا للسلامة المرورية. أما عدد ضحايا حوادث السير خلال العام 2022، فبلغ لغاية اخر تموز 155 قتيلا..

ولم تمر السنة 2021 على اللبنانيين مرور الكرام، وهي التي حفلت بالأزمات الخانقة وتداعيات انفجار مرفأ بيروت، في وقت خسرت 371 عائلة أبناءها في حوادث سير مختلفة، وعاشت 3841 عائلة الألم والعذاب نتيجة إصابة أحد أفرادها بجروح، خلال 2885 حادثاً، وفق إحصاءات صادرة عن قوى الأمن الداخلي، حصلت عليها "النهار".

اقرأ في النهار Premium