غيّب الموت الإعلامية الزميلة جيزيل خوري، أرملة الشهيد سمير قصير، فجر اليوم في مستشفى الجامعة الأميركية - بيروت بعد صراع من مرض السرطان.
ونعتها "مؤسسة سمير قصير"، موردة: "بقلوب دامعة وعيون خاشعة، تنعى مؤسَّسة سمير قصير إلى الأصدقاء والأوفياء وعشّاق الحرّية، مؤسِّستها الحالمة ورئيستها الدائمة، الإعلامية جيزيل خوري، بعد حياة من النضال والالتزام والإنجازات".
ونعت "النهار" خوري في بيان، وفيه: "برحيلها المبكر وهي في عز العطاء، تفقد "النهار" جيزيل خوري زميلة نذرت رسالتها الصحافية والإعلامية لقضية القضايا ألا وهي الحريات، كما تفقدها بخصوصية كونها زوجة الشهيد سمير قصير ورفيقة دربه ولو لمدة لم تطل، كما تفقدها وجهاً إعلامياً بارزاً عملت بجهد دؤوب ونجحت في بلوغ الشهادات العالمية لجهدها وتطورها. بحزن شديد في زمن القلق والايمان الذي نجتازه، تنعى "النهار" الى المجتمع الإعلامي والصحافي والى جميع اللبنانيين الزميلة الراحلة جيزيل خوري التي ستظل إنجازاتها الإعلامية علامة فارقة في مسارها المهني والوطني والإنساني، كما كانت العضد الأوثق للشهيد سمير قصير في مسار النضال من أجل تحرر لبنان والانسان العربي ولا سيما في قضية فلسطين وربيع الأوطان العربية قاطبة.
تشاء المفارقة المحزنة أن ترحل جيزيل في ظروف تفجّر كل ما نذر سمير قصير نفسه له مع رفيقة نضاله. وداعا جيزيل خوري".
الراحلة جيزيل خوري. (ألدو أيوب)
وُلدت خوري في الأشرفية سنة 1961، وهي متحدرة من بلدة العقيبة الساحلية في قضاء كسروان.
وفي سيرة الراحلة التي عرفت بمسيرتها المهنية في الحوار التلفزيوني الراقي، وبعد اغتيال زوجها الصحافي والمؤرّخ سمير قصير في 2 حزيران 2005، أطلقت الراحلة مؤسّسةً تحمل اسمه في 1 شباط 2006، وحوّلتها إلى إحدى أبرز المؤسسات الإقليمية المتخصصة في رصد الانتهاكات ضد الحرّيات الإعلامية والثقافية في المشرق العربي، ودعم الأصوات الإعلامية المستقلّة في لبنان ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقالت المؤسسة في بيان النعي: "حملت جيزيل قضية حرية الصحافة إلى المحافل العالمية، دافعةً الاتحاد الأوروبي لإطلاق جائزة سمير قصير لحرية الصحافة عام 2006". انتُخِبت عضواً في مجلس إدارة المنتدى العالمي لتطوير الإعلام بين 2016 و2020، وعضواَ في لجنة تحكيم جائزة "غيلرمو كانو" لحرية الصحافة التي تمنحها اليونسكو. نالت وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة ضابط عام 2012، ووسام جوقة الشرف الفرنسية من رتبة فارس عام 2019.
انطلقت مسيرة خوري المهنية سنة 1986 في "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، واستضافت أبرز الشخصيات السياسية والثقافية العربية والعالمية في برنامجها "حوار العمر" بين عامَي 1992 و2001، قبل انضمامها إلى مجموعة "أم بي سي" سنة 2002 ومساهمتها في إطلاق قناة "العربية"، حيث قدّمت برنامج "بالعربي" بين عامَي2003 و2013.
انتقلت الراحلة إلى قناة "بي بي سي عربية" سنة 2013 حيث حاورت كبار القادة والمفكّرين عن لحظات مفصلية في التاريخ المعاصر ضمن برنامج "المشهد"، ومن ثمّ إلى قناة "سكاي نيوز عربية"، سنة 2020، مع برنامج "مع جيزال"، الذي شكّل نقطة تحوّل في شكل البرامج الحوارية وإيقاعها وتنوّع مواضيعها. كتبت وأنتجت أفلاماً وثائقية عن أبرز القامات السياسية العربية، وأسست شركة "راوي" للإنتاج الوثائقي إلى جانب الصحافية والسفيرة سحر بعاصيري.
ونعت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان جيزيل خوري، "رئيسة مؤسسة سمير قصير، الصحافية الشجاعة وبطلة حرية التعبير، والأهم من ذلك شريكتنا وصديقتنا. إرثها سوف يدوم. قلوبنا مع أحبائها ومع أسرة مؤسسة سمير قصير"
من جانبه، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع: "كانت جيزيل خوري صديقة وفيّة، ودائماً دائماً مع الحقّ. لا أنسى كيف من دون أيّ علاقة سياسيّة سابقة، انبرت عند حلّ حزب (القوات اللبنانية) وحين اعتقالي لتدافع عن الحقّ والحقيقة".
وأضاف في بيان: "لقد كانت سياديّة وحرّة بامتياز، قادتها حرّيتها وسيّادتها إلى توأم مماثل جرى اغتياله للأسباب ذاتها، فدفعت غالياً ثمن مبادئها وقناعاتها. جيزيل لقد عانيتِ كثيرًا من عدم تحقيق أهداف القضيّة التي من أجلها ناضلتِ واغتيل سمير قصير، ولكن أعدُك أن القضيّة مستمرّة وستحقِّق أهدافها عاجلاً أم آجلاً".