بعدما أغنى الأعمال الفنية بمشاهد ستبقى خالدة في ذاكرة اللبنانيين، أصرّ "الموت على طرق لبنان" أن يكون المشهد الأخير في حياة الفنان القدير حسام الصبّاح. فقد غدره أثناء توجهه إلى بلدته النبطية، وحاول مقاومته لثمانية أيام. لكن في النهاية فضّل الاستسلام والراحة من أوجاع تكاثرت عليه.
تفاصيل الحادث
مساء الحادي والعشرين من الشهر الجاري وقع الحادث المرير على طريق المصيلح. أما سببه بحسب ما قاله صديقه المقرب الزميل كامل جابر لـ"النهار"، "فاصطدامه بالرصيف وانقلاب سيارته. وقد أكد الصباح لابنته قبل رحيله، أنّ سيارة مسرعة خلفه أطلق سائقها البوق لإفساح الطريق، وعندما استجاب وحاول الابتعاد وقعت الكارثة وانقلبت مركبته، ليُنقلَ إلى مستشفى الراعي في الغازية - صيدا. غاب عن وعيه 24 ساعة، قبل أن يستيقظ ويروي ما حصل معه، ليتدهور بعدها وضعه الصحّي، فقد أدّى الحادث إلى مضاعفات في رئتيه وكليتيه وكبده، كما عانى هبوطاً حادّاً في الضغط، ولم يعد يستجيب للعلاج، إلى أن أطبق عينيه صباح اليوم".
ترجَّل الفارس
ترجَّل الصبّاح عن صهوة جواده، بعد مسيرة فنية حافلة. رحل تاركاً زوجته وشابّين وشابّة كانوا له الحياة. عمل كلّ ما في وسعه لإسعاد أسرته، فكان نعم الأب الصديق. وقال جابر: "كان حسام تارة الممثل المطلّ في دور بسيط ليسجل فيه حضوراً لافتاً، وأخرى لاعباً رئيسياً في أعمال أبدع فيها"، مضيفاً: "التحق ابن النبطية بمعهد الفنون الجميلة سنة 1978، وتخرج فيه بعد ثلاث سنوات، لينتقل بعده بين المسرح والتلفزيون حيث جسّد شخصيات تشبهه. وبين التمثيل والإخراج، أعار صوته للدوبلاج في مسلسلات مكسيكية وكرتونية. ومنذ 30 سنة وهو يشرف على كامل الأعمال المسرحية للسيرة العاشورائية في النبطية".
صدمة الرحيل
وسائل التواصل الاجتماعي ضجّت بخبر رحيل الصباح الذي تابعه المشاهدون في شهر رمضان، حيث أدى دور "أبو الليل" في مسلسل "عشرين عشرين". ونعاه عدد كبير من الفنانين، ومنهم الممثلة نادين نسيب نجيم التي كتبت عبر "تويتر": "الله يرحمه وتكون روحه بالسما خبر مؤسف". كذلك كتب الممثل باسم مغنية "شو هالخبر الحزين يا حسام؟ الله يرحمك يا طيب"، وغرّد الممثل عبدو شاهين قائلاً: "اليوم الحياة خسرت صديق ونحنا خسرنا أب، حسام الصباح لروحك السلام بكير للعرض الأخير".