أغرقت سيول "شتوية" في الساعات الماضية الشوارعَ والطرقات والبيوت فوصلت البرّ بالبحرّ، حتى خُيّل للعديد من الأهالي في الميناء والمنية والبداوي والجوار أنّ البحر خرج لزيارتهم، فأغرقهم بسيل من ماء زاد ارتفاعه في بعض الأماكن عن العشرين سنتيمتراً، فترك الأهالي سيّاراتهم في الشوارع ونجوا بأنفسهم من الجرف المائيّ.
وككلّ مرة، بدأ تراشق المسؤوليات بين الجهات المعنيّة، من دون أن يصل المواطن إلى نتيجة.
وعلى سبيل المثال، حمّل وزير النقل والأشغال العامة علي حميّة وزارة الطاقة مسؤولية عدم تنظيف مجرى نهر بيروت، ممّا أدى إلى فيضانه.
امتلأت الطرقات بالحجارة والوحول والصخور، وحصلت انهيارات عدّة على طرقات الضنية وزغرتا-إهدن، وتحوّلت البيوت إلى برك للسباحة، ولحقت بالمفروشات أضرار كبيرة.
ولا تزال حتى الساعة حبالُ الماء تصل الأرضَ بالسماء، وسط برق يلمع باستمرار في السماء، ورعد يدوّي صوته في كلّ مكان.
وفي جولة على بعض المناطق اللبنانية، أفاد مراسل "النهار" عن فيضان مجاري المياه في محلّة الغميقة في زغرتا، مما أدّى إلى انقطاع الطريق في المحلّة المذكورة.
وتعمل فرق البلدية على تصريف السيول وجرفها نحو نهر "جوعيت".
وافادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن طريق سرجبال-الجاهلية مقطوعة بسبب انهيار الطريق بالكامل على مفرق "شمعرين".
في الأثناء، لا تزال الطريق المؤدّية إلى مرفأ بيروت مقطوعة بشكل كليّ بسبب كمية السيول المتراكمة في المحلّة.
وفي هذا السياق، أفاد مراسل "النهار" بأنّ سيارات بعض المواطنين ما زالت عالقة في المحلّة المشار إليها، كما أنّ سيارة الدفاع المدنيّ اللبنانيّ ما زالت محاصرة بمياه الأمطار.
ولا تزال السيول تسيطر على عدد من الطرقات والشوارع في البترون.
المشهد قبل قليل من وادي وهاب في طرابلس
السيول خلال ساعات مساء الأمس
وأفاد مراسل "النهار" عن فيضان مجاري المياه في محلة الغميقة في زغرتا مما أدّى إلى انقطاع الطريق في المحلة المذكورة.
وتعمل فرق البلدية على تصريف السيول وجرفها نحو نهر "جوعيت".
إلى ذلك، فاض نهر جاج في جبيل، وغمرت المياه الطريق في حي "الفرطوش".
وفي محافظة عكار ساحلاً وسطاً وجبلاً، تسبّبت الأمطار الغزيرة بتحويل العديد من الطرقات الرئيسيّة والفرعيّة إلى بحيرات فاقمت من وضعها المزري أساساً، وصعّبت على سائقي السيّارات اجتيازها.
(مبنى السبسبي في العبدة-عكار)
واجتاحت السيول الأراضي الزراعيّة والممتلكات، وحاصرت عدداً من المنازل، لا سيّما في المناطق السهليّة، وتحديداً في منطقة ببنين-العبدة، عقب فيضان مجرى قناة ريّ نهر البارد التي تدفقّت مياهها بكميّات كبيرة إلى مبنى السبسبي وعدد من الأبنية المحيطة به.
وعمل عناصر الدفاع المدني في مركز ببنين-العبدة بمساعدة أهالي المنطقة على استقدام مضخّات كبيرة لضخّ المياه من داخل المبنى المهدّد بالتداعي والسقوط، وتمّ إجلاء ساكنيه.
وخرّبت الرياح العاتية العديد من البيوت الزراعيّة المحميّة، وتسبّبت بأضرار كبيرة في المزروعات، وكذلك في مواسم الحمضيات في سهل عكار، حيث أسقطت الرياح الثمار على الأرض وأتلفتها.
وفرضت الأمواج العاتية حصارها على مراكب صيد الأسماك في مرفأ العبدة، فآثر الصيّادون عدم الخروج بها مخافة تحطّمها.
والأمر كذلك بالنسبة إلى صيّادي الأسماك في منطقتي العريضة والشيخ زناد على الشاطئ العكاري.
كما أفيد من البترون عن ارتفاع منسوب نهر كفرحلدا ودخول مياهه إلى البيوت المجاورة وإلى البيوت البلاستيكيّة.
وأفيد من الكوره عن غرق طريق عابا-بطرام-بشمزين بالسيول، ونُصح بعدم سلوكها نهائياً.
في صيدا وبعض قرى الجوار، ساهمت أزمة تراكم النفايات خارج المستوعبات، على أرصفة الشوارع والساحات العامّة، في زيادة الأضرار الناجمة عن العاصفة والأمطار الغزيرة؛ وتسبّبت هذه النفايات التي جرفتها مياه الأمطار بسدّ مجاري المياه والصرف الصحيّ، ممّا أدّى إلى تدفّق المياه في بعض الشوارع التي تحوّلت إلى برك وبحيرات مائية كما حدث في حي القناية بين صيدا والهلالية وحارة صيدا.
واقتحمت مياه الأمطار بعض المنازل والمحالّ وتسبّبت بأضرار مادية. وقال كلود صهيوني أحد أبناء الحيّ إن مشكلة تدفّق المياه وتسرّبها بقوّة إلى المنازل مزمنة، عمرها نحو 4 سنوات، والسبب مخالفات البناء التي دمّرت قناة مياه الأمطار.
وطالب صهيوني وزارة الأشغال العامّة واتّحاد بلديات صيدا الزهراني بالتدخّل ومعالجة المشكلة تجنباً للضرر الذي يلحق بأهالي وسكّان حيّ القناية، خصوصاً في محيط المدرسة الرسمية التكميلية.
أوتوستراد الشماع بين صيدا ومجدليون
وتحوّل المسرب الغربي لأوتوستراد شكا باتجاه طرابلس إلى بحيرة، بسبب ارتفاع منسوب المياه، وبات متعذّراً على العابرين سلوكه، باستثناء الشاحنات الكبيرة.