موضوع جدليّ جديد يضاف إلى المواضيع الإشكالية الكثيرة وغير المنتهية التي تظهر بين الفترة والأخرى في المجتمع اللبناني، فبعد سنوات من الأخذ والرد وبعد قرار البابا فرنسيس الذي قضى بتجريد مؤسس "جماعة رسالة حياة" الأب السابق وسام معلوف من رتبة الكهنوت وفقاً لما سبق أن أعلنت البطريركية المارونية في لبنان، عادت بكركي لتصدر بياناً تحذيرياً تشير فيه إلى أن معلوف أصبح كاهناً سابقاً وكل أفعاله التي يقوم بها والمرتبطة بالكهنوت هي في خانة انتحال الصفة.
وفي مقابل القرار البابوي الذي ترجمته بكركي، يعتبر البعض أن نوعاً من الظلم يلحق بالكاهن السابق وسام معلوف، الذي طلب بنفسه من البابا فرنسيس تجميد كهنوته مؤقتاً.
ومع إثارة موضوع "جماعة رسالة حياة" من جديد، طُرحت العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب التي أدّت إلى تجريد الكاهن السابق معلوف من كهنوته، بغضّ النظر عن الطريقة التي تمّت بها.
فالمجتمع اللبناني الذي شهد على ولادة "جماعة رسالة حياة" والذي قام باحتضانها إذ فُتحت لها البيوت الديرية في أكثر من منطقة لبنانية يحقّ له أن يعلم بتفاصيل ما حصل في زواريب هذه الجماعة ومع مؤسسها.
في هذا السياق، وفي حديث لـ "النهار" أشار مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم إلى أنّ "تفاصيل القضيّة سرّية وغير معلنة حتى الساعة، ويعلمها السيد وسام معلوف والكنيسة في الوقت نفسه".
واعتبر أبو كسم أنّ "كلّ ما هو مطلوب اليوم من معلوف الابتعاد عن استخدام الصفة الدينية أي عدم وصف نفسه بالكاهن أو الأب، كذلك عدم ارتداء اللباس الكهنوتيّ، وإلّا فسيتحوّل إلى منتحل صفة وهذا أمر يعاقب عليه القانون اللبنانيّ".
ورأى مدير المركز الكاثوليكي للإعلام أنّ "الكنيسة تعمل على متابعة أمور مختلف المنتسبين إلى "جمعية رسالة حياة" من الرهبان والراهبات، كما تتابع مختلف التفاصيل الأخرى المتعلقة بالجمعية لوضع الأمور على سكتها السليمة".
بكركي: معلوف يتجاهل قرار الفاتيكان
وفي سياق متصل، أوضحت أمانة سرّ البطريركية المارونية في بيان "لما كان قد صدر عن الكرسي الرسولي في الفاتيكان بتاريخ 18 تشرين الثاني 2022 قرارٌ بإنزال عقوبات بالأب (آنذاك) وسام معلوف، ومنها "حطّه" عن الحالة الإكليريكية وتجريده من رتبته الكهنوتية وفصله عن "جماعة رسالة حياة Mission de Vie"، وبالتالي إعادته إلى الحالة العلمانية.
ولمّا كان السيد وسام معلوف، على الرغم من تبلّغه قرار الكرسي الرسولي المشار إليه أعلاه، ما زال حتى اليوم يتجاهله وينكر وجوده، وينتحل صفة كاهن ويستعمل، بدون وجه حقّ، لقب "الأب" المحفوظ حصرياً للكهنة دون غيرهم، ويرتدي الثوب الكهنوتي، بهدف تضليل وخِداع المؤمنين والرأي العام وإيهامهم خلافاً للواقع أنه ما زال كاهناً منتمياً إلى الكنيسة الكاثوليكية المارونية وإلى "جماعة رسالة حياة Mission de Vie"، بينما الحقيقة هي خلاف ذلك تماماً؛ لذلك، رأى صاحب الغبطة والنيافة وجوب إعلان البيان الصادر عن أمانة سرّ البطريركية في 18/11/2022، المذكور أعلاه للرأي العام.
وعليه، نؤكّد من جديد أنّ السيد وسام معلوف ليس كاهناً ولا راهباً ولا إكليريكياً، كما أنّه لا يتمتّع بأيّ صفة رهبانية أو كهنوتية، بل عاد إلى الحالة العلمانية ولم يعُد منتمياً إلى "جماعة رسالة حياة Mission de Vie" ولا إلى أيّ جماعة رهبانية أخرى، وأنّه لم يعُد يحقّ له استعمال كلمة كاهن أو خوري، ولا إطلاق لقب "الأب" على نفسه، ولا ارتداء أيّ ثوب كهنوتي أو رهباني.
كما نلفت المؤمنين إلى أنّ ما يقوم به السيد وسام معلوف يُشكّل جريمة انتحال صفة الكاهن والأب التي تعاقب عليها القوانين الكنسية الروحية وقانون العقوبات اللبناني على حدٍ سواء، وننبّههم إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من السيد وسام معلوف وعدم الانخداع بأساليب الاحتيال والتضليل وانتحال الصفة التي يعتمدها".
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.