النهار

"فضيحة" الأدوية المدعومة في الكونغو... سفير لبنان لـ"النهار": 90 في المئة منها يهرب عبر الحدود
A+   A-
في الوقت الذي لا يجد فيه اللبناني حبة بنادول في الصيدليات أو عبوة حليب لأطفاله، تفاجأ بتداول صور لأدوية مهربة من بلده الى عاصمة الكونغو كينشاسا حيث لا يزال سعرها بالعملة الوطنية، والعجب أنها تباع بالدولار بسعر مضاعف حوالي عشرة مرات.
 
 
 
 
انتشار "الفضيحة"
 
أحد المغتربين في الكونغو نشر صور "الفضيحة" عبر حسابه على "فايسبوك"، مرفقاً إياها بتوضيح مفاده الآتي: "الأدوية المدعومة وصلت لعندنا على كينشاسا وبكل وقاحة تاركين سعر لبنان عليها 22000 ليرة وعم يبيعوها هون بـ20$"، ترافق ذلك مع تداول خبر خلاف وقع بين جهاز أمن المطار فصيلة تفتيشات المطار في قوى الأمن الداخلي حول عملية تهريب أدوية من قبل مسافرة من مطار رفيق الحريري إلى إفريقيا، قبل أن يصدر الجهازان الأمنيان توضيحاً نفيا خلاله الأمر، حيث أكد الجهازان أن الأدوية التي كانت في حوزة المسافرة للاستعمال الشخصي، وليست بهدف التهريب".
 
وأضاف جهاز أمن المطار: "منذ تاريخ بدء تفشي جائحة كورونا حتى اليوم، تم ضبط أكثر من ثلاثين عملية تهريب مع أشخاص معظمهم غير لبنانيين عبر المطار"، مؤكداً حرصه على تطبيق القوانين ومنع التهريب من لبنان وإليه، إلا أن ما حصل دفع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا، إلى طرح علامات استفهام حيث قال: "ظهرت الأدوية المدعومة المهربة من بيروت إلى افريقيا –كينشاسا، بعد مشادة بين جهازي أمن في المطار حول ضبطها. أين التحقيق؟ وما معنى الجرم المشهود؟".

90 في المئة من الأدوية مهربة عبر المعابر 
 
وعن الأدوية التي تم تصويرها في كينشاسا، علّق سفير لبنان في الكونغو هيثم إبراهيم في إتصال مع "النهار" قائلاً: "قبل أزمة كورونا وفقدان الأدوية في لبنان، كانت تصل إلى صيدليات كينشاسا أدوية من دول عدة منها لبنان كون هذه الدولة لا تصنع الأدوية".
وأضاف: "بما أن الظرف اليوم استثنائي في لبنان والأدوية مدعومة، تمت الإضاءة على الموضوع حيث انتشرت الصور في الأمس، ما دفع السفارة اللبنانية بالتنسيق مع لجنة الجالية اللبنانية في كينشاسا إلى القيام ببعض التحريات عن الموضوع حيث ظهر أن هذه الأدوية تصل إلى الكونغو ليس فقط عبر الافراد، بل هناك بعض الشركات التي تأتي بأدوية مدعومة من لبنان من خلال شرائها من الصيدليات ومن الشركات الموزِّعة، كما أن ٩٠%؜ منها يتم تهريبه عبر المعابر الحدودية اللبنانية". وتابع: "سنتحرك باتجاه السلطات في الكونعو لمعرفة أنواع الأدوية التي وصلت وكمياتها".
 
 

تصور لعمليات التهريب
 
من جانبه، أوضح نقيب مستوردي الأدوية في اتصال مع "النهار" أنّ "هذه الكميات، على ما يبدو، اشتراها عدد من الأشخاص من صيدليات متفرقة في لبنان، فقد تابعت الموضوع مع مستورد هذه الأدوية، الذي أكّد لي أن لا صيدلية في لبنان إشترت أكثر من 70 علبة من هذه الفئة لشهر، وذلك خلال الشهرين الماضيين". وتابع: "ضبط الأمن في المطار سابقاً محاولات عديدة لتهريب الأدوية في الحقائب، وهذه حالة مماثلة لم تضبط".
 
وفي ما يتعلق بالحل، شدّد النقيب على "أهمية دور القوى الأمنية في المطار التي عليها واجب تفتيش الحقائب، وقد تلقت مراسلة من وزارة الصحة تطالبهم بمنع أي مسافر من إخراج كمية أدوية تفوق حاجة شهر من العلاج".
 
لاشك أن الوضع الذي يمر فيه اللبنانيون يجعلهم في أمس الحاجة لكل علبة دواء لاسيما مع إحتكار التجار لمعظم أنواعها، يضاف إلى ذلك تلويح مصرف لبنان إلى قرب رفع الدعم عنها.

اقرأ في النهار Premium