خاضت جامعة القديس يوسف (USJ)، اليوم، يوماً انتخابياً، هو الأول ضمن أيام ثلاثة من انتخابات طالبية يعوّل عليها الشارع المنتفض، وسجّل مشاركة واسعة لمرشحي لائحة "طالب"، المنبثقة من النادي العلماني، والذين قلبوا المعادلة السائدة بفوزهم في 12 كلية، حتى الآن. مع الإشارة إلى أن "اليسوعية" تضم 23 كلية موزعة على أحرام بيروت ومحيطها، تضاف إليها 3 فروع مناطقية هي: زحلة، طرابلس وصيدا.
للانتخابات الطالبية وقعٌ صارخ على مجتمع أقام قبل نحو شهر ونصف الشهر الذكرى السنوية الأولى لخضّة الشارع المدوّية، لما لها من دور في تعزيز مشاركة المعارضة، بأشكالها كافة، واسترجاع الهيئات الطالبية دورها النقابي.
(تصوير مارك فياض).
تجدر الإشارة إلى أنّ انتخابات "اليسوعية" هذا العام هي الأولى بعد انتفاضة 17 تشرين، وشهدت انسحاباً لغالبية الأحزاب السياسية التقليدية في معظم الكلّيات، ففاز المستقلّون في 12 كلية بالتزكية.
خاض المستقلون اليوم، أمّ المعارك في كلّ من كلية الهندسة، كلية الأعمال (هوفلين) وفي كلية الطب، إلى حدٍّ ما. وتجدر الإشارة، إلى أنّ كلية الحقوق والعلوم السياسية غالباً ما تشهد معارك انتخابية حامية - وهو ما يحصل اليوم بالفعل - خاضها المستقلّون في وجه مرشحي الأحزاب.
(تصوير مارك فياض).
في هذا الإطار، يشير مرشّح لائحة "طالب" في كلية الحقوق في الـUSJ، جوليان معلوف، في حديث لـ"النهار"، إلى أنّ "الحركة الطالبية المستقلّة تشارك هذا العام في 13 كلية، مع أكثر من 100 مرشّح، بعد أن سجّلت الدورات السابقة مشاركة خجولة اقتصرت على ثلاث كليات كحدٍّ أقصى، من دون أن تشكّل حركة موحّدة".
تأسست حركة "طالب" في الجامعة "اليسوعية" قبل ثلاث سنوات، في كلية الحقوق على وجه التحديد، وشنّت الأحزاب حملات عدّة ضدّها. واليوم، يؤكّد معلوف أنّ "طلاب (القوات اللبنانية)، الذين سعوا إلى توحيد الصفوف مع (طالب) منذ تأسيسها، بالنظر إلى ما اعتبروه تقارباً عقائدياً". وينفي معلوف كلّ ما صدر عن مرشّحي "القوات"، لجهة اتهام "طالب" بالتسيس والتحالف مع "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، مشدّداً على أنّ "الحركة المستقلّة في الجامعة كانت أوّل من وقف في وجه النظام ورؤوسه والسلاح غير الشرعي الذي يحميه".
(تصوير مارك فياض).
في المقلب الآخر، تخوض "القوات اللبنانية" الانتخابات منفردة. وقد عللّ رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية في مصلحة الطلاب في الحزب، شربل مينا، بالقول: "أدركنا بعد 17 تشرين أنه لا تجمعنا أي رؤية مع أي جهة مهما كانت".
تتوقّع "القوات" الفوز في كلّ من الكليات التالية: كلية العلوم، كلية المعلوماتية الإدارية، كلية العلوم الاقتصادية، كلية الحقوق، كلية الهندسة، كلية إدارة الأعمال، كلية العلاج الفيزيائي، كلية العلوم التمريضية.
يعتبر مينا أنّ "(طالب) بعيدة عن (الحركة المستقلّة)، وهي أقرب إلى الحزب"، مشيراً إلى "تحالفها مع (حزب الله) و(التيار الوطني الحر)، العام الماضي، حين بدأت عملية تقسيم مراكز المجلس الطالبي، وكانت (القوات) حصدت 5 مقاعد، فيما حصل (التيار) على 4 مقاعد، وحصل (طالب) على مقعدين". كما، يؤكّد مينا أنّ "أصوات (التيار) و(حزب الله) المنسحبين تُعطى لـ(طالب)".
ترى "القوات اللبنانية" أنّ أرقامها ليست بعيدة بل متقاربة، مع أنها تخوض المعركة منفردة. وتدعو في هذا الإطار "إلى مزيد من الديموقراطية والشفافية، والتخلّي عن سياسة الهجوم والتنمّر، ذلك أنّ الوطن لا يُبنى هكذا".
(تصوير مارك فياض).
من جهتها، اعتبرت الأستاذة في معهد العلوم الإدارية والسياسية في جامعة القديس يوسف، ريتا الشمالي، في حديث لـ"النهار"، أنّ "اليوم هو يوم أساسي بالنسبة للطلاب، إذ يُختبر فيه المعنى الحقيقي للديموقراطية، في وقت تتنافس لائحتان في المعهد".
أول لقاء بين "طالب" في الـUSJ، والنادي العلماني في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، كان في ساحات انتفاضة 17 تشرين، وشكّل الطرفان مذّاك شبكة علاقات عابرة للجامعات والكليات، قوامها النهج الموحّد، الداعي إلى الديموقراطية التشاركية ونبذ الخطاب الطائفي والسياسي العقيم، وتشكيل نواة دولة ونظام مدنيين. كما تلقّى مرشحو USJ المستقلّون، المشورة من زملائهم في AUB، الذين أحدثوا زلزالاً جامعياً مع فوز النادي العلماني فيها برئاسة المجلس الطلابي، بالإضافة إلى أمانة السر وأمانة الصندوق، فجاءت الهيئة الإدارية للمجلس الطلابي خالية من الأعضاء المتحزّبين.
بدوره، توقّع المشارك في المكتب الانتخابي وطالب العلوم السياسية في USJ، رافاييل زوين، خلو هذه الدورة من المشاكل والاشتباكات في المعهد بين لائحتي "طالب" و"القوات اللبنانية".