وقعت صومعتان من الجهة الشمالية من أهراء القمح في بيروت، ما خلق حالاً من الخوف بين الناس ممّا ينتظرنا في الايام المقبلة، ولا سيما في ظل استعمال المياه للحدّ من حدة الغبار في محيط القمح المتخمر في الجهة الشمالية "المرهقة" من الحريق، الذي لم يتوقف منذ أسبوعين، والانحناء المتسارع بسبب الحريق مع ما خلف من تداعيات عصف الانفجار عليها.
طرحت "النهار" هذا الواقع على كل من مدير قسم الكيمياء في كلية العلوم في جامعة القديس يوسف الدكتور شربل عفيف ومساعد عميد كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية البروفسور يحيى تمساح، للوقوف عند رأيهما العلمي في ما حصل والمتوقع أن يحصل.
أشار مدير قسم الكيمياء في كلية العلوم في جامعة القديس يوسف الدكتور شربل عفيف في اتصال لـ"النهار" إلى أن سقوط بعض الصوامع من المجموعة الشمالية للأهراء، التي كانت متوقعة، لم يحمل غباراً كثيفاً معها لأن عدد الأهراء المنهارة كان محدوداً واتجاه الهواء كان باتجاه البحر، ما قلص من التلوّث على الصحة.
لكنه دعا المواطنين الى الالتزام بإرشادات وزارتي البيئة والصحة أقله لصباح غد الاثنين، ولا سيما بوضع الكمامات N95، إضافة الى شرب الماء لكي لا يصاب الجسم بأي جفاف وإقفال النوافذ والأبواب والتزام الأماكن المغلقة مع توفير المكيّفات فيها...
وطالب شركة الكهرباء بتوفير الطاقة لهذه المناطق المحيطة بالمرفأ لتوفير فرصة استعمال المكيّف أثناء بقاء المواطنين في المنازل، مشيراً الى أن "التزام الإرشادات بات ضرورة حتى لو شعر للمواطن بأن الغبار لا يتراءى أمام عينيه لأن لتراكيز الغبار في الهواء تداعياتها لساعات طويلة".
عن رأيه في محاولة تخفيف وطأة الغبار من خلال رش المياه على محيط الأهراء قال: "أتخوّف من عودة الحريق بسبب ارتفاع الرطوبة وإنتاج غاز الميتان، الذي سيرجّح عودة الحريق من جديد".
أكد مساعد عميد كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية البروفسور يحيى تمساح في اتصال مع "النهار" أنه سبق لنا أن ذكرنا في لقاءات إعلامية عدة أن الحريق سيضعف "بنية" المجموعة الشمالية، ما أدّى الى وقوع صومعتين من المجموعة الشمالية للأهراء، مشيراً الى "أننا ذكرنا أيضاً أن الانهيار الجزئي في هذه المجموعة سيحدث ضمن موقعها مباشرة".
ورجّح "احتمال سقوط أجزاء أخرى من المجموعة الشمالية وذلك منوط بدرجة تأثّرها بالحريق"، مشيراً الى "أن المجموعة الجنوبية للأهراء لم تتأثر بشكل ملموس بالحريق، الذي أدّى الى الانهيارات في المجموعة الشمالية، ويمكن استشراف أي احتمال لانهيار أي جديد في المجموعة، وذلك عبر رصد نسبة تسارع الانحناء في صوامع هذه المجموعة من خلال المستشعرات المثبتة عليها...".