النهار

أرقام تدق ناقوس الخطر... ارتفاع نسبة حالات الانتحار في لبنان
المصدر: "النهار"
أرقام تدق ناقوس الخطر... ارتفاع نسبة حالات الانتحار في لبنان
تعبيرية.
A+   A-
نشرت مجلة "الدولية للمعلومات" دراسة حول ارتفاع نسبة حالات الانتحار في لبنان، ولفتت إلى أن "حالات الانتحار خلال الأشهر والأيام المنصرمة من العام الحالي ارتفعت إلى 66 ضحية، مقارنة بـ40 حالة في الفترة نفسها من العام الماضي، مسجّلة ارتفاعاً بنسبة 65 في المئة".
 
وأشارت إلى أن "من شأن استمرار الأمر على هذه الوتيرة، أن يرفع العدد في نهاية العام إلى أكثر من 170 ضحية، وهو الرقم الأعلى المسجّل بين الأرقام في الأعوام الممتدّة من 2012 إلى 2022".
 
وذكّرت الدراسة أنّ "حالات الانتحار المذكورة أعلاه، هي تلك التي سجلتها قوى الأمن الداخلي، وقد تكون هناك حالات لم تسجّل على أنّها حالات انتحار، وبالتالي فقد تكون حالات الانتحار الفعلية أعلى من الأرقام الموثّقة".
 
 
تخوّف رئيس قسم الطبّ النفسيّ في مستشفى أوتيل ديو البروفيسور سامي ريشا في حديث سابق لـ"النهار" من أن نشهد زيادة في محاولات الانتحار في حال بقي الوضع متأزّماً وغياب أيّ أفق.
ويبقى السلاح الأقوى لمساعدة المراهقين تحديداً تشجيعهم وحثهم على التعبير والكلام، وأن "نشرح لهم أنّه برغم كلّ الأزمات التي تعصف في البلد، لدينا القدرة على تخطّيها ومواصلة الحياة، وأن يؤكّد الأهل لأولادهم أنّنا سنخرج من الأزمة لإعطاء أمل بالاستناد إلى التجارب السابقة".
 
ويشدد على تعزيز الحوار، و"من المهمّ أن يعرف الأهل أنّه حتّى وإن لم يتحدثوا أمام أبنائهم عن المشاكل، إلّا أنّهم يشعرون بهم وبما يقلقهم. من المهمّ أن نتحدّث معهم ونحثّهم على مشاركتنا مخاوفهم وهواجسهم، وأن يعبّروا عمّا في داخلهم. كما على المدرسة أن تسلّط الضوء أكثر على أهمية التعبير والبوح عند هذه الفئة."

وقد تساعد بعض علامات القلق التي تظهر عند هذه الفئة في التنبّه إلى وجود مشكلة وأهمّها عدم القدرة على التركيز، تراجع في العلامات المدرسية، العزلة، تساعد هذه المؤشرات على فهم ما يعيشه المراهق في هذه المرحلة.
 
وتشرح الاختصاصية في علم النفس عند الأطفال والمراهقين في جمعية " إمبريس" لارا جلول لـ"النهار" أنّ الشخص عندما يفكر في الانتحار يكون قد فَقَدَ أيّ ضوء أو أمل، ولم يعد لديه أيّ حافز أو دافع للمحاربة من أجله، وكأنّه في نفق مظلم لا ينتهي. كما يشعر الشخص أنه عديم الجدوى أو عاجز عن بناء علاقات وعدم القدرة على البوح أو الحديث لأحد، بالإضافة إلى شعوره بألم داخلي كبير. ونتيجة ذلك، يبدأ رويداً رويداً بالانسحاب من الحياة الاجتماعية والدخول أكثر في عزلته الخاصة، وقد يتحجّج بالمرض للتغيّب عن المدرسة وعدم الخروج من المنزل".

وعن الأشخاص الأكثر عرضة لعوامل الخطر التي تؤثّر على سلوكهم وتفكيرهم الانتحاري، تشير جلول إلى أنّ "كلّ من لديه عوارض اكتئاب، الشخص المدمن، إذا كان لدى الشخص تاريخ عائلي في الانتحار، الشخص الذي حاول الانتحار سابقاً (محاولة سابقة)، التعرّض لانتهاكات أو تحرّش جنسيّ أو لفظيّ أو جسديّ.
 
كان لافتاً أنّ العام 2022 شهد انخفاضاً كبيراً وملحوظاً في عدد حالات الانتحار التي بلغ مجموعها 29 حالة من تاريخ 1/11/2022 إلى تاريخ 31/12/2022، في حين سجّل لبنان بين تاريخ 1/11/2021 إلى تاريخ 31/12/2021، نحو 145 حالة انتحار آنذاك، وفق أرقام قوى الأمن الداخلي.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium