بمناسبة عيد رأس السنة، وبعد التوتر الأخير الذي حصل في البلدة على إثر رسم مجهولين لرسومات "شيطانية" على منازل مسيحيين، أقيم في كنيسة مار جرجس في بلدة بريح الشوف قداس احتفالي، رعاه راعي ابرشية صيدا المارونية المطران مارون العمّار ممثلاً برئيس رعية سيدة التلة في دير القمر الأب جوزيف أبي عون وعاونه فيه كاهن الرعية الأب ايلي كيوان، بمشاركة أطراف سياسية، ثمثّلت بالنائبين مروان حمادة وفريد البستاني، وكيل داخلية الشوف في الحزب "التقدمي الاشتراكي" عمر غنّام، ومعتمد العرقوب في الحزب سهيل أبو صالح والمجلسين البلدي والاختياري والأهالي، وذلك للتأكيد على وقوف أهالي البلدة معاً وفشل مخططات الفتنة.
رفض للحادثة وتأكيد على العيش المشترك
وخلال القداس، القى الأب ابي عون عظة هنأ خلالها بحلول العيد، مباركا لاهالي البلدة التعاون الدائم على الخير العام، وقال: "رغم الصعوبات التي نعيشها، إلا أنه لا يجوز أن يحصل ما جرى في البلدة، ونحن نعيش مع بعضنا البعض بهذه الروح الطيبة والمتسامحة ونعيّد برأس السنة معاً، ويسعدني أن انقل إليكم بركة سيدنا المطران مارون العمار وتمنياته أن يكون الشوف وكل لبنان بألف خير، وبأن يسود السلام والازدهار، لكي يعود بلدنا كما نحلم به ونريده بلد الخير والحوار والابتسامة والتلاقي والعمل بصمت وإيمان".
وتابع: "باسم صاحب السيادة نتقدم بالتهنئة بالعيد وبأن تكون كل المناسبات لتعزيز المحبة ومتابعة المسيرة التي نعيشها منذ أجيال كما مع سيدة التلة في دير القمر، فالسلام عندنا هو القاعدة الاساسية اما الظروف غير السليمة فهي الاستثناء، فلنشد ازر بعضنا البعض كما جاء في السينودس للعيش معا ونستمر مع سيدة التلة والجميع بكل الخير".
وبعد القداس جرى لقاء معايدة القى خلاله رئيس بلدية بريح صبحي لحود كلمة شكر فيها الحضور في هذه المناسبة، والتقدير لمتابعة ما جرى في بريح بشكل تفصيلي، وقال: "للأسف، بعض وسائل الإعلام والمواقع باتت تعمل بنكهة سياسية واستفزازية أحيانا أكثر منها إعلامية، لكن لا أحد يفكر من نواب وسياسيين وأحزاب وغيرهم أن بمقدور أحد ضرب السلم الأهلي في بريح، نحن من يعطّل أو يعزّز السلم الأهلي في بريح، وهذا المشهد الآن دليل واضح على ذهنيتنا السلمية وإرادتنا السلم وليس المشاكل أو الحروب. طبعا لا يعني كل ذلك بأن ما حصل يمكن أن يمر مرور الكرام ودون حساب، ومن هنا نطلب من الأحزاب والقوى الأمنية متابعة الموضوع حتى النهاية وعدم التغطية على أحد، من اجل التوصل الى النتيجة التي يريدها الجميع".
حمادة: نحن يد واحدة
والقى النائب حمادة كلمة، أشار فيها إلى أن "زيارتنا للمعايدة للأهل والجميع، وبالنسبة لذكر المصالحة الوطنية، فستبقى القاعدة وليس الاستثناء، والعيش المشترك والواحد الذي نعيشه سيبقى، نعم في السياسة تختلف الأهداف إزاء الرئاسة والمجلس وغير ذلك... والحمد لله يوجد لدينا جيش وطني نعوّل عليه كما على سائر القوى الأمنية وعلى مخابرات الجيش، المهم اليوم أن الدولة هي من يقوم بالتحقيق حول ما جرى وليس أي حزب، أو على الاقل ما تبقى من دولة، الامر الذي يجب المحافظة عليه".
ولفت إلى أن "نحن معكم اليوم، وسنزور البيوت التي تعرّضت للاستهداف من خلال رسومات أكانت صبيانية أو شيطانية، إنما نريد تحديدها ومعرفة فاعلها، وهو اهتمام وليد بك جنبلاط وتيمور جنبلاط، وأتينا للوقوف إلى جانبكم وللقول أننا يد واحدة، وأنتم تدركون جيدا كيف نعمل من خلال سياساتنا الخاصة أو العامة، وفي الوقوف الى جانبكم وكل أهلنا، لأجل جوهر الحياة اللبنانية التي ستتغلّب في النهاية على ما عداها أو أي تفتيت أو تقسيم، وكل ما يقال بأن الناس تذهب إلى هنا أو هناك، فلا أحد سيذهب إلى أي مكان، كلنا في كنف دولة وفي جمهورية لبنان التي ستعود باذن الله، لأن هذا البلد يليق بكم وبجميع أبنائه، وان شاء الله رئاسة وحكومة ومؤسسات سنعيشها معا. مررنا بأيام جميلة ومرّة لكننا لن ندع لأولادنا أن تحكمهم الأيام البشعة أبدا، ولن نسمح نحن وأنتم بذلك، وكل عام وانتم بخير".
وقام النائب حمادة وغنّام والحضور في ختام اللقاء بزيارات الى المنازل التي أُلقيت عليها الرسوم ولقاء عائلاتها، مستنكرين ما جرى ومؤكدين الوقوف إلى جانبها والركون إلى الدولة والاجهزة الامنية لكشف الفاعلين.