النهار

قوارير الغاز صواعق متفجّرة... الأسباب والإرشادات
رنا حيدر
المصدر: "النهار"
قوارير الغاز صواعق متفجّرة... الأسباب والإرشادات
قوارير الغاز (أرشيفية).
A+   A-
تتكرر انفجارات قوارير الغاز التي تتسبب أحياناً بضرر بشريّ كبير يُضاف إلى الضرر المادي. وقد شهدنا في الآونة الأخيرة حادثة وقعت في الطريق الجديدة، سبقتها حادثة في النقّاش تسبّبت بدخول صاحبة المنزل إلى المستشفى متأثرة بجروح من الدرجة الثالثة. كذلك شهدنا حادثة اشتعال قارورة غاز في داخل جيب، كانت حصيلتها موت السيّدة صاحبة الجيب.

هذه الحوادث تطرح مشكلاً مزمناً تقع المسؤولية الأولى فيه على الدولة، وعلى المؤسّسات المعنية بتغيير قوارير الغاز التي انتهت صلاحياتها. لكنّنا لا يمكننا تبرئة المواطن وجهله بتركيب قارورة الغاز أو بالإرشادات الضرورية عند وقوع أيّ خطر.
  
في هذا السياق، يؤكّد نقيب موزّعي الغاز ومستلزماتها جان حاتم في حديث لـ"النهار" أنّ الانفجارات المتكاثرة ناتجة أولاً من تسرّب الغاز. وأضاف: "تنفجر قارورة الغاز في حال تعرّضت لحرارة تصل إلى أكثر من 160 درجة مئويّة، وما نشهده من حوادث مردّه بشكل رئيسي إلى تسرّب الغاز من القارورة أو السّاعة. بالموازاة، فإنّ سوء تركيبها أو استعمالها يسبّب في معظم الأحيان انفجارها؛ لذلك، يجب الانتباه جيّداً لدى تركيبها".
 
وللمناسبة، حذّر حاتم من يستخدمون قوارير الغاز من إشعال سخّان المياه، لأنّ وضع القارورة في مكان مغلق يعرّض المواطنين لخطر الاختناق. لذلك، لا بدّ من التنبّه جيّداً لهذا الأمر، وأن يتمّ تثبيت قارورة الغاز في مكان مفتوح.
 
 
وأضاف حاتم: "بناءً على توصية لجنة الطاقة النيابية حول موضوع قوارير الغاز المنزلي، نُفّذ عام 2015 قرار تبديل قوارير الغاز في السوق لاتّباع المواصفات التي وردت في المرسوم 2503، والتي وضعتها "ليبنور" (في ما يخص النربيش، الساعة...)، وما زلنا مستمرين بهذا النهج منذ عام 2016. ولقد تمكّنا حتى الآن من تبديل ما يُقارب ثلاثة ملايين قارورة؛ هذا إذا اعتبرنا أن جميع القوارير غير صالحة أو مطابقة للمواصفات".
وإذ لفت إلى أنّ العمل بقرار تبديل القوارير سيبقى سارياً حتى عام 2024، أوضح حاتم بأن الإحصاءات تشير إلى وجود نحو مليون أو مليون ونصف قارورة غاز لم يتمّ تبديلها في السوق، إلّا أنها في الوقت الحاضر لا تشكّل خطراً على المواطنين. 
 
ونبّه إلى أن لا رقابة على استخدام مستلزمات القارورة، كالتأكد من صلاحية استخدام الساعة والنربيش والقارورة. لكن وزارة الاقتصاد كُلّفت من قبل اللجنة النيابية، بالإشراف على حملة توعية بالاستخدام الصحيح لقارورة الغاز، لكنها أعلنت عن عدم إمكان المباشرة بهذه الخطوة جراء غياب القدرة المالية".

وتعقيباً على سؤال عن الإمكانيات المادية لتبديل القوارير، أكّد حاتم أنّ رسم التبديل يأتي ضمن جدول الأسعار، مضيفاً: "نسدّد التكلفة من خلال الضريبة الموجودة ضمن السعر، والتي تصل إلى دولار واحد، بعد أن كانت قبل الأزمة 1500 ليرة. وفي هذا السياق، نطالب وزارة الطاقة اعتماد الجدول بالدولار ليسمح باستقرار السوق. وقد يصل سعر القارورة إلى 12 دولاراً حسب أسعار الغاز العالمية".

وإليكم بعض الإرشادات لمواجهة مخاطر الغاز المنشورة من النقابة:
 
• التأكد من صلاحية وسلامة قارورة الغاز قبل التبديل، وبعد فحصها عن طريق الشم أو رغوة الصابون وليس باستخدام النار.
 
• عند شمّ رائحة الغاز يعني أن هناك تسرّباً، ويجب بالتالي:
1- إقفال القارورة فوراً.
2- وضعها في الهواء الطلق.
3- الاتصال بموزّع النقابة.
 
• عند استعمال دفّاية الغاز، يجب إدخال الهواء النقيّ إلى الغرفة بمعدّل ثلاث دقائق كلّ ساعة.
 
• عدم ترك الدفّاية مشتعلة عند النوم وإقفال القارورة.
 
• عدم قلب قارورة الغاز لوجود تسرّب وأوساخ في داخلها، وذلك حفاظاً على الساعة (المنظّم)، ولتجنّب رائحة زيت الغاز.
 
• عدم وضع موادّ قابلة للاشتعال من أكياس نيلون، أوراق... بالقرب من قارورة الغاز خوفاً من نشوب حريق.
 
• عدم إشعال عود الثقاب قبل فتح الفرن وإشعاله.
 
• إطفاء النار في القازان أو رأس غاز الغلي قبل الدخول للاستحمام، لأن اشتعال الغاز في داخل المكان المقفل يحرق كميّة الأكسيجين الموجود في الهواء، والضروريّة للتنفس؛ ذلك أنّ فقدان الأكسيجين أو نقصه يسبّبان الاختناق ثمّ الوفاة.
 
• عدم استعمال المنظم (الساعة) والنربيج والقارورة غير القانونيين، والتأكّد من روندال الساعة عند التركيب.
 
• عدم تعريض قارورة الغاز لأشعة الشمس مباشرةً، لأنه يوجد في الأسواق قوارير مضى عليها أكثر من ثلاثين سنة، وهي عديمة السماكة، وتكون معرضة بسهولة لتمدّد السائل في داخلها، ممّا يؤدّي إلى انفجارها.
 
• عند الدخول إلى مكان مقفل مليء برائحة الغاز، عليكم عدم إضاءة النور الكهربائيّ لأن النور يولّد شرارة، ممّا يسبّب انفجاراً وحريقاً؛ لذا عليكم فوراً فتح النوافذ والأبواب والتأكد من تسرّب الرائحة إلى الخارج.
 
مصدر في الدفاع المدني ينبّه إلى أن الخطورة الكبرى تكمن في نفاد الغاز من القارورة؛ فاذا حدث أن اشتعلت، فعند ذلك تزداد الخطورة. لذلك، يُستحسن دائماً التنبّه إلى مسألة تسرّي الغاز، وإجراء الفحص المستمرّ للقارورة، خصوصاً إذا وجدت في داخل المنزل. أمّا في حال كانت قارورة الغاز مليئة، واشتعلت النيران من مخرج القارورة، فيكيفي أن نسرع لإقفالها أو وضع قطعة قماش رطبة قبل إقفالها. وفي كلّ الأحوال، المطلوب التنبّه والحذر من دون الوقوع في الخوف.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium