من هو المدفون في مدافن آل نصرالدين في الهرمل قضاء بعلبك والذي تبيّن أن جثته تعود لشخص آخر؟ فوجئ آل نصرالدين الذين تكفلوا بدفن إحدى الجثث، بالشاب محمد أحمد صقر، لبناني من سكان ريف قصير السورية برفقة عائلته خلال تقاطر المعزين للعزاء بوفاته ويخبرهم أنه حي لم يقتل؟
الخبر الذي انتشر أفاد أنه بعد إقامة مراسم العزاء للشاب محمد صقر ودفنه في الهرمل، تبين بعد ساعات أنه على قيد الحياة، فيما لا تزال هوية الشاب الذي دفن مجهولة، وتردد أن الشاب القتيل كان يحمل هوية محمد صقر.
تعليقات كثيرة رافقت خبر عودة القتيل إلى الحياة، وأثار الأمر لغطاً كبيراً خصوصاً أن آل نصرالدين تكفّلوا بدفن جثة الشاب محمد لغياب ذويه عن البلدة، ودفنه يعتبر إكراماً للجيرة بينهم حيث يقطن الشاب وحيداً داخل الحي التابع للعائلة في الهرمل، وطرحت تساؤلات عن حقيقة وقوع العائلة بهذا الخطأ.
القصة بدأت خلال مكمن أمني نفذه الجيش في محلة النعناع في جرود الهرمل لسيارة من نوع كيا تحمل لوحة خضراء رقم 655839/m مسروقة يستقلها شخصان يعملان على تهريب السيارات المسروقة من وإلى داخل الأراضي اللبنانية من خلال معابر تهريب على الحدود اللبنانية – السورية. وكانت الدورية اشتبكت مع المهربين الذين بادروا إلى إطلاق النار خلال توقيفهم أسفرت عن مقتل أحدهم كان يحمل هوية لبنانية باسم محمد أحمد صقر وإصابة آخر يدعى أَ. ق. سوري الجنسية نقلا إلى مستشفى العاصي في الهرمل.
ولدى قيام القوى الأمنية بتحرياتها عن القتيل الذي يحمل هوية صقر تبيّن أن عائلته موجودة داخل الأراضي السورية في بلدة السماقيات الحدودية ويتعذر استلامها الجثمان، فتم تسليم الجثة لأفراد من آل ناصر الدين. وبعد اكتمال الإجراءات قام آل نصرالدين بدفن القتيل بمدافن العائلة وبدأوا بتلقي التعازي بمقتله وإبلاغ ذوي محمد بوفاته.
وكانت المفاجأة بوصول ذوي القتيل ليلاً للمشاركة بالعزاء ليفاجأوا بأنّ صاحب الهوية التي عثر عليها مع القتيل هي لشاب لا يزال على قيد الحياة، وقد ظهر من خلال فيديو يوضح أنه ليس الشخص الذي دفن، وهو على قيد الحياة. فجرى فض مجلس العزاء وتم التأكيد أن المدفون هو شخص آخر.
شكلت هذه الحالة سابقة، إذ من النوادر حصول هذه الأمور، خصوصاً في القرى، حيث يكون الناس متآخين وكل واحد يعرف الآخر. وتم إعادة فتح القضية من قبل القوى الأمنية وهي تنتظر قرار المدعي العام لإعادة حفر القبر الذي دفن فيه مجهول الهوية وإخراج الجثة للتعرف عليها.
كذلك تسعى القوى الأمنية إلى التوسع بالتحقيقات لمعرفة سبب وجود هوية صقر مع القتيل وما مدى علاقته أو تورّطه معهم.