في وقت لا زالت مراكب الهجرة غير الشرعيّة مستمرّة بحراً عبر الشّواطئ الشماليّة مع تواتر معلومات عن مغادرة ثلاثة مراكب خلال اليومين الماضيين، لا يزال أهالي وأقارب الزّورق اللّبناني الغارق قبالة جزيرة أرواد السوريّة، يعيشون مع مرارة الحزن على فقدان أبنائهم، والتعرّف إلى ضحاياهم، حيث لا يزالون في برّاد مستشفى الباسل في طرطوس، في انتظار فحوص الـDNA للتثبّت من هويّة كلّ واحد فيهم، مع تعثّر واستحالة أن يتعرّف عليهم أهاليهم نتيجة التشوّهات الكثيرة التي طالتهم إثر انقلاب مركبهم وغرقه.
وفي هذا السياق، تتابع غرفة العمليّات التي ثبّتها الصّليب الأحمر اللّبناني عند نقطة العريضة الحدودية، آليّات التّواصل مع ذوي الضّحايا ونقل الرّاغبين منهم إلى مستشفى الباسل في مدينة طرطوس للتعرّف على جثامين أبنائهم وأقربائهم.
وبالتعاون مع الهلال الأحمر والسّلطات الصحيّة السوريّة، نُقلت يوم أمس ثلاث عائلات فلسطينيّة وعائلة لبنانية واحدة من نقطة العريضة الحدوديّة إلى طرطوس، إلّا أنّهم لم يفلحوا في التعرّف على أبنائهم المفقودين.
وحتى السّاعة لم يُعرف العدد النّهائي لركّاب المركب الغارق، في حين فاق عدد الضّحايا الـ 100، والنّاجين الـ 21.
بالإضافة إلى مفقودين كثر لم يتمّ العثور عليهم حتّى الآن على أيّ من الشّواطئ السوريّة من أرواد الى طرطوس وبانياس.
ويشار إلى أنّ 17 من المهاجرين غير الشرعيّين العالقين في اليونان كانوا قد وجّهوا رسالة موقّعة من قبلهم إلى مدير عام الأمن العامّ اللّواء عباس إبراهيم شارحين أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم، وتمنّوا عليه حمل ملفّهم والتدخّل لدى السّلطات اليونانيّة للإفراج عنهم.
وفي اطار متابعة اوضاع المهاجرين غير الشرعيين العالقين في تركيا واليونان، عقد اجتماع في منزل عمر صوفان في بلدة ببنين-عكار تم خلاله البحث في سبل متابعة وتسهيل عودة العائلات العالقة في تركيا بالتنسيق ما بين السلطات التركية واللبنانية واليونانية.
حضر اللقاء مختار ببنين زاهر الكسار ومحمد عيد رئيس جمعية علم بالقلم، والسيدان عبد القادر الحاج ومحمود الحاج .
وخلال الاجتماع تم التواصل مع السفارة اللبنانية في تركيا حيث جرى توضيح عدة أمور بالنسبة لآليات اعادة العالقين في تركيا حيث ان قسما كبيرا منهم لا يملك اوراقا ثبوتية.
واوضح المختار الكسار ان السفارة اللبنانية في تركيا تواصلت مع الأهالي في تركيا للاطمئنان عن اوضاعهم ولمتابعة عودتهم سالمين.
وقال: "جرى اعداد لائحة بأسماء الاشخاص العالقين وبخاصة الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية تثبت هويتهم، ويجري العمل الان على تأمين كل الاوراق المطلوبة من اخراج قيد أو هوية لكل الموجودين في تركيا".
ولفت الكسار أيضاً الى ان المجتمعين سيزورون قريباً مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم لمتابعة هذا الموضوع. كما طالبوا الدولة اللبنانية بتكليف رسمي للهيئة العليا للإغاثة من أجل العمل على تأمين عودة ابنائهم .
وتوجه المختار الكسار، بالشكر لدولة تركيا وقيادتها على تعاونهم في هذا الملف، وللسفارة اللبنانية في تركيا. وشكر ابن البلدة محمد عيد وكل شخص يساعدنا من أجل متابعة موضوع اهالينا.