أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير، نتائج الدورة السابعة عشرة من جائزة سمير قصير لحرية الصحافة، في حفل توزيع الجائزة في فندق سان جورج في عين المريسه. وتحظى الجائزة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في عام 2006، وما زال يمولها، بتقدير واسع النطاق عالمياً، كونها جائزة أساسية من جوائز حرية الصحافة، وأعرق الجوائز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج. ويُقام حفل تسليم الجائزة سنوياً في ذكرى اغتيال سمير قصير في ٢ حزيران ٢٠٠٥ في بيروت، وتخليداً لحياته وقيمه وذاكرته.
وشارك في دورة هذا العام ٢٦١ صحافياً من الجزائر، والبحرين، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وفلسطين، وسوريا، وتونس، واليمن. وتنافس ٩٦ مرشّحاً عن فئة مقال الرأي، و١١٦ عن فئة التحقيق الاستقصائي، و٤٩عن فئة التقرير الإخباري السمعي البصري. وينال الفائز في كلّ من الفئات الثلاث جائزة قدرها ١٠ آلاف يورو، في حين ينال كل من المرشَّحين الآخرين اللذين وصلا إلى المرحلة النهائية في كل فئة جائزة بقيمة ألف يورو.
الفائزون بالجائزة 2022:
- فئة مقال الرأي: عزت القمحاوي من مصر، وقد نشر مقاله الذي حمل عنوان "عمارة الريبة: هوس البنايات الكبرى والشوارع الواسعة" في موقع "المنصة" في ١٨ كانون الأول ٢٠٢١. وهو يبرز العلاقة بين الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني ونوع الأنظمة السياسية.
- فئة التحقيق الاستقصائي: صفاء خلف من العراق، باحث وصحافيّ استقصائي. وحمل تحقيقه عنوان "أزمة مياه العراق: تغيّرات المناخ قد تؤدي الى هجرة ونزاعات أهلية"، ونُشر في موقع "العالم الجديد".
- فئة التقرير الإخباري السمعي البصري: إيمان عادل من مصر. وقد نشرت تقريرها بعنوان "رانيا رشوان التي خلعت حجابها في قرية الجهاديين" في موقع "درج ميديا" في ١٥ حزيران ٢٠٢١. ورانيا شابة مصرية اختارت التحرُّر من نمط الحياة الذي فرضه عليها مجتمعها الريفي المحافظ، بعد عدة تجارب صعبة جداً، بما في ذلك الاعتداء الجنسي وانتحار شقيقها.
في هذا الإطار، قال سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف إن "سلامة الصحافيين لم تكن يوماً على هذا القدر من الأهمية، حيث نستمر في رؤيتهم يتعرضون للتهديد والسجن والمضايقة وحتى فقدان حياتهم. لذلك تزداد أهمية وجود قوانين حديثة لوسائل الإعلام تضمن سلامة الصحافيين وتحميهم من الملاحقة السياسية ومحاولات خنق حرية التعبير". كما لفت إلى أن "الصحافة الموثوقة والمستقلة بالغة الأهمية من أجل الحقيقة والمساءلة والحكم الرشيد.
أما جيزيل خوري، رئيسة مؤسسة سمير قصير، فقالت: "منذ ١٧ عاماً يتقدم صحافيون شباب، رائعون، تكشف مقالاتهم وتحقيقاتهم طاقات هائلة من المهنية والشجاعة والحرية .ثم أسأل نفسي كيف يمكن مع هذه الطاقات ان يكون العالم العربي في هذه الحال؟ ولكني في العمق أعرف الجواب. فدولنا تقتل أولادها تخاف الحرية". وأضافت: "جدار الخوف هُدِم الجزءُ الاكبر منه، وما تبقى سيهدم لا محال .عقد اجتماعي وسياسي جديد يتنظر كل دول المنطقة مهما طال الزمن".
وللسنة الثالثة توالياً، جرى تقديم "جائزة الطلاب" التي مكّنت ٢١ طالباً من جامعات المغرب، ولبنان، وتونس، والجزائر، واليمن من الحصول على فرصة الاطلاع على الأعمال المتبارية والتفاعل افتراضياً مع المرشّحين الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية، والتباحث معهم في مضمون مقالاتهم وتقاريرهم. وبعد النقاش، صوّت الطلاب لعملهم المفضّل، فاختاروا تحقيقاً استقصائياً بعنوان "كشافة المهدي: وقائع تجنيد ميليشيات إيرانية الأطفال في سوريا ولبنان"، الذي نشرته كل من الصحافية السورية رقية العبادي والصحافية اللبنانية فاطمة العثمان في موقع "درج ميديا" .