ومثّلته في المؤتمر وزيرة الدولة للشؤون القانونية في الحكومة الأردنية وفاء بني مصطفى. كما ضمّ المؤتمر الذي انعقد في فندق فيرمونت حضوراً لافتاً من الشخصيات البارزة في المجالات السياسية والديبلوماسية والإعلامية والفنية والاقتصادية والتقنيات الحديثة قدموا من الأردن ومن مختلف بلدان العالم.
ومن أهمّ أهداف مؤتمر تمكين النساء وتشجيعهنّ في سَعْيِهنَّ نحو تحقيق نتائج مُستدامة تخدُم الصالح العام والمجتمع بكافة مكوّناته إضافةً إلى إلقاء الضوء على قصص سيّدات وفتيات تحدّين وحقّقنَ نجاحاتٍ، وتركن بصماتٍ بارزةً في مختلفِ القطاعات.
في البداية، ألقت رئيسة المؤسّسة الوزيرة السابقة مي شدياق كلمة افتتاحية، رحبّت خلالها بالحضور وأثنت على جهود الأردن في مجالات تمكين النساء وتعزيز مشاركتهنّ في الحياة العامة مجدِّدَةً التحية لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله التي كانت سبّاقة في منحِ رعايتِها للمؤتمر في نسختِه الأولى عام 2016.
وتناولت شدياق تفعيلَ المشاركةِ السياسية و الاجتماعية للمرأة، وأنّ ذلك يتطلَّبُ مشاركةً مجتمعيةً شاملةً لا جُزئية، على أساس مقارباتٍ ثلاث:
- أولاً، إشكاليةِ النوعِ الاجتماعيّ/ وضرورة تقليل الفجوة النوعية بين الرجل والمرأة/ كونَ النساء الضحيّةَ الأولى للفقرِ والبطالةِ والأميّة وضعفِ المشاركةِ السياسية.
- ثانياً، مقاربة التنمية التي يجب أن يتمّ التركيز َ فيها على ضرورة تشبيك المرأة مع الرجل في المنظومة التنموية عبر الاقتصاد والمشاركة السياسية.
- ثالثاً، المقاربةُ القيادية وذلك بتعزيزِ الدور القيادي للمرأة من خلال الاهتمامِ بنشرِ ثقافةِ الديموقراطية وعدمِ التمييز وتغييرِ الإطار القانوني المؤدّي إلى انتخاباتٍ نزيهةٍ تضمنُ التداولَ السلميّ للسلطة.
هذا وشدّدت شدياق على ضرورة تكاتُف النِساء بأعدادٍ كبيرةٍ وصولاً إلى التغيير المُرتجى على مستوى التفكير والأداء العام.
من جانبها، وجهت رئيسة المؤتمر وزيرة السياحة والآثار سابقاً والسياسية والإعلامية الأردنية سوزان عفانة تحية إلى الإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي أصبحت أيقونة للمرأة العربية، مرحّبةً بالحضور والمشاركين في الجلسات الحوارية من مختلف القطاعات.
وسلّطت عفانة الضوء على معاناة القطاع النسائي في عموم المنطقة خلال العامين الماضيين في ظلّ المشاكل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والصحية والتنموية التي فاقمتها تداعيات جائحة كورونا وتسبّبت أيضاً في غياب انعقاد المؤتمر في العاصمة الأردنية عمان.
ثمّ كانت كلمة لراعي المؤتمر، رئيس الوزراء بشر الخصاونة، ألقتها الوزيرة السيدة وفاء بني مصطفى، أعربت فيها عن تقديرها العميق إلى كلّ القائمين على مؤتمر نساء على خطوط المواجهة في نسخته الخامسة، و أخصّت بالذكر مؤسّسة مي شدياق التي دأبت على عقده في الأردن.
وقالت إنّ رعاية الحكومة لهذا المؤتمر واهتمامها باستضافته في الأردن، ينمّ عن إيمان الأردن الكبير بدور المرأة في المجتمع، باعتبارها شريكاً للرجل على قدم المساواة، وهذا ما ينطلق فيه من إرادةٍ سياسية حقيقية يقودها الملك عبدلله الثاني بن الحسين، الذي يوجّه دائماً إلى إناء المرأة كلّ الرعاية والاهتمام وتذليل العقبات التي تعترض طريق مشاركتها السياسية و الاقتصادية. و كذلك الجهود الاستثنائية التي تقدّمها الملكة رانيا عبدالله.
تنوّعت أنشطة المؤتمر وتضمّنت عروضاً ركّزت على قطاعات مختلفة مثل الاتّصالات والقطاع المصرفي والطيران والتنمية الاجتماعية، إضافةً إلى جلسات حوارية شيّقة مع نساء رائدات نجحن في إحداث فرق في إدارة المنظّمات الدولية الاقتصادية ومجالات السياسة ومفاوضات صنع السلام والميتافرس والعملات الرقمية والإعلام لاسيّما التغطيات في الأماكن الخطرة، إضافةً إلى الفنّ بكلّ مجالاته من الرقص إلى الكتابة إلى الإخراج إلى التمثيل.
إلى ذلك، دار حوارٌ شيّق بين الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في الإسكوا رولا دشتي والوزيرة الكويتية السابقة، والإعلامي الشهير مؤسّس "تكريم" ريكاردو كرم.
ثمّ دار حوار غاص في قدرة المرأة على لعبِ دورٍ مهمّ في مفاوضات السلام بين أفرقاء الحروب الأهلية.
في فقرة أخرى، انتقل الجميع إلى فضاء مهنة الطيران الذي بقي لفترة طويلة حكراً على الرجال مع القبطانة في الخطوط الملكية الأردنية الكابتن عالية طوال، وهي أصغر مدرّبة طيران في الشرق الأوسط وهي مسؤولة أولى ومحافظة الفرع العربي لرابطة Ninety-nines الدولية للطيارين من النساء.
أمّا الجلسة الثانية من المؤتمر، فتناولت أهمية العملات الرقميّة في الاقتصاد العالمي اليوم إضافة إلى عالم الـ"ميتافيرس"، وشاركت فيها متحدّثات بارزات في هذه المجالات وهنّ اللبنانية راوية عبد القادر مديرة الاتّصالات في شركة "ميتا" و"فايسبوك" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأردنية زينة عاشور المؤسّسة الشريكة ومديرة التسويق في شركة "IOWN"، الأميركية كاثرين غوردن وهي المديرة التنفيذية للعمليات لشركة "OBCIDO" في نيويورك، اللبنانية جينيفر زيبارة رئيسة "Web3 & Innovation Hub".
القسم الثاني من المؤتمر تمحور حول عدد من الحوارات التي ركّزت على تفوّق المرأة في عالميْ الإعلام والفنّ.
افتُتِحَت الجلسة الثالثة من مؤتمر "نساء على خطوط المواجهة- الأردن 2022" بتقرير عن الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي قتلها رصاص الغدر الإسرائيلي بدمٍ بارد أثناء تغطيها الهجوم على مخيّم جنين، تلته تحية لروح الفقيدة ودقيقة صمت حداداً عليها.
ثمّ كان حوار شاركت فيه صحافياتٌ مراسلات غطّين الخبر من قلب ساحات المعارك والحروب.
و في الفقرة الأخيرة من المؤتمر، حاور الإعلاميّ ريكاردو كرم الممثلة اللبنانية التي اشتهرت بأدوارها في مسلسلات الدراما والكوميديا و التراجيديا، النجمة ماغي بو غصن، التي شاركت قصّة مسيرتها الفنية الناجحة، متحدّثةً عن الصعوبات التي واجهتها على المستوى الشخصي إثر المشكلة الصحية التي عانت منها والتحدّيات التي واجهتها على المستوى الفنّيّ، وصولاً إلى النجاح الباهر الذي حقّقته مع الجزء الثاني من مسلسل "للموت" الذي جال العالم وتُرجِمَ إلى أكثر من 5 لغات.