دائماً ما يكون الرهان على الجيش اللبناني على خوض المواجهات الحاسمة. وفي الإطار، تنفذ وحداته عملية نوعية في بعلبك لاعتقال احد اكبر تجار المخدرات الملاحقين من الدولة اللبنانية. قد لا يكون "أبو سلّة" على غرار "أوتونيال" الذي اعتقل حديثاً في كولومبيا، لكن الأكيد أنّ اسمه اقترن بأبشع الآفات التي تصيب المجتمع اللبناني، ناهيك عن ممارساته وازلامه في الفنار ومحيطها منذ فترات طويلة، وسط غض طرف من قبل القوى الأمنية.
لا احد يعرف اليوم، كيف اتخذ قرار اعتقاله، وهل حصلت الدولة اللبنانية على "قبّة باط" من قبل قوى الأمر الواقع لإنهاء وجوده، علماً أن الجيش لا يدخل في مواجهة إلا ويكون قد حضّر لها مسبقاً على المستويات كافة، عسكرية كانت أم غير سياسية.
وفي إطار أبرز العمليات النوعية، وبالتعاون والتنسيق المسبق مع مخابرات الجيش، تنفذ وحدات الجيش عملية نوعية، استهدفت المطلوب الخطير "أبو سلة" في الشراونة. الذي أفاد مراسل "النهار" بفراره، وبأنّ الجيش اوقف معاونين له، قبل تجدّد الاشتباكات وسماع دوي قذائف صاروخية، وسط معلومات عن محاصرة دوريّة للجيش أحد أخطر المطلوبين داخل أحد المنازل.
وقد أعلن الجيش اللبنانيّ استشهاد عسكريّ وإصابة 5 آخرين أثناء عملية الدهم التي تنفذها قوة من الجيش في الشراونة - بعلبك، والتي أسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين.
ودارت اشتباكات مسلّحة في حي الشراونة بين دوريّة للجيش وعدد من المطلوبين، صباح اليوم، وسط دويّ قذائف صاروخية. ولفت مراسل "النهار" إلى أنّ الجيش استقدم مزيداً من التعزيزات العسكرية، بمؤازرة مروحيّة، وعملت القوّة على محاصرة مجموعة من المطلوبين.
وكانت المعلومات قد أفادت بنقل 5 جرحى من الجيش إلى مستشفى دار الأمل الجامعيّ في بعلبك، جراء تعرّضهم لقذيفة صاروخيّة أثناء الاشتباكات، اثنان منهم في حال حرجة، كما سقط جرحى في صفوف المطلوبين أيضاً.
وفي وقت لاحق، أفاد مراسل "النهار" باستقدام الجيش طائرة استطلاع تحوم فوق مدينة بعلبك وتحديداً حي الشراونة للمساعدة في تحديد ومراقبة المطلوبين الفارّين وأبرزهم "أبو سلة".
وذكر أنّ الجيش ينفّذ عمليات دهم داخل مساحات من أراضٍ غير سكنيّة (الشعب) محاذية للشراونة، إثر رصد طائرة الاستطلاع حركة أشخاص وسيارات، وسط أصوات رشقات نارية.
إلى ذلك، عملت آليات تابعة للجيش على جرف منزل المطلوب علي زعيتر المعروف بـ"أبو سلة" في حي الشراونة ببعلبك.
طلعات استطلاعية.
من هو "أبو سلة"؟
وعلى ضوء العملية الأمنية التي تقوم بها وحدات الجيش اللبناني في بعلبك، وتضارب المعلومات بشأن مقتل تاجر المخدرات الكبير المعروف بـ"أبو سلّة". فمن هو "أبو سلّة"؟
هو علي منذر زعيتر المعروف بـ"أبو سلة" نظراً لبيعه المخدرات لزبائنه عبر سلة ينزلها من شرفة منزله في الفنار.
انتقل من الفنار الى حي آل زعيتر في الشراونة منذ 5 سنوات. يعد من أكبر تجار المخدرات في لبنان ومن اخطر المطلوبين.
تعرض لما يزيد عن 10 عمليات دهم من قبل الجيش خلال السنوات الاخيرة تمكن من الفرار منها كلها بعد الاشتباك مع القوة المداهمة.
المطلوب "أبو سلة" في منزله.
الشهيد شمص: كان يريد أن يحمي الوطن... لكن "الزعران ما خلّوه"!
ومن قلب الخطر، دفع العريف في #الجيش اللبناني زين العابدين عجّاج شمص ثمن المواجهة بين "الدولة" و"الدويلة"، لينضم إلى قافلة شهداء المؤسسة العسكرية، وذلك خلال تأديته لواجبه خلال تنفيذ وحدات الجيش عملية مداهمة نوعية، استهدفت المطلوب الخطير "#أبو سلة" في #الشراونة.
عمّد شمص، (28 عاماً وهو أب لطفلين، بنت وصبي، لا يتعدى عمرهما الثلاث سنوات)، بدمائه رحلة نزف خيرة الشباب، ليُعبّد بـ"حرقة الرحيل" الطريق لمستقبل كان يطمح إلى تحقيقه منذ التحاقه بالمؤسسة أي من أكثر من 10 سنوات، فالشهيد "أحب المؤسسة وانتسب إليها ليحمي الوطن، إلا أن الزعران ما خلّوه"، وفق ما أكّده مصطفى شمص، رفيق طفولة الراحل وابن عمّه، الذي سيفتقد، كما كل أهالي بوداي، صاحب النخوة المُحبّ للجميع".
تنتظر عشيرة آل شمص أن تقتصّ الدولة من المجرمين وتُعاقبهم، حتى لا تضطر إلى أن تأخذ حقّ شهيدها بطريقتها، وفق شمص، على أن يتم تحديد موعد التشييع لاحقاً.