رعى كلّ من سيادة المطران يوسف سويف (راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة) والأباتي نعمة الله هاشم (رئيس عامّ الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة) والأمّ العامّة ماري أنطوانيت سعاده (الرئيسة العامّة لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات)، حفل تخرّج 39 شابّة وشابّ من الدورة الثانية لتنشئة الكوادر المسيحيّة في لبنان (CLeF – Christian Leadership Formation). وهي المبادرة الّتي يقوم بها مكتبي الرئيسات العامّات والرؤساء العامّين في لبنان بالشراكة مع أبرشيّة طرابلس المارونيّة.
اختار خرّيجو هذه الدورة اسم: "رجاء جديد للبنان" شعارًا لدورتهم، وذلك في ذكرى مرور خمسة وعشرون عاماً على زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني للبنان وتوقيع الإرشاد الرسولي: "رجاء جديد للبنان". وفي هذا الاختيار، كما قالوا، "دعوة لنا لإعادة تأوينه في ظلّ مجريات قراءتنا لعلامات الأزمنة اليوم في لبنان".
شارك في تنشئة المجموعة محاضرين ومدرّبين من لبنان، وفرنسا، والبرازيل، وروسيا والولايات المتّحدة الأميريكيّة. وتُوّجت بتحضير مشروع "دقيقة قبل الانتخاب"، وهو برنامج توعويّ سبق الانتخابات النيابية في لبنان، يدعو إلى تمييز الأفضل انطلاقًا من تعليم الكنيسة الاجتماعيّ ومبادئها: كرامة الإنسان، الخير العامّ، الإمداديّة، التضامن، وإعطاء الأفضليّة للفقراء.
حضرَ الاحتفال الّذي أقيمَ في دار سيّدة الجبل - فتقا، أعضاء من مكتبي الرئيسات العامّات والرؤساء العامّين، وعدد من رؤساء الجمعيّات الخيريّة والإنسانيّة والرسوليّة، والشخصيّات الدينيّة والمدنيّة، والمحاضرين والمدرّبين الّذين ساهموا في أعمال هذه التنشئة، وعلى رأسهم السيّدة دارينا صليبا أبي شديد مديرة المركز الدولي لعلوم الانسان، ألأونيسكو – جبيل، الدكتور يوسف كمال الحاج، السيّد فؤاد الخوري حلو، الدكتور روني خليل، والإعلاميّ ماجد بوهدير.
(الصور بعدسة الزميل مارك فياض)
استهلّ الاحتفال بالنشيد الوطنيّ اللبنانيّ وبالوعد الذي تلاه خرّيجو الدورة الثانية من التنشئة، وبكلمة ترحيب من الرئيسة العامّة الأمّ ماري أنطوانيت سعاده، الّتي هنّأت الخرّيجين وأكّدت متوجّهة إليهم: "في هذه الأزمنة الصعبة الّتي نعيشها، أنتم كالينابيع الواعدة الّتي تسقي الصحراء الّتي نجتازها. أنتم رجاؤنا اليوم وغدًا. أنتم مستقبل لبنان. عليكم أن تحبّوه كما تحبّ الأمّ ابنها المريض؛ عليكم أن ترمّموه كما نرمّم بيت الأهل المهجور الّذي نرثه، هدية ثمينة من أجدادنا ومن الله".
ثمّ كانت كلمة افتتاحيّة لسيادة المطران يوسف سويف، ذكّر فيها بانطلاقة هذه المبادرة، ثمّ توجّه إلى الحاضرين قائلًا:
"مشكلتنا الأساسيّة في لبنان أنّنا لم نتصالح بعد حروب وصراعات بين الإخوة في البيت الواحد. حاجتنا اليوم هي الى "الغفران"، إلى مصالحة. لأنّ كلّ بناء وازدهار في الوطن غير مبني على هذه المصالحة هو مهدّد في كلّ وقت إلى أن يندثر ويتحطّم". ودعا سيادة المطران سويف القادة الجدد، خرّيجي هذه الدورة، إلى أن يكونوا رياديّين في طريق المصالحة هذه، ومقدامين في بناء الوطن الّذي نحبّ، لبنان.
(الصور بعدسة الزميل مارك فياض)
ثمّ عرضَ الخرّيجون مشهديّة "عمر الرّجاء"، استذكروا فيها كلمات الباباوات يوحنّا بولس الثاني، بندكتوس السادس عشر وفرنسيس إلى الشبيبة في لبنان، في قراءة لدورهم والتزامهم بعد هذه التنشئة. كما عرضوا على الحاضرين مشروعهم المقبل الّذي سيتوجّه إلى الشبيبة الملتزمة في الأحزاب المسيحيّة.
بعدها كانت كلمة تهنئة وتوصيات أخيرة لقدس الأب العامّ نعمة الله الهاشم، ذكّر فيها الخرّيجين أنّ الرّسل عندما دعاهم الربّ وأرسلهم لَم يكن لديهم ما يتّكلون عليه، سوى التنشئة الّتي تلقّوها من يسوع واتّكالهم على الرّوح القدس. ودعاهم أن يثقوا كما الرّسل بالتنشئة الّتي تلقّوها وبعمل الرّوح فيهم وفي الكنيسة، وبذلك يستطيعون أن يبشّروا بالكلمة بفرح وإقدام حتّى أقاصي الأرض.
(الصور بعدسة الزميل مارك فياض)
في الختام، تسلّم الخرّيجون شهاداتهم وكتاب "كومبنديوم عقيدة الكنيسة الإجتماعيّة"، وتشارك الحضور نخب المناسبة.
تنطلق الدورة الثالثة لهذه التنشئة في شهر تشرين الثاني 2022 وتستمرّ حتّى شهر أيّار 2023. للمهتّمين التواصل مباشرة مع إدارة التنشئة (الأخت نورا الخوري حنّا، راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات) وإرسال سيرهم الذاتيّة على البريد الإلكترونيّ التالي:
[email protected]