أطلقت "مجموعة النهار الاعلامية" امس في حفل اقامته في فندق كمبينسكي – بيروت، "نادي اصدقاء النهار" الذي يجمع نحو 100 شخصية من مختلف القطاعات، ليشكل ساحة تلاق وتفكير ودعم، تعيد عبره "النهار" جمع الاصدقاء القدامى والجدد في اطار منظم، ينظم لقاءات تشاور دورية ومناسبات احتفالية سنوية.
بعد النشيد الوطني وشريط وثائقي عن تاريخ "النهار" تحدثت رئيس المجموعة نايلة تويني ومما قالت: "عندما اغتيل جبران تويني، صدرت النهار في صباح اليوم التالي بعنوان رئيسي : جبران تويني لم يمت والنهار مستمرة.
هذا العنوان اختاره غسان تويني من دون التشاور مع احد. قرر المواجهة من جديد. ونحن قبلنا التحدي.
لست في وارد مراجعة الماضي، ولا الاقامة فيه، لان ذلك ربما يمنع التقدم، والتطلع الى المستقبل. لكن استذكار افضال غسان تويني وجبران تويني والكثير من الزملاء ضروري لاعطاء كل ذي حق حقه.
التحدي لم يكن فقط في استمرار النهار وعدم اقفالها، بل في حفظ التراث الصحافي، والمضي به الى الافضل. وهذا ما فعلته مع فريق عمل معي، وعملت معه، وتقوينا ببعضنا البعض. تحملنا الكثير، وعانينا من شح المال، ولم نقبض رواتبنا مدة من الزمن.
لكننا ثابرنا على العطاء، واطلقنا الورشة تلو الاخرى.
قد يختلف البعض مع جريدة النهار في توجهاتها وارائها، وهذا حق، انه حق التعبير وايضا حق الاعتراض. لكن الاكيد ان ما يحركنا دائما هو حبنا للبنان وخوفنا عليه ورغبتنا في ان يكون وطنا حقيقيا لنا ولاولادنا. الاختلاف في الرأي ضرورة وإلا تحولنا بلدا توتاليتاريا يحكمه الرأي الواحد والحزب الواحد والزعيم الاوحد. وهذا لا يشبه لبنان. المهم ان نفيد من اختلافاتنا ولا نحولها خلافات. (...)
الى الجريدة، عملنا على تطوير موقعنا الالكتروني اللبناني (النهار دوت كوم) وصار منذ العام 2011 ينافس مواقع كبيرة ليس في السبق الصحافي، بل في الصدقية والمهنية، لان الاخيرة تتقدم على خبر سريع غير موثق. وهذا لا يعني حتما اهمال التسابق الى الحصول على الخبر.
وفي العام 2020 اضفنا موقع النهار العربي الذي احتل مكانة متقدمة بين المواقع العربية رغم ضعف الامكانات قياسا الى المواقع العربية. وقد اثبت "النهار العربي" ايضا نجاحه في السبق الصحافي كما في النوعية والجودة.
ولا يمكن تناسي تلفزيون النهار الرقمي والذي كان حلما كبيرا حالت دونه قلة التمويل، فاذا به يتقدم ببطء، مترافقا مع نجاح في حسابات النهار عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع هذه التفرعات اسسنا مجموعة النهار الاعلامية التي نأمل ان نتمكن من انتشارها الاوسع خارج لبنان، لا لاسباب مالية اقتصادية فقط، وانما للمحافظة على دور لبنان في تصدير الحرف والكلمة الى حيث يجب والى حيث تجد الكلمات الصدى.
لماذا نجتمع اليوم؟ نجتمع لنعيد احياء تراث نهاري يتمثل في مجموعات اصدقاء رافقت تلك المسيرة منذ 90 سنة، وخصوصا مع غسان تويني الذي اقام شبكة علاقات في الداخل والخارج، فتحلّق حوله الاصدقاء، ليدعموا استمرار النهار، حرة، ابيّة. ويوم منع المكتب الثاني الاعلانات عن النهار، وخرجت الجريدة بمساحات بيضاء، رفض المعلنون من اصدقاء النهار عدم دفع المتوجب عليهم، رغم عدم نشر اعلانهم، فكانوا يسددون اثمان الاعلانات نكاية بالسلطة المتسلطة. واستمرت الحال طويلا بتوفير الدعم للاستمرار. وهذا ما حصل.
لماذا نجتمع اليوم؟ لنعيد احياء هذا التراث بطريقة منظمة وممؤسسة، عبر اطلاق نادي اصدقاء النهار، يضم مجموعة مختارة من الاصدقاء الحاضرين، والغائبين اليوم لاسباب مختلفة، لنقيم شبكة حماية للمجموعة "تا يضل الصوت يودّي ... ويودّي اكثر".
وكانت كلمة لوزير الاعلام زياد مكاري الذي روى قصته مع "النهار" مذ كان طفلا وكانت الجريدة حاضرة دائما بين يدي والده، واذ تربى عليها لم يفارقها وان تحول الى النسخة الالكترونية حاليا.
وتحدث عن اهمية الاعلام في لبنان، والنهار تحديدا، في ظل ما يعانيه لبنان عموما والقطاع الاعلامي خصوصا. ودعا الى الصمود في وجه التحديات المتزايدة لان الاعلام الحر والراقي هو ما ميز ويميز لبنان.
وكان عرض مفصل للمشروع مع مدير تحرير "النهار" الزميل غسان حجار، مركزا على المستقبل وكيفية ملاقاته لان العودة الى الماضي، ولو كان جميلا، لا تفيد. واستذكر الطابق التاسع في مبنى "النهار" في الحمراء، حيث كانت تعقد الاجتماعات السياسية في مكتب غسان تويني، والصالون السياسي الاخر في مكتب ميشال ابوجوده في الطابق السادس، ومكتب مدير التحرير فرنسوا عقل ضابط الايقاع. واذ اعتبر انه زمن جميل لم يعايشه، قال انه من الضروري الافادة من تلك التجربة المتراكمة في مؤسسة عريقة من دون محاولة تقليدها او الوقوف عندها في الماضي الذي لن يعود. لكنه رأى ان كل خطوة جديدة هي استمرار وهي دفع اضافي ما دام لبنان موجودا وما دامت مجموعات تؤمن به وتصر على العيش فيه وعلى جعل الحياة فيه افضل.