نفّذ أهالي ضحايا انفجار المرفأ الوقفة الشهرية، التي تنقسم بين مرفأ بيروت وتمثال المغترب.
ورفع الأهالي صور الضحايا وأضاؤوا الشموع تخليداً لذكرى أبنائهم بعد 22 شهراً على فاجعة مرفأ بيروت.
كما نفّذت مجموعة من الأهالي وقفة أمام منزل وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، احتجاجاً على موضوع مرسوم تعيين قضاة محاكم التمييز.
ولطّخ الأهالي أياديهم باللون الأحمر كدلالة على الدماء، مطالبين بإحقاق العدالة.
الصور من مرفأ بيروت للزميل نبيل اسماعيل:
وفي بيان باسم "جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت"، قال الأهالي من أمام تمثال المغترب: "مضى ما يقارب العامين على ثالث أكبر انفجار في العالم، ونحن، راوح مكانك، بسبب ظلم وفساد المنظومة الحاكمة التي قضت على أولادنا بإجرامها ولا تزال ماضية في التعسّف والإجرام على من بقي على قيد الحياة.
مراجعاتنا المتكرّرة لوزير المالية بالإسراع بتوقيع التشكيلات القضائية، لم تلقَ آذاناً صاغية، فالتقينا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بحضور وزير الإعلام، لمعرفة السبب الجوهري لتعطيل التحقيق وعدم ممارسة صلاحياتهم في المجلس، فعلمنا أنّ الرئيس برّي منع وزير المالية من التوقيع على المرسوم. وعند سؤالنا عن السبب، أجاب: "شو وين عايشين أنتو؟ انتو بلبنان". هذه العبارة استفزّت مشاعر الحاضرين. ومن هنا نسألك ما هو الثمن لتعرقل التحقيق وهل يوجد في الدنيا ما يجعلك ترقص فوق دماء الضحايا وتدوس دون رحمة، على أوجاع الأمهات والأيتام؟ نسألك يا يوسف خليل، عندما تذهب إلى النوم، هل يكون ضميرك مرتاحاً؟ هل تنام وهناك مئات المظلومين يدعون عليك؟ هل أولادك وزوجتك راضون عنك وعن حمايتك لمن قتل أهلنا؟ هل يرضون بظلمك؟ أين الضمير الحيّ وأين الإنسانيّة؟ هل فكّرت أنّه كان يمكن لأولادك أن يكونوا بين ضحايانا؟ ما كان سيكون موقفك؟ هل كنت سترضى بما تفعله معنا اليوم؟ هل كنت ستقبل أن يتراقصوا بنعش فارغ من فلذة كبدك وقطعة من قلبك؟".
وأضاف البيان: "نطالبك اليوم بالكفّ عن المهزلات والتصرّفات اللاإنسانيّة، وبأن تُحكّم ما تبقى عندك من ضمير إكراماً لأرواح الضحايا، وتوقّع على المرسوم الذي أنت سبب عرقلته ومن خلفك. سنعاود القول ولآخر مرّة: إن لم توقّع على المرسوم أيها الوزير المعطّل، سيكون لنا معك تصرّف آخر، ولن يخيفنا شيء، بل توقّع منّا كلّ شيء".
الصور من أمام تمثال المغترب ومنزل وزير المال للزميل مارك فياض:
وكان مكتب خليل قد أشار في بيان إلى أنّه "برغم الإشاعات والتلفيقات والحقائق الجزئيّة التي راجت حول موضوع مرسوم تعيين قضاة محاكم التمييز، امتنع الخليل قدر المستطاع عن التعليق حول هذا الموضوع تفهّماً لعذابات كلّ من يعاني من نتائج عدم توقيعه".
وأكّد في بيان أنّه "لا يخفَ على أحد عاقل أنّه في فترة شحّ الموارد الماليّة التي يعاني منها وطننا، تستعير للأسف بعض المنازعات المذهبيّة بدلاً من أن تتقلّص، وتدفع ثمنها قبل غيرها الضحايا والشرائح الأضعف، وما أكثرها في مجتمعنا اليوم".
وأعلن أنّه "بالتنسيق مع وزارة العدل والمعنيين في تشابك الملفّات، سيتمّ التوصّل إلى حلّ يسمح بتوقيع المرسوم في الأيّام المقبلة".
وأضاف: "أغتنم الفرصة لتأكيد تضامني مع كلّ ضحايا انفجار 4 آب وكلّ المتضرّرين منه، وإصراري بأن تستعيد العدالة مسارها الطبيعيّ في الملفّات كافّة، بعد رفع العوائق التي كانت تعترض طريقها".