لعلّ المشاركة في المسابقة الّتي نظّمتها اليونيسكو بالتّعاون مع التّلفزيون الفرنسيّ، عن فئة "كتابة أغنية حول موضوع السّلام بِلُغَتِنا الأُمّ" احتفاءً بيوم السّلام العالميّ، من التّجارب الّتي جعلتِ الممكنَ واقعًا مُشرِقًا ومُشَرِّفًا. يدًا بيدٍ انطلق تلامذة صفّي السّادس والسّابع في مدرسة العائلة المقدّسة الفرنسيّة الفنار. جعلوا من هذه المناسبة يوماً للاحتفال بيوم عالميّ للثقافة والنّور والعيش جنبًا إلى جنبٍ بِسلام، شارك فيها التلامذة جميعهم مع معلّميهم والإداريين. سافروا "عجناح الطّير مِن بَلَدُن الزّغير" ليقولوا إنّ الأوطان بانتظار الطّفولة لاسترجاع السّلام. ويدًا بيدٍ شاهدوا النّتائج مباشرة وقد حصد لبنان الجائزة الأولى ضمن مسابقة شاركت فيها بلدان فرنكوفونيّة عدة. وإذا بالأغنية تبصر النّور بسرعة تفوق التّوقّعات: "نحنا حمامات الأرض منبعتلك سلام ...". وما زاد التّجربة غِنًى، لِقاءٌ وحيد في حديقة المدرسة، حيث اجتمعت الموسيقى بالكلمة، بالطّبيعة وبالبراءة، وانطلقت رسالة السّلام عبر أغنيةٍ مصوّرة من مدرسة العائلة المقدّسة الفرنسيّة – الفنار، وصدحت من سماء لبنان لتبلغ العالم.
وكانت استراحة المحارب رقصةً جماعيّةً على أنغام أغنية "Jerusalema" تمايلت خلالها الأجساد وتحرّكت بحركات منسّقة، تعالت الصّيحات وصفّقت الأكفّ وصدحت الموسيقى في سماء المدرسة وكأنّه مهرجان تاق للإعلان عن حضوره. رئيسة المدرسة الأخت كليمانس الحداد قالت لـ"النهار": "هؤلاء الشباب والصبايا اليافعين خلقوا من الضعف قوّة ونقلوا إلينا جميعاً ومن جديد هذا الإيمان بلبنان الذي يضعف أحياناً أمام صعوبة ما يجري. هُم مبدعون ومؤمنون أيضاً بهذا الوطن الجميل على الرغم من كلّ شيء".