4 آب 2020، تاريخ أشبه بالبوصلة. قبل عامَين، سقطت 220 ضحيّة وجُرح الآلاف وتشرّد الآلاف. عامان على الحدث- الصدمة، لا شيء تغيّر. الحياة عادت إلى ما يشبه "طبيعتها"، لكنّ الوجع عميق بعمق جرح الوطن، وكلّ تعزيات الأرض لا تكفي لتضميد خدش.
خرج أهل بيروت إلى الطرق اليوم. الكلّ يهتف "عدالة" والغصّة تخنق القلوب. وتُوّجت فعاليات إحياء الذكرى ابتداءً من ساعات بعد الظهر، بثلاث مسيرات ضخمة انطلقت من ثلاث نقاط في وسط بيروت إلى تمثال المغترب حيث سيُقام الاحتفال المركزيّ بالذكرى.
وأمام قصر العدل، ووسط انتشار أمني كثيف، رفع المشاركون الصور واللافتات التي تُطالب بكشف الحقيقة "حتى ما يقتلونا مرّتين"، وطالبوا وزير المال يوسف الخليل بـ"الإفراج عن التشكيلات القضائيّة حتى يستكمل قاضي التحقيق العدلي في الملف طارق البيطار تحقيقاته"، كما طالبوا بـ"تعديل القانون وفرض غرامات باهظة على معطلي العدالة وإسقاط الحصانات فوراً".
ولفتوا إلى "مرور سنتين على مجزرة العصر في ظل غياب العدالة التي هي حق للشعب اللبناني وأساس استعادة القضاء والدولة".
وفي حديقة الشهيد سمير قصير، سألت ماريان فاضوليان في بيان جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت: "كيف يكون لمطلوبين الحقّ بالترشح في الانتخابات، لا بل بالفوز الساحق أيضاً ومن دون منافس؟ فهل تم الفوز بالتزكية أم بالتزوير؟ أم الشعب الذي انتخبهم لم يجد العيب فيهم؟ أم الترهيب والضغط والعوز كانوا أسياد الموقف؟ ولم يكتفوا بذلك، بل أعادوا الحصانات لأصحابها، رغم مذكرات الجلب وأذونات الملاحقة المتكررة بحقهم وأصبحوا ضمن لجنة الأدارة والعدل... وأي عدل يعرفونه! هم فقط يحق لهم ان يكونوا ضمن لجنة اللاادارة واللاعدل".
وأضافت: "كيف لنواب أن يصوتوا لأشخاص هم أساس البلاء وسبب كل المصائب؟ فمن العار ان نطلب العدالة من اشخاص هم بلاء للعدل وهاربون من العدالة التي لا يعرفونها سوى بالكلمة واذا عرفوها لا تنطبق على مناصبهم المزيفة".
وعند الساعة السادسة وسبع دقائق، أطلقت سيارات الإسعاف وآليات الدفاع المدني صافرات مدوّية أمام مرفأ بيروت.
(حسن عسل)
الصور بعدسة الزميل حسام شبارو: