النهار

المركز الطبي في الجامعة اللبنانية يكافح باللحم الحيّ...
المصدر: "النهار"
المركز الطبي في الجامعة اللبنانية يكافح باللحم الحيّ...
المركز الطبي في الجامعة اللبنانية.
A+   A-
انطلاقاً من دور الجامعة اللبنانية الوطني، واستكمالاً لرسالتها ووظيفتها الإنسانية في خدمة المجتمع، أُنشئ المركز الصحي في مجمّع الشهيد رفيق الحريري في الحدت عام 2015. يقدّم المركز الخدمات الطبية والصحيّة لأطياف المجتمع كافة بتكلفة رمزية. هو مركز مخصّص للرعاية الصحيّة الأوليّة، ويندرج ضمن شبكة مراكز الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة. وبالرغم من العقبات المالية، يحاول المركز المحافظة على تأمين الرعاية الصحية الشاملة للفرد، وتبدأ بالجانب الوقائي عبر نشر التوعية الصحية الضروريّة لتصل إلى تأمين أفضل الخدمات الطبيّة والصحيّة.
 
 
ففي ظلّ أزمة اقتصادية خانقة، لا يزال المركز يجاهد ليستمّر بعمله بتمويل ذاتيّ من الجامعة اللبنانية، التي تُركت وحيدة، بلا دعم ولا معونة، تصارع باللحم الحيّ. فكيف للمركز أن يستمرّ وسط هذه العاصفة؟

يشرح مدير المركز الصحي الدكتور إيلي حدشيتي في حديث لـ"النهار" عن واقع المركز والخدمات التي يقدمّها بتكلفة شبه مجانية، فيقول: "تتعدّد الخدمات التي تبدأ بمختبر التحاليل الطبية، الذي طُوّر حديثاً، فبات يؤمّن الفحوصات المخبرية، وتصل إلى أقسام المعاينات الطبية التي تشمل العديد من الاختصاصات".
يعدّد حدشيتي أقسام المعاينات وفق الآتي: 
- قسم العيادات: الطبّ العائلي، القلب والشرايين، الأنف والأذن والحنجرة، العيون، جراحة العظم، الغدد والسكري، أمراض وجراحة الجهاز العظمي، الأمراض النسائية والتوليد.
- عيادات الطب النفسي.
- قسم العلاج الانشغالي وتقويم النطق (للأطفال والبالغين).
- قسم التغذية والحمية الغذائية.
- قسم العلاج الفيزيائي.
- قسم الأمّ والطفل، الذي يُعنى بصحة الأم والطفل وتأمين كامل الخدمات الصحية لهما، فضلاً عن تأمين اللقاحات الأساسية من وزارة الصحة للأطفال بشكل مجانيّ.
- قسم الأشعة (يؤمن كافة الصور الشعاعية X-ray، بالإضافة إلى صورة الثدي الشعاعية mammography، صورة ترقق العظام، صور الموجات ما فوق الصوتية Ultrasound).
كذلك يؤمّن المركز العديد من أدوية الأمراض المزمنة وغير المزمنة بشكل شبه مجانيّ، وذلك بدعم مباشر من وزارة الصحّة وجمعية الشبان المسيحية - لبنان.

المكافحة باللحم الحيّ
يؤكد الدكتور حدشيتي أن "موازنة المركز تُؤمَّن من الجامعة اللبنانية فقط بالرغم من السعي المستمّر لتأمين تمويل من جهات مانحة أو منظمات غير حكومية. لكن معظم المحاولات باءت بالفشل في ظلّ موجة مقاطعة شاملة للقطاع العام. لكننا لم نيأس، ولا نزال نسعى لإيجاد مصادر تمويل خارجية ضمن الأطر القانونية أو عبر وزارة الصحة، علماً بأنّ وضع الجامعة اللبنانية المأزوم انعكس على عملنا، ونحاول قدر الإمكان الصمود من خلال استهلاك الميزانية الممنوحة بحذر لتأمين أبسط المستلزمات الطبية. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ موازنة المركز لا تسمح بتنفيذ أي عملية تطوير للخدمات، بالرغم من السّعي الدائم لرئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران لرفع موازنة المركز، والتي سرعان ما تتبخر بفعل التدهور الكبير لسعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي".
 
 
ويشدد حدشيتي على أهمية تأمين الدعم المالي، بغية الحفاظ على الكادر الطبي والصحي، مشيراً إلى أنّ معضلة التعويضات الشهرية طالت موظفي وأطباء المركز.
 
وأضاف: "استمرارية المركز حالياً تقوم على تضحيات الكادر الطبي والصحي بفضل انتمائهم إلى الجامعة وإيمانهم برسالتها الإنسانية المجتمعيّة".
 
 
وكان قد شارك المركز الصحي في تلقيح الأجهزة الأمنية كافةً ضد جائحة كورونا، بالإضافة إلى موظفي القطاع العام، ولموظفي الجامعة اللبنانية ضمن الحملة الوطنية لمكافحة كورونا.
 
ويشهد اليوم إقبالاً واسعاً على عدّة خدمات صحيّة، إذ إنّه بمثابة "متنفّس صحيّ"، خاصّةً لذوي الدخل المحدود.
 
 
من هنا، لا بدّ من التشديد على أهمية استمرار هذا المركز لتأمين خدمات لشعب أضحى 74 في المئة منه تحت خطّ الفقر. هذا المركز صامد بفضل تضحيات طاقم طبيّ وصحيّ يُكافح باللحم الحيّ. ولعّل الوقت قد حان لأن يُدعم من قبل جهات مانحة أو خارجية تؤمن برسالة "أنّ كلّ إنسان لديه الحقّ بالرعاية الصحية".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium