ميشال حلّاق
بلغت أزمة انتشار النفايات وبشكل كبير وعشوائي على الطرقات وفي الساحات العامة في العدد الأكبر من قرى وبلدات عكار، مرحلة خطرة للغاية باتت تهدّد الصحة والسلامة العامة وتتسبّب بأضرار بيئية وصحية بالغة الخطورة عند أعتاب فصل الصيف وموسم السياحة المنتظر.
إن انتشار وتكاثر الحشرات الضارة بفعل تكدس النفايات على الطرقات الرئيسية والفرعية كما على ضفاف مجاري الأنهر والأودية، يُشكلان أيضا عنصر جذب للحيوانات الشاردة، سيما وأن هذه المكبّات تُرمى فيها الحيوانات والطيور النافقة وكل مخلفات محلات بيع اللحوم والدواجن والأسماك.
إضافة إلى ما تشكّله هذه النفايات من مشهدية مؤذية للعين ولكل حواس الإنسان.
إن الأمر رتب نداءات متكرّرة وعلى مدى الأشهر المنصرمة من قبل الأهالي، وفي هذا السياق، تدعو الجهات الرسمية المعنية وفي مقدمها البلديات المعنية أولاً لحل هذه المعضلة، وضرورة الإسراع برفع مئات الأطنان من النفايات التي احتلت في بعض الأمكنة أجزاء أساسية من الطرقات وتسببت بحرائق كبيرة في محيط الغابات.
إلّا أن الواقع الصعب لهذه البلديات ذات الصناديق الفارغة ربما شكل العامل الأساسي وراء هذه الأزمة المستفحلة بكونها مفلسة وغير قادرة على تحمّل أعباء جمع وكنس النفايات ونقلها ومعالجتها.
وعلى إثر تفاقم الوضع سوءاً، عقد لقاء في مقر اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع ترأسه رئيس الإتحاد أحمد المير وبحضور رؤساء البلديات المنضوية في هذا الاتحاد جرى فيه البحث بسبل حل أزمة النفايات.
وإثر اللقاء، تحدث رئيس الاتحاد أحمد المير شارحاً وقائع الاجتماع الذي تم على مرحلتين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية بحضور الوزراء المعنيين؛ وزير التنمية للشؤون الإدارية نجلا رياشي، وزير البيئة ناصر ياسين ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر.
وكان النقاش حول تشغيل معمل فرز النفايات في منطقة سرار عكار وتجديد العمل في المطمر التابع لمعمل الفرز.
ونقل المير عن ميقاتي تفهماً كبيراً وموافقة مبدئية على تشغيل المرفقين المذكورين وأعطى التوجيهات لبدء العمل.
أضاف المير في حديثه: "بعد ذلك تم التواصل مع شركة الأمانة العربية المعنية بطمر النفايات في خراج بلدة سرار وتشغيل المعمل وكان التجاوب السريع وتم الاتفاق على صيغة معينة وعودة العمل باستقبال النفايات ضمن نطاق الاتحاد من يوم غد وطمرها في مكب سرار".
لكن يبقى السؤال مطروحاً، هل ستُحل مشكلة المكبات العشوائية في عكار؟ إن غداً لناظره قريب.