النهار

"لم نشعر بها"... قراءة هزّات سُجّلت في لبنان وفلسطين لا علاقة لها بزلزال سوريا وتركيا
المصدر: النهار
"لم نشعر بها"... قراءة هزّات سُجّلت في لبنان وفلسطين لا علاقة لها بزلزال سوريا وتركيا
من آثار الزلزال على سوريا (أ ف ب).
A+   A-
 
لم يستفق الناس في سوريا وتركيا ولبنان والمنطقة من كارثة الزلزالين اللذين ضربا تركيا وسوريا، وهول الحادثة بقي يرعب نفوس الكثيرين في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في الساعات المقبلة. وبين التنبّؤات والتكهّنات والوقائع العلميّة فرق يتّسع أكثر فأكثر، هل حقاً سنشهد تسونامي يضرب المنطقة؟ وماذا عن الأخبار التي تفيد بحدوث زلزال مشابه لما شهدته تركيا وسوريا؟
 
ممّا لا شكّ فيه، أحدثت تغريدة العالم الجيولوجيّ الهولنديّ #فرنك هوغربيتز جدلاً كبيراً، هذا التنبّؤ بكلّ تفاصيله، كان كفيلاً في إحداث موجة تردّدات حول كيفيّة معرفته لمَا سيحدث. ولكن هل فعلاً يمكن التنبّؤ بمثل هذه الأحداث الطبيعيّة في التوقيت والمكان والقوّة؟
 
يؤكّد أستاذ الجيوفيزياء في الجامعة اللبنانية الدكتور عطا الياس لـ"النهار" أنّه "لا يمكن لأحد علميّاً التنبّؤ بيوم وقوّة ومكان حدوث الزلزال، ولا يوجد أيّ نتيجة علميّة أثبتت إمكانيّة التنبّؤ بحدوث زلازل. ولكن، بعض الوقائع العلميّة والفهم العلميّ للحدث، تشير إلى وجود بعض المناطق المعرّضة للزلازل، ونحن على معرفة بها، إلّا أنّه لا يمكن التنبّؤ أو حسم توقيت حدوثها." وفي حالة واحدة يمكننا معرفة حدوثها، عندما نكون في منطقة تشهد على عدد هزّات سريعة، عندها فقط يزيد احتمال حدوث زلزال قويّ، خاصّة في الأماكن المعرّضة لها. ولهذا السبب، يطلب أصحاب الاختصاص والخبراء في بعض الأحيان إخلاء أو اتّخاذ تدابير معينة بعد توقّعهم حدوث زلزال.
ويشير الياس إلى أنّه "حصلت اليوم هزات صغيرة عدّة في لبنان، وهذا ليس سرّاً، وهي ليس لها علاقة بالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا اليوم. "
 
 
وعن الهزّات الارتداديّة التي شعر بها اللبنانيّون اليوم، وما اذا كانت تعود إلى الهزّات القويّة التي ضربت تركيا وسوريا، يوضح الياس أنّ "كلّ هزّة يكون مصدرها أحد الأمكنة، ومن نقطة معينة على سطح الأرض. والهزّات التي حصلت في تركيا وسوريا عددها كبير (بالمئات)، وقد شعرنا ببعضها فيما البعض الآخر لم نشعر بها.
 
ولكن علينا أن نعرف أنّه حصلت هزّات أخرى في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، وقد سجّلها ورصدها عدد من المراصد ولم يشعر بها أحد. وبالتالي كلاهما لا علاقة لهما ببعض، فالهزّات الصغيرة كانت ارتداديّة نتيجة الزلزال القويّ الذي حصل في شمال سوريا، وحصلت الهزات على الفالق نفسه أو في محيطه، في حين أنّ الهزّات الأخرى التي سُجلت في لبنان وفلسطين هي نتيجة فوالق أخرى وقد خصلت من دون أن نشعر بها.
 
ويضيف الياس أنّه عندما يحدث زلزال انطلاقاً من نقطة معيّنة، فهذا يعني أنّه تحت سطح الأرض، ضمن مسافة معيّنة، خرجت طاقة من الأرض على فالق ما وحرّكته. هذه الطاقة التي خرجت تجلّت بارتجاج الأرض نتيجة هذه الحركة، وهذه الارتجاجات امتدّت في الأرض وتوسّعت إلى درجة أنّها تسجّلت في كلّ الكوكب (كلّ مراصد العالم سجّلت الزلازل التي حصلت في تركيا وسوريا). فالموجات الزلزاليّة تمشي في سطح الأرض وباطنها وتخفّ مع الوقت، وبما أنّ لبنان يبعد نحو 300 كلم عن موقع الزلزال، كانت بعض الارتجاجات قويّة بما يكفي حتّى نشعر بها.
 
وعن التحذيرات والتنبّؤات التي رافقت الزلزالين اللذين سُجّلا في الأمس واليوم، يشدّد الياس على أنّ كلّ ما يُحكى اليوم يصبّ في خانة التهويل، ويجب وضع حدٍّ لهذه الأخبار المفبركة وغير الدقيقة التي تتلاعب بسلامة الناس.
 
أمّا بالنسبة إلى إمكانية حدوث تسونامي، يرى أستاذ الجيوفيزياء في الجامعة اللبنانية أنّه لا يمكن حدوثه إن لم يحصل زلزال ثانٍ في البحر أو قريب من الشاطئ، ويؤثّر على قعر البحر. وفي حال حصل تسونامي في شرق البحر المتوسط يعتبر الساحل السوريّ والقبرصيّ واللبنانيّ (خاصة ساحل شمال لبنان) في الخطّ الأماميّ، في حين يعتبر الساحل اليونانيّ محميّاً نسبيّاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الساحل الليبيّ.
 
ولقد حصل فعلاً تسونامي صباح اليوم في المنطقة التي حصل فيها الزلزال، ونقصد بذلك ارتفاع مستوى البحر بضعة سنتيمترات لا تتعدّى الـ15 إلى الـ20 سنتيمتراً، لفترة وجيزة، ومن ثمّ انخفض، ولكن لم نشهد موجة كبيرة بعلو الحائط تضرب البشر.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium