النهار

60 في المئة من المدارس استأنفت التعليم: الرابطات تقرّر تعويض التلامذة وأساتذة يصعّدون
المصدر: "النهار"
60 في المئة من المدارس استأنفت التعليم: الرابطات تقرّر تعويض التلامذة وأساتذة يصعّدون
مدرسة رسميّة - (تعبيرية).
A+   A-
بعد أكثر من شهرين على مقاطعة أساتذة التعليم الثانوي والأساسي، التدريس، تنفست أمس المدارس والثانويات في مختلف المناطق اللبنانية ففتحت غالبيتها على الرغم من الاوضاع الصعبة/ حيث التزم أكثر من 60 في المئة من المعلمين قرار العودة إلى التدريس التي اتخذته الرابطات بعدما تحقق جزء مهم من المطالب، مقررين استكمال السنة الدراسية.

وعلى الرغم من فوضى البيانات التي عكست حجم الانقسامات بين المعلمين في الموقف من العودة إلى التدريس لتعويض الفاقد التعليمي، والحملات التي ساقها بعض المعلمين ضد قيادات الرابطات، إلا أن القسم الاكبر منهم تحملوا مسؤوليتهم رغم الوجع والأوضاع المعيشية المزرية، حتى أن مدارس التعليم الأساسي في بعض المناطق فتحت بنسبة مئة في المئة خصوصاً في بعلبك – الهرمل وفي البقاع عامة وفي الجنوب بنسبة 90 في المئة، علماً أن هناك مدارس وثانويات مقفلة وتخضع للتقييم الهندسي بعد الهزات الأرضية الاخيرة.
 
اختار القسم الاكبر من المعلمين ومن بينهم فئات المتعاقدين العودة إلى التدريس، فيما استمر قسم آخر بالمقاطعة، واعتصم عدد منهم أمام وزارة التربية أمس، رافضين قرار رابطات المعلمين، وطالبوا الهيئات الإدارية للرابطات بالاستقالة، ورفعوا لافتات ضد الوزارة والرابطات.
تبين وفق الاحصاءات من المناطق التربوية أن العودة إلى التدريس في التعليم الأساسي كانت جيدة، وجاء في جدول حصلت عليه "النهار" أن عدد المدارس التي فتحت في شكل طبيعي ودرّست في شكل كامل أو جزئياً، في بيروت بلغ 20 مدرسة من اصل 37، وفي جبل لبنان 123 من اصل 85، وفي الشمال 165 من 341، بعلبك الهرمل 87 من 87، البقاع 77 من 87، الجنوب 103 من أصل 115، وفي النبطية فتحت 100 مدرسة من اصل 104.

أما في التعليم الثانوي فكان الوضع مختلفاً، إذ لا يزال عدد كبير من الأساتذة مستمراً بالإضراب، لكن نسبة لا باس بها من الثانويات فتحت أبوابها وباشرت التدريس. ووفق جدول التربية على صعيد الأقضية، فتحت 6 ثانويات من أصل 18 في بيروت، 6 من 15 في الشوف، 9 من 16 في بعبدا، 5 من 11 في عاليه، 6 من 10 في النبطية، 4 من 4 في راشيا، 8 من 18 في بعلبك، 5 من 7 في بنت جبيل، 3 من 4 في حاصبيا، 10 من 33 في عكار، 2 من 11 في زحلة، 5 من 16 في المتن، 12 من 13 في البقاع الغربي، و1 من 11 في كسروان.

وبدا أن اليوم الأول من العودة إلى التدريس شكل اختباراً لجدية استكمال السنة الدراسية، فالرابطات اتخذت قرارها بالعودة فيما الأساتذة المعترضين خصوصاً في الثانوي يريدون إظهار حجم قوتهم لاسقاط قرار الرابطات وما يعتبرونه صوتهم بعدم الرضوخ لقرارات المكاتب التربوية الحزبية، ولذا حاولوا الحشد في الاعتصام أمام وزارة التربية حيث كانت غالبية المشاركين من التعليم الثانوي مطالبين باستقالة قيادة الرابطة وتحسين رواتبهم، واستعادة الحقوق، وبعقد جمعيات عمومية للاساتذة لتقرير مصير الإضراب.

وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي وجّه تحية تقدير إلى جميع المديرين وافراد الهيئة التعليمية والتلامذة الذين عادوا الى المدارس وتابعوا الدراسة بعد توقف طويل. وإذ شدد الحلبي على ضرورة استكمال السنة الدراسية جدد التزام الوزارة بتحويل كل المبالغ التي تقررت للمعلمين في أوقاتها التي حددها القرار الصادر يوم الجمعة الماضي. ووفق معلومات من مصادر في وزارة التربية أن الأنظمة المعلوماتية تعمل في شكل طبيعي وأن الدفعة الاولى من مبلغ الـ300 دولار ستدفع نقداً إلى جميع المعلمين في العاشر من الشهر الجاري عبر شركات تحويل الاموال.

ونفت مصادر وزارة التربية ما يحكى عن ضغوط من المديرين على المعلمين، مشيرة إلى أن أخذ الحضور هو عملية ادارية طبيعية ولا علاقة لها بإجراءات أخرى. وتوقعت المصادر التربوية أن تكون العودة إلى المدارس أكبر اليوم، واستئناف التدريس في شكل طبيعي.

يتبين وفق مسار العودة إلى المدارس أن النسبة الاقل كانت في الشمال عموماً وهي المنطقة التي تحتضن أكبر عدد من المدارس الرسمية، لكن الاجواء تشير وفق مصادر التربية إلى أن الأمور ستسلك مسارها الطبيعي خلال الايام المقبلة، وأن التأخير في العودة سيرتب خسائر كبرى على المدرسة ويهدد العام الدراسي.

وكانت الهيئات الإدارية لرابطات معلمي الثانوي والأساسي والمهني قررت مساء السبت الماضي العودة إلى التعليم، لكن من دون عقد جمعيات عمومية للأساتذة، وشرحت في بيان أنه في ظل الاستعصاء وبعد شهرين على الإضراب، "أطلقت الرابطات مبادرة حلّ لتحقيق المطالب المتعلقة بوزارة التربية من أجل تعليق الإضراب، على أن تتمّ متابعة باقي الأمور مع الحكومة".

وأضاف البيان أن الرابطات حصلت على "الاعتراف بالحقّ الكامل في دفع الحوافز والتي أصبحت بدل انتاجية عن الأشهر الثلاثة الماضية تّصل إلى 300 دولار، وتحديد مواقيت الدّفع. وإعطاء بدل انتاجية بقيمة 125 دولاراً شهريًّا مرتبطة بالحضور بصفتها بدل إنتاجية. وإصدار قرار بإعطاء بدل نقل بقيمة 5 ليترات عن كلّ يوم حضور".

واثار بيان الرابطات ردود فعل عدد من الفروع خصوصاً في الثانوي وعدد من المعلمين أحدثت فوضى وبلبلة بشأن العودة، لكن فتح أكثرية المدارس أمس يمكن البناء عليه لاستكمال السنة الدراسية والتعويض على التلامذة.



الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium