النهار

التقرير الجيولوجي عن الفجوة الأرضية في برقا البقاعية: ظاهرة طبيعية يجب تسييجها لحماية المواطنين
المصدر: "النهار"
التقرير الجيولوجي عن الفجوة الأرضية في برقا البقاعية: ظاهرة طبيعية يجب تسييجها لحماية المواطنين
الفجوة الأرضيّة في البقاع.
A+   A-
أكّد "المجلس الوطني للبحوث العلميّة" بلدة برقا البقاعية في بيان "وجود فجوة أرضيّة بقطر يتراوح بين 2 و 3 أمتار وبعمق أوّلي يزيد عن 25 متراً في منطقة برقا وضمن الإحداثيّات المذكورة أعلاه. هذه الفجوة موجودة في منطقة تسود فيها الصخور الكلسية (Limestone) التابعة للعصر الجيولوجي الطبشوري الأوسط (Middle Cretaceous) وذلك ضمن منخفض تابع لمجرى مياه سطحي (Stream) مغطّى بتربة طينيّة متشقّقة وسميكة (أكثر من 10 امتار عمقاً)، لتظهر بعد هذا العمق الصخور الكلسية المتعرّضة لظاهرة التكرست (وهي عملية ذوبان الصخور الكلسية وتآكلها بفعل المياه الجوفية –Carbonate dissolution Karstification) مما يؤدي إلى حدوث فجوات في هذه الصخور (Dolines)، والتي يمكن ملاحظة الكثير منها في مناطق عدة في لبنان (مثل المنطقة الواقعة ما بين عيون السمان – حدث بعلبك)، إلا ان هذه الفجوة في الموقع المذكور كانت مغطاة بالتربة السميكة ولم تكن ظاهرة على سطح الأرض".

وأشار البيان إلى أنّ "الموقع المذكور هو تماماً على إحدى هذه الفجوات الكارستية (Dolines) المغطاة بطبقة من التربة الطينيّة الهشّة والتي تشكّل نقطة ضعف، ومن الممكن أن تكون قد تعرّضت مع الوقت لعمليّة تشقّق أدّت إلى انهيارها وقد تكون الارتجاجات الزلزالية الأخيرة قد سارعت بهذا الإنهيار فأظهر الفجوة موضع الكشف".

وأضاف: "في الشقّ العلمي، إنّ هذه الظاهرة طبيعيّة وهناك احتمال لوجود العديد من هذه الفجوات المغطاة بالتربة السميكة في المنطقة، حيث تمّ الإبلاغ سابقاً عن حدوث فجوات مماثلة وإن كانت بعمق أقلّ، ممّا يستدعي أخذ الحيطة من قبل المواطنين عند ملاحظة تشقّقات في التربة السطحية. وسيعمد المجلس، مع فرق اختصاصية، إلى العمل على بعض المسوحات الجيوفيزيائية الإضافية التي تتيح معرفة المزيد عن امتداد وانتشار الفجوات في هذا الموقع".

ختم: "أمّا عمليّاً، فقد أوصى المجلس بضرورة تسييج الفجوة بسياج متين (لا شريط لاصق كالموجود حالياً) مع أخذ هامش واسع يتخطّاها بعدّة أمتار وذلك لتنبيه المواطنين من المرور بمحاذاتها خاصة وأنّها قابلة للتوسّع نظراً لهشاشة التربة ولأنّ وجود فجوات مجاورة ليس مستبعداً بسبب طبيعة المنطقة كما ذُكر آنفاً، مع ضرورة أن يُصار بسرعة إلى ردم الفجوة حفاظاً على السلامة العامّة".
 
وضمّ المجلس مدير الأبحاث في المركز الوطني للاستشعار عن بعد الدكتور أمين شعبان، مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء الدكتورة مرلين البراكس، بالإضافة إلى رئيس قسم الهندسة المدنية في معهد الهندسة العالي في بيروت – جامعة القديس يوسف الدكتور محسن رحال وأمين السر لغرفة إدارة الكوارث والأزمات في محافظة بعلبك – الهرمل المهندس جهاد حيدر بحضور الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين ورئيس بلدية بشوات حميد كيروز والنائب أنطوان حبشي".
 

اقرأ في النهار Premium