دانيال خيّاط
في الوقت الذي كانت القوى الأمنية تقتاد علي الساحلي الذي اقتحم فرع المصرف اللبناني للتجارة في شتوره الثلثاء الفائت، توجّه المودع الموقوف إلى وسائل الإعلام طالباً نقل رسالة "إذا أوقفوني سأنتحر في داخل النظارة"، وحمّل المسؤولية للقوى الأمنية ولرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.
ليل أمس، نقل علي الساحلي بحالة طارئة إلى مستشفى البقاع، حيث أجريت له عملية غسيل معدة، بعد أن تناول كميّة زائدة من الدواء، نقل بعدها إلى العناية الفائقة لإبقائه تحت المراقبة.
فهل حاول عليّ تنفيذ تهديده؟
ما نعرفه عن مجريات هذا النهار الذي انتهى بعلي على سرير المستشفى رواه محاميه رامي عليّق من تحالف "متّحدون"، الذي يتابع قضية علي الساحلي مع فريق مكتبه المؤلّف من المحاميَين فاطمة فواز ومحمد حاطوم.
بحسب عليّق، فإن موضوع اقتحام المصرف انتهى بكلّ ذيوله، والتحقيق كان مستمراً في حادثة قديمة، تستوجب الاستماع إلى مديرة فرع شتوره لغرض إقفال المحضر، وتنتهي القصة، ويُترك علي. وقد تم بالفعل الاستماع إلى المديرة عند العاشرة صباحاً، التي عوضاً عن إصدار إشارة من المدعي العام الاستئنافي في البقاع بتخلية سبيل علي، أُعلمت محاميته بأنه سيجري استدعاء مديرة فرع زحلة للاستماع إليها الخميس أو الجمعة.
وعليه، دعت عائلة علي الساحلي للاعتصام أمام مخفر شتوره، حيث هو موقوف، وقطع الطريق في حال لم يُترك، في الوقت الذي حضر فريقه القانونيّ للدفع باتّجاه إطلاقه. ولكن قبل الإقدام على قطع الطريق طلب المحامي عليّق الاطمئنان إلى وضع الساحلي، ودخل لهذا الغرض مع والده وشقيقه إلى المخفر، فوجدوا علي في حال من الارتخاء، وبالكاد يقدر على التحرك، وثمّة ازرقاق في جسمه، وقد أطلعهم بأنّه أخذ جرعة زائدة من الدواء.
فنُقل علي، بعد نحو 50 دقيقة، إلى مستشفى البقاع، حيث أجريت له عملية غسيل للمعدة؛ وهو قد صرّح للطبيب المعالج بأنه تناول 7 حبات من عقار "ليفوميد".
يذكر بأنه في قضية الاقتحام، لم يتقدّم المصرف بادعاء شخصيّ ضد ّعلي، وبأن مفاوضات الفريق القانوني المواكب لقضية علي الساحلي مع المصرف أفضت إلى اتفاق بأن يحوّل المصرف مبلغ 4 آلاف و300 دولار إلى نجل علي المقيم في أوكرانيا، والذي كان الباعث على اقتحام المصرف، في الوقت الذي تكفّلت عائلة علي ووكلاؤه القانونيون بحضوره لاستكمال التحقيق معه في القضية "غير الطارئة"، والمنفصلة عن اقتحام المصرف.
فلماذا يستمرّ توقيفه؟
فماذا سيحمل هذا النهار من تطوّر في قضية علي الساحلي، علماً بأنّه ليل أمس كان يجري التدارس بين عائلته وتحالف "متحدون" وجمعية "صرخة المودعين" في خطوات تصعيدية "قاسية" في حال لم يتمّ تخلية سبيله.