النهار

زلازل ضربت لبنان في الماضي وغيّرت شكله الجغرافي... إليكم أبرزها
المصدر: "النهار"
زلازل ضربت لبنان في الماضي وغيّرت شكله الجغرافي... إليكم أبرزها
من آثار الزلزال في تركيا (أ ف ب)
A+   A-
بالرغم من اعتبار لبنان من البلاد التي تعرف نشاطاً زلزاليّاً بسبب وجود فوالق ضمن أراضيه، أبرزها فالق الشرق أو اليمونة، غير أنّه ليس نقطة التقاء صفائح تكتونية. لكن لا يمكننا غضّ النظر عن أنّ العديد من المناطق لبنان الحالية تقع إلى جانب صدع البحر الميت الذي يشكل جزءاً من الحدود بين الصفيحة التكتونية العربية والصفيحة التكتونية الإفريقية، وقد أدى موقعه الجغرافي على مدار قرون إلى حدوث العديد من الانزلاقات الأرضية، الزلازل و"التسونامي" خاصة في مناطق جبل لبنان، اليكم أبرزها:

"تسونامي" عام 365:
عام 365، بلغت سواحل بيروت موجات "تسونامي" عالية، بعد وقوع زلزال في جزيرة كريت في اليونان، الذي قدرت شدته بأكثر من 8 درجات على مقياس ريختر، بحسب المؤرخين المعاصرين. وبلغ ارتفاع موجات "تسونامي" عشرة أمتار، حيث نتجت أضرار واسعة في مناطق عديدة من العاصمة.
 
الزلزال الذي دمر مدينة بيروت عام 551:
 
 
خلال القرنين الخامس والسادس، شهدت بيروت فترة كوارث طبيعية، من هزات أرضية وصولاً إلى الفيضانات، وكانت كارثة عام 551 الأبرز في تدمير مناطق لبنانية عدّة، وذلك أثناء عهد الملك البيزنطي جستنيان الأول، حيث عاشت المدينة على وقع أسوأ زلزال بلغت شدته 7.5 درجات. وكانت قد انسحبت مياه البحر المُتوسط مئات الأمتار قبل أن تضرب الساحل اللبناني موجات المدّ البحري "تسونامي" حاصدةً الكثير من الضحايا، والتي طالت عدداً من المدن البيزنطية. وسبّب هذا الزلزال دماراً واسعاً ودمّر مدناً عدّة بين صور وطرابلس، وأبرزها مدينة بيروت.
ووُثقت هذه الحادثة في مذكرات رجل معروف بحاج بياتشنزا (Piacenza)، الذي تحدث عن "خراب بيروت وتحولها لكومة كبيرة من الحطام والحجارة، فضلآً عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص بهذه المدينة وحدها."

خمسون هزة في لبنان في غضون 60 يوماً عام 1202:
عام 1202 ضرب زلزال قوي الأراضي السورية وبلغت شدته الـ7.5 درجات، وأتت ارتداداته ساحقة على مناطق لبنانية عدّة عبر فالق اليمونة، ونتج عنه انخساف في السواحل وغرق العديد من الجزر الصغيرة التي كانت ممتدّة على طول الساحل اللبناني، ولم يبق منها سوى جزيرة الأرانب قبالة طرابلس، كما تدمرّت مدينة طرابلس وبعلبك وسقط أكثر من نحو 30 عموداً من أعمدة قلعة بعلبك، وسقط أكثر من مليون ضحية في لبنان وسوريا ومصر وأرمينيا وتركيا وجزيرة صقلية في البحر المتوسط، كما لحقتها موجة من المجاعة وانتشار الأمراض في المناطق المنكوبة.

زلزال سوريا عام 1759
وقع عام 1759، سلسلة زلازل مدمرة هزت جزءًا كبيرًا من منطقة شرق بحر الأبيض المتوسط، حيث تدمرت مناطق عدّة منها مدينة نابلس وعكا وصور وطرابلس وحماة، كما تضررت قرية رأس بعلبك ومدينة دمشق. وتوفيّ ما لا يقلّ عن 2000 شخصاً. ومن المحتمل أن تكون أحداث 1759 إلى جانب زلزال سوريا عام 1202 ، من أقوى الزلازل التاريخية في المنطقة.

زلزال شحيم عام 1956
 
(جريدة "النهار" عام 1956) 
 
في 16 آذار عام 1956، تعرّض لبنان لثلاث هزات أرضية مركزها الروافد السفلية لنهر بسري حيث دمّر الزلزال بعض القرى بشكل كامل منها: روم، عازور، شحيم، جون، قيتولي وكفرحتى وهي تقع على دائرة صغرى تحيط بجوبة بسري، نقطة الإرتكاز للهزات الأرضية. وكانت هذه الفاجعة قد قلبت حياة المواطنين رأساً على عقب، وكان قد نقل جوزيف نصر في جريدة "النهار" معاناة المنكوبين في شحيم، قائلاً: "العناية الصحية يجب أن تسبق كل شيء إلى هناك لأنّ الجوع بدأ يفعل فعله. فمؤونة الناس بقيت في المنازل والمنازل لم يبق منها شيء”. ويتابع الكاتب: "الشوادر أهم ما تطلبه الناس، لا أزال أسمع تلك الأم التي دفعت بأولادها إلى الأمام وصرخت بوجهي: وين الشوادر كيف بدنا ننام الليلة كمان، وين الأكل وين الحكومة".
 
 
توزع الصفائح التكتونية على سطح الأرض
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ لبنان يقع على مفترق ثلاث صفائح تكتونية: الصفيحة العربية والصفيحة التركية والصفيحة الافريقية، وهناك ثلاثة فوالق كبيرة هي اليمونة والروم وسرغايا.
 
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium