انطلقت في البترون مسيرات "درب الصليب" في العديد من القرى والبلدات البترونيّة وقد جسّدت المسيرات درب الجلجلة بمراحلها الأربع عشرة، وكان المؤمنون مع الكهنة يردّدون تراتيل الجمعة العظيمة وصلوات المناسبة. كما أقيمت "رتبة سجدة الصليب" في الكنائس والأديار البترونيّة كلّها وسط تضرّعات إلى المصلوب كي يدحرج الحجر عن صدر لبنان واللبنانيين كما دحرجه عن القبر وكانت القيامة المجيدة.
واحتفلت قرى وبلدات قضاء بشري بالجمعة العظيمة وأقامت رتبة سجدة الصليب في الكنائس من بقاعكفرا إلى وادي قنوبين وبشري وحدشيت والقرى والبلدات الأخرى وخرجت مسيرة جسّدت اللآلام من حدشيت إلى الوادي المقدس.
وركزت العظات على ضرورة تجسيد حقيقة آلام المسيح في حياتهم اليومية ليستحقوا القيامة المجيدة.
وترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون رتبة سجدة الصليب في كنيسة السيدة عمشيت عاونه فيها خادم الرعية الخوري شربل الخوري، في حضور المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة مجلس الوزراء لحود لحود، قائمقام جبيل بالإنابة نتالي مرعي الخوري، رئيسة مركز الصليب الأحمر في جبيل رندا كلاب وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى عون عظة أشار فيها إلى أن "الرب يسوع بلغ فيه حتى بذل نفسه على الصليب من أجلنا لكي يعطينا حياته وروحه ويعلّمنا سلوك الدرب وصولاً إلى الملكوت"، لافتاً إلى أن "يسوع اختار الصليب من أجل خلاص العالم وصولاً إلى القيامة التي ننتظرها".
وقال: "نحن مقتنعون أن الخلاص يتحقق بالعدالة، وباسم هذه العدالة نرى أن هناك الكثير من الخلافات بين الناس على المستويات كافة ولا أحد مستعدّ أن يتبنّى منطق الصليب الذي يدعونا إلى التسامح والمغفرة وعدم مبادلة الإساءة بالإساءة، لذا علينا أن نتعلّم كيف نغفر ونسامح في أعمالنا وحياتنا والا فمجتمعنا ذاهب إلى الدمار".
وشدد على "أهمية التخلّي عن مصالحنا الخاصة والتضحية في حياتنا من أجل الخير العام، فلا يجوز أن يأتي العيد ولم يغفر أحدنا للآخر".
وختم سائلاً الرب أن "يعطينا القوة والإيمان لننمو معه بالقداسة ونمتلئ بالحب وعيش الغفران مع بعضنا البعض"، آملاً أن "يكون العيد مباركاً علينا وعلى عائلاتنا ومجتمعنا ووطننا".
وفي الختام، أقيم الزيّاح في الباحة الخارجية للكنيسة حيث حمل النعش ووضع في القبر إلى يوم القيامة المجيدة.
إلى ذلك، احتفلت الكنائس المسيحيّة التي تعتمد التقويم الغربي في قرى وبلدات محافظة عكار بقداديس الجمعة العظيمة ورتبة دفن المصلوب، ومسيرات درب الصليب بمشاركة حاشدة من المصلّين الذين غصّت بهم كنائس بلدات القبيات وعندقت ودير جنين ومنجز وشدرا والهد وحلبا والتليل النفيسة والشيخ محمد ومنيارة وعدبل وبيت ملات، والشطاحة، والقريات وسيسوق وبقرزلا.
وطافت جموع المصلين عقب القداديس بجسد السيد محمولاً على الأكف ومسجّى بالورود، حاملين أيضاً الصلبان، متمثلين بدرب الجلجلة.
وفي دير مار أنطونيوس قزحيّا في الوادي المقدس احتفل رئيس الدير الأب كميل كيروز برتبة سجدة الصليب والزيّاح بمشاركة جمهور الدير والحبساء والمؤمنين والمؤمنات.
وفي زغرتا، أقيمت في كنائس البلدة رتبة سجدة الصليب بمشاركة كثيفة من المؤمنين الذين أشركوا آلامهم مع آلام المسيح سائلين، الخلاص لهم ولوطنهم وانفراج الأحوال وقيامة مجيدة للجميع.
الصور من مختلف المناطق:
أقيمت احتفالات الجمعة العظيمة ورتب سجدة الصليب المقدس في مختلف أديار وكنائس منطقة بشري. وقد احتفل المطران جوزيف نفاع، النائب البطريركي العام على المنطقة، يعاونه رئيس ديوان كرسي الديمان، الخوري خليل عرب وكهنة بشري برتبة سجدة الصليب في كنيسة السيدة، وألقى عظة روحية تناول فيها معاني المناسبة وسرّي الفداء والقيامة. وفي بقاعكفرا أقام الخوري ميلاد مخلوف احتفال المناسبة، وكان تطواف في محيط كنيسة السيدة.
وفي حدث الجبة احتفل الخوري حبيب صعب بالمناسبة، وأقام الرتبة المقدسة في كنيسة مار دانيال الأثرية. وفي دير سيدة قنوبين في عمق الوادي المقدس نظمت الراهبات الأنطونيات في الدير برئاسة الأخت جانيت فنيانوس برنامج الجمعة العظيمة، وقد أحياه الخوري هاني طوق، وتخللته مسيرة صلاة وتراتيل من دير سيدة قنوبين البطريركي إلى دير سيدة حوقا، مروراً بكنيسة القديسة مارينا. ومن ثم تلتها رتبة السجدة ودفن المسيح.
وفي حديقة البطاركة في الديمان نظمت الراهبات الانطونيات برئاسة الاخت لينا الخوند برنامج صلوات الجمعة العظيمة، وقد توزعت بين كنيستي مار اسطفان ومار يوحنا مارون حيث أقام الخوري نافذ صعيّب رتبة السجدة والتطواف الديني في مجمّع مار يوحنا مارون على مشارف الوادي المقدس. وفي حدشيت أحيا الوكيل البطريركي في الديمان، الخوري طوني الآغا، والخوري ريمون الكورة احتفالات المناسبة، ونظما تطوافاً في محيط كنيسة مار رومانوس، فيما نظمت جمعية activities حدشيت مسيرة صلاة من محيط الكنيسة المذكورة الى عمق وادي حدشيت في الوادي المقدس حيث أديار الصليب ومار سركيس ومحبسة مار انطونيوس.
واحتفل الخوري طوني جبارة برتب صلوات الجمعة العظيمة في كنيسة السيدة – حصرون، وكانت مسيرة صلاة وتراتيل في محيط الكنيسة ونطاقها الجغرافي. وأقام رهبان دير مار اليشاع مسيرة درب الصليب من الدير الجديد الى الدير القديم في عمق الوادي حيث ضريح الأب أنطون طربيه بحضور مؤمنين من مختلف المناطق.
(كنيسة الدير البطريركي في وادي قنوبين)