أدخل المريض المصاب بالكوليرا، الحالة المثبتة الأولى في لبنان، في محافظة عكار، إلى العناية الفائقة في مستشفى عبدالله الراسي الحكومي في حلبا، ويخضع لمتابعة صحية دقيقة، كما تتقصّى الفرق الصحية حالة المحطين به لإجراء المقتضى الصحي اللازم.
والمصاب من التابعية السورية، في العقد الخامس من العمر، وسكان أحد المخيّمات في الريحانية- ببنين.
وأفيد أنّه قد تم تسجيل حالة ثانية نتيجة العدوى لدى أحد اللبنانين الذين كانوا على تماس مع المريض المذكور من دون معرفة إصابته بالكوليرا.
وثمّة تخوف في العديد من المناطق العكارية الحدودية مع سوريا، وفي مخيمات النزوح السوري، من تفشّي حالات الكوليرا بفعل تبادل الزيارات واللقاءات وإدخال الخضر والفاكهة.
كما أشارت مصادر طبية إلى أنّ هناك عدة حالات مشخّصة كحالات إسهال، وقد تكون حالات كوليرا، بانتظار الفحوصات المخبرية.
وهذا الأمر بات بحاجة إلى جدية بالمتابعة من قبل الجهات الصحية المختصة ومن المنظمات الدولية المعنية بشؤون النازجين خاصة منظمة الامم المتحدة لشؤون النازحين UNHCR. إضافة إلى أهمية اتباع الأرشادات الصحية الخاصة، والتنبّه إلى ضرورة عدم الاختلاط والتحوط لمنع تفشي العدوى، والاهتمام بالنظافة الشخصية وسلامة مياه الشرب.
من جهته، يتابع محافظ عكار المحامي عماد اللبكي ملف حالات الكوليرا المثبتة حتى الآن في المحافظة، وعددها 2، لرجل خمسيني من التابعية وسيدة لبنانية، بالتنسيق مع مركز طبابة محافظة عكار في وزارة الصحة وإدارة مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي، ومع منظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR عبر مسؤولها الميداني في محافظة عكار.
وعُلِم أنّ المحيط القريب للحالتين قد تم عزلهم، وهم قيد المراقبة بانتظار نتائج الفحوصات المخبرية.
وفي هذا الإطار، بوشر العمل بخطة طارئة بوشر العمل لتكثيف معالجة الحفر الصحية في مئات مخيمات النزوح المنتشرة في محافظة عكار، والبحث جارٍ لرفع كمية المياه التي تُزوِّد بها هذه المخيمات للاستخدام المنزلي لضمان النظافة الشخصية. وإطلاق حملة توعية مكثفة في هذا الاطار في المخيمات والمجتمعات المحلية المضيفة.
وتشير المصادر الصحية إلى أنّ الأمور ما زالت تحت السيطرة حتى الآن، والمطلوب عدم إهمال هذا الواقع الصحي المستجد، والتعاطي معه بجدية تامة، والوعي لعدم الاختلاط مع أيّ مريض محتمل أن يكون مصاباً بالكوليرا، وإبلاغ المراجع الصحية عن أيّ حالة للتعاطي معها بالشكل الملائم، وضرورة التقيد بالارشادات الصحية التي أعلنتها وزارة الصحة، للحد من تفشي الوباء.