الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

من "الكبّة الحزينة" إلى المعمول... مأكولات تحاكي معاني عيد الفصح (صور)

المصدر: "النهار"
سيّدة تحضر خلطة "الكبة الحزينة".
سيّدة تحضر خلطة "الكبة الحزينة".
A+ A-
لينا اسماعيل
 
تدخل ضيافة عيد الفصح عند مسيحيي بعلبك - الهرمل في إطار العادات والتقاليد القائمة على مفهوم الدلالات والمعاني الروحية العميقة.
 
بين "الكبّة الحزينة" أو "كبّة الراهب" أو "رصاص عزرائيل"، تختلف أسماء الطبق التقليدي ليوم الجمعة العظيمة، بين موارنة دير الأحمر وقراها، وكاثوليك بعلبك ورأس بعلبك والقاع.
يسرد الأستاذ الياس بطرس البشرّاوي من بلدة رأس بعلبك لـ"النهار" أن "الكبّة الحزينة"، وهي طبق تقليدي يحضّر في يوم الجمعة العظيمة في رأس بعلبك وفي جميع بلدات المنطقة. إرث تنقل من جيل إلى جيل بسبب رمزيته، حيث تجتمع النسوة إلى يومنا هذا لتحضير الكبّة في صمت بتلاوة الصلوات.
 
 
وأضاف: "طبق اليوم الحزين لا تحضّره النسوة من اللحم حتى لا تستخدم الجرن الصخري والمدقة الخشبية، وحتى لا يصدر صوت من الجرن وهو صوت الفرح، من هنا كبّة الراهب أو الكبة الحزينة التقليدية تتكون أساساً من ثلاثة مكونات بسيطة هي البرغل والدقيق والملح، غير أن البعض يحضرها من القرع، وهي محشوة بالأعشاب المتوفرة من الطبيعة مع إضافات مثل الحمص والبصل ودبس الحصرم "العنب غير الناضج الحامض" أو السمّاق، يقدّم أيضاً ككرات يضاف إليها الخل لمشاركتها مع المسيح الذي طلب الماء على الصليب وأعطي الخل".
 
 
وتقول السيدة ماري نصرالله إن "قصة الطبق جاءت من إجبار المسيحيين المضطهدين على أكل اللحوم يوم الجمعة، لكن إيمانهم جعلهم يصنعون كبة من البرغل والطحين والأعشاب المرة ليحددوا شكلها على شكل كبة اللحم، وطعم مرارة المسيح".
 
 
تلفت ابنة مدينة بعلبك السيدة كارلا ألوف إلى المعاني الاجتماعية لهذا العيد، "مناسبة للقاء العائلة والأصدقاء".
أعدّت كارلا "معمول العيد"، أحد أشهر تقاليد العائلة، وهو عبارة عن عجينة مصنوعة من السميد والزبدة وماء الزهر والحليب والسكر. ويعتبر من العادات والتقاليد في "الجمعة العظيمة"، وتحشو العجينة في اليوم التالي بالجوز و التمر على شكل هرمي يرمز إلى قبر السيد المسيح، وقامت السيدة بتغطيته بسكر ناعم، كرمز إلى نقاء كفن المسيح والعيد، لتؤكد أنه يجب تناوله من أعلى الهرم للدلالة على افتتاح قبر السيد المسيح وقيامته من بين الأموات.
 
 
أما السيدة ريما برقاشي من بلدة دير الأحمر فهي منشغلة بتحضير كعكات العيد بشكلها الدائري، نظراً لتاج الأشواك الذي وضع على رأس السيد المسيح قبل صلبه، وهو أول عبور من عالم الموت إلى عالم الحياة، حيث ارتبط بالخبز الفطير الذي كان اليهود يأكلونه في وقت عيد الفصح اليهودي، وهم يحملون عصيّهم ويستعدون للسير والعبور من أرض العبودية إلى أرض الحرية.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم