النهار

افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية: نور ساطع في عتمة لبنان
روزيت فاضل
المصدر: "النهار"
افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية: نور ساطع في عتمة لبنان
افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية.
A+   A-
توقف الألم الوجودي في ذاتنا الشاردة عند المشهدية الفنية للأمسية التكريمية للأغنية اللبنانية في افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية عند مساحة النغم في نبرة الصوت العميق والفياض للمطربة القديرة سمية بعلبكي، وأداء المايسترو لبنان بعلبكي بكل حواسه، الذي عزز من خلاله تواصل شخصية القائد مع الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية، وإيقاعات  متابعة الجمهور في معبد باخوس، والمستمعين في بيوتهم تفاصيل ربيرتوار شرقي متأصل في ذاكرتنا.
 
عودة مهرجانات بعلبك شكلت بحد ذاتها تحدياً، كما ذكر أمس الجمعة لبنان وسمية بعلبكي في حديثهما لـ"النهار" "في وجه ذلك الانهيار الحاد".  تحولت الأمسية إلى أساطير واقعية، آلهتها أرضيون كان لهم الكثير في ذاكرتنا النضرة.
 
"مهرجانات بعلبك الدولية 2022 هي حب الحياة وهي أمل واطلاق صرخة، كما وصفتها رئيسة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دو فريج.
 
أطلت المطربة القديرة سمية بعلبكي مرتدية فستان أزرق سماوي "مطعّم" بشموس أمل لتلاقينا بصوتها الرسولي منشدة في بداية الأمسية أغنيات عدة من عمالقة الأغنية اللبنانية على وقع رقص فلكلوري بعلبكي لفرقة مجد للرقص، كأنها ما غنيته تحيي في نفوسنا ذلك العنفوان وحب لبنان اللمتناهي في مجموعة أغنيات من آيات الأخوين الرحباني وصوت السيدة فيروز منها يا "غزيل"، و "يا أبو عيون السود لنصري شمس الدين،" بلادي من السما" لذكي ناصيف، و"ورح حلفك بالغصن" لوديع الصافي، "يسلم لنا لبنان جنة أمانينا" للصباح وسواهم...  
 
الجمهور في معبد باخوس وفي البيوت كلهم عاشوا في انخطاف في رحاب هذه الحنجرة، التي تخاوت معها كل آلالات الموسيقية من كمان إلى تشيلو وصولاً إلى كمان فالدف والطبل وكل عازف في الأوركسترا.
 
سمية بعلبكي تعيش الأغنية وقضاياها، ولاسيما من خلال إطلاقها أغنيتها الجديدة لبعلبك بعنوان " بعلبك بعل إلي كان" من كلمات الساعر طلال حيدر و ألحان لبنان بعلبكي، لتتنقل إلى قصيدة "عيناك باقيتان لوطني" للراحل أنور سلمان ومن ألحان نشأت سلمان تعبق بالشوق وصولاً إلى قصيدة " امرأة شرقية" لنزار قباني وتلحين إحسان منذر تتتكامل فيها الحكاية.
 
بعد دقائق، تغير النمط بنمط كلثومي بامتياز لأغنية " هذه ليلتي" للسيدة أم كلثوم من كلمات الشاعر اللبناني الراحل جورج جرداق وتلحين الراحل الكبير محمدعبد الوهاب منشدة الحب والشغف إلى الشوق إلى الآخر، ونوستالجيا اللقاء.
 
بقي لافتاً أصوات المنشدين والمنشدات الشباب من جوقة سيدة اللويزة، الذين غنوا عن الحياة الراكضة في مدينة الشمس، عن لبنان الحقيقي، بصوت صمود وبإيماني الساطع للسيدة فيروز، فتحولت أصواتهم إلى إفراج  موقّت ينتهي بعودة البديل، أي عودتنا اليوم إلى أن لا فرق بين الحياة في لبنان في داخل أسوار السجن أو خارجها...
 

اقرأ في النهار Premium