النهار

بالصّور - قداديس الفصح تعمّ المناطق... ورجاء بخلاص لبنان
المصدر: "النهار"
بالصّور - قداديس الفصح تعمّ المناطق... ورجاء بخلاص لبنان
قدّاس منتصف الليل في عبدين بشري.
A+   A-
تحتفل الطوائف المسيحيّة التي تتبع التقويم الغربي اليوم بأحد القيامة المجيد الذي يُعرف أيضاً بأحد الفصح، وللمناسبة أُقيمت قداديس منتصف اللّيل في الكنائس كما أًقيمت رتب القيامة وزياحات الصليب المقدّس.
 

وتوافد المؤمنون في زغرتا وقُرى وبلدات القضاء إلى الكنائس ليلاً وفجر اليوم للمشاركة بالقداديس وصلوات القيامة وركّزت عظات الكهنة على معنى القيامة المجيدة "التي لولاها لكان الإيمان باطلاً" كما شدّدت العظات على المحبّة والتضحية وعيش الإيمان الحقيقي والاقتداء بتعاليم الإنجيل لخلاص الأنفس مع الأمل بأن تشكّل قيامة الفادي قيامة للبنان من الاتون الذي يعيش فيه وتعود البحبوحة والرّاحة والأمان إلى جميع اللبنانيين.
 
 
 
 

وفي بشري ترأس النائب البطريركي العام على الجبة
المطران جوزاف نفاع قدّاس منتصف الليل في كنيسة مار سابا عبدين وعاونه كهنة البلدة بحضور حشد من المؤمنين.
 
 
 
 

 
وبعد رتبة القيامة وزياح الصليب ألقى المطران نفاع عظة شدّد فيها على معاني القيامة المجيدة التي جاءت بعد الجلجلة والآلام والصّلب متمنّياً للجميع قيامة حقيقيّة من جميع العثرات وللبنان الأمان والسلام.
 
 
 
 

 
 
وأُقيمت في كنائس بشرّي وقرى وبلدات الجبّة القداديس
 ليلاً واليوم ويصلّي خلالها المؤمنون للمسيح المنتصر على الموت كي يعينهم في حمل صلبان هذه الأيّام.
 
 
واحتفل رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونية المطران يوسف سويف بقدّاس منتصف الليل، في كاتدرائية الملاك ميخائيل في منطقة الزاهرية في طرابلس لمناسبة عيد القيامة، عاونه فيه الأبوان جوزيف غبش وسيمون ديب، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس ألقى سويف عظة تحدّث فيها عن معاني العيد وقال: "الكنيسة - شعب قيامي هي بطبيعتها منفتحة على جميع الناس! فما أجمل أن تنفتح الكنيسة على الآخرين وننفتح على بعضنا البعض، من دون أن يذوب الواحد في الآخر، بل أن يلاقي الواحد الآخر. ما أجمل أن يتمّ هذا اللّقاء المحب والمجّاني والحرّ ويبدأ الحوار حول مسائل الحياة اليوميّة التي تهم الناس ويُعنى بها المواطن بشكل مباشر".

وأضاف: "إنّها القضايا الاجتماعية المبنيّة على العدالة والمساواة وعلى صون كرامة الإنسان، وعلى أولوية الخير العام على المصالح الضيقة والشخصية والفردية والفئوية. كنيسة تنفتح على كافة الثقافات والأديان والشعوب دون تمييز ولا انغلاق، تغتني من التعددية الثقافية والدينية التي تجعل من الجميع واحداً في الإخوة الإنسانية. كنيسة الانفتاح تجعلنا نحسن التمييز ونقرأ بعمق علامات الأزمنة ونختار ما رسمه يسوع لنا في الإنجيل ونهجه أمامنا في الموقف والكلمة والمبادرة. فلا نجربن بتجربة الفئوية والإنعزال المعاكسة لبشرى القيامة".


وتابع: "الكنيسة - شعب قيامي يشهد للرّجاء! فمشروع القيامة تترجم بإعلان الشّهادة للرّجاء أنت هو المسيح ابن الله الحي (متى 16: 16). هذه الشهادة هي نطق وإعلان للكلمة التي تخرج من فمنا، وهي إيمان يعكس ما في قلبنا وهي محبة نحو الله والإنسان، وهي رحمة وخدمة ومبادرة واهتمام بالإنسان الذي نلتقيه يوميّاً في طريق الحياة، ومعه نسير في البشارة والشهادة، في سينودسية تعبر عن عيش المعية للوصول إلى القداسة. أمام عمق البشارة والشهادة، علينا أن نُعيد النّظر في العيد وفي كيفيّة أن نحتفل بعيد الأعياد".

وسأل: "هل نعيد بالفرح والحب والغفران؟ أم باليأس والبغض وإغلاق القلب أمام أخينا الإنسان الذي ينتظر المصافحة والمصالحة؟ حان لوطننا الحبيب لبنان أن يختبر بعمق فرح الغفران في مسيرة تنقية الذاكرة من جراح الحروب والإنقسامات، كي يولد لبنان جديد ثابت في الإيمان بالله، وإذا لم يحصل هذا المسار، فنحن معرضون دوماً وبسرعة لتجارب الانقسامات والحروب العبثية".

وختم: "في هذا العيد، ومع العذراء مريم، ككنيسة قيامية، فرحة منفتحة وملؤها الرجاء، نصلي لأجل عالم متجدد ينبذ الحرب وينشر السلام فينعم بأفراح القيامة".
 
 
 
وفي الكورة عمّت الاحتفالات بعيد الفصح المجيد البلدات الكورانية حيث المؤمنون يتبعون التقويم الغربي وغصّت الكنائس بحشد من المؤمنين.

وركزت العظات على أهمية هذا اليوم بالنسبة إلى المسيحيين، ومعنى القيامة، في الإيمان المسيحي.
 
 
 
وترأّس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيّين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر قدّاس أحد القيامة، في كنيسة مار جاورجيوس في منطقة الزاهرية بطرابلس، عاونه فيه المونسنيور الياس البستاني والأب باسيليوس غفري، بمشاركة حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى عظة قال فيها: "يا أبناء القيامة والحياة، نحييكم بتحيّة القيامة، المسيح قام حقا قام. تحيّة من تراثنا المسيحي المشرقي، ومن صلب إيماننا بحدث تاريخي هو الأساس للمعتقد المسيحي كلّه: وقام في اليوم الثالث. والقديس بولس الرسول يعلن: لو لم يقم المسيح لكان إيماننا باطلاً. القيامة المجيدة، دعوة لنا جميعاً إلى العبور من الموت إلى الحياة، من موت الخطيئة إلى حياة النعمة، من الظّلمة إلى النور. هو دعوة لنا، لنرتفع دائماً بأفكارنا وأخلاقنا وأعمالنا إلى فوق، إلى العلاء، متعاملين مع الأرض وخيراتها، تعامل عابر سبيل لا المقيم، لأنّنا نحن البشر، لم نخلق لهذه الأرض، بل نحن معدون ومدعوون للعيش أبديّاً بأجسادنا النورانيّة في الملكوت السماوي، مع المسيح القائم من بين الأموات والجالس بالجسد الذي اتّخذه من العذراء مريم، عن يمين الله الآب".

أضاف: "المسيحية هي ديانة المسيح، الإله – الإنسان، القائم من بين الأموات، ديانة الفرح بالغلبة على الإنتصار. المسيحية، ليست ديانة الخوف والضعف واليأس، كما أنها ليست فقط ديانة العقائد الإيمانية، والأخلاق والقيم والوصايا والأسرار، بل هي ديانة مرتكزة على شخص يسوع المسيح، هذا الإله – الإنسان، المنتصر على الموت، ومخلص البشرية من وصمة خطيئة جدنا الأول آدم، ولذلك نحن ملقبون باسمه، مسيحيون".

وقال: "المسيحية هي ديانة الإنتصار على الذات، ديانة القيامة الروحية الذاتية الداخلية، والتجدد في عمق ضميرنا وسيرتنا. كل شيء في هذا العيد، عيد الفصح المجيد، يدعونا إلى القيامة الروحية الذاتية، أيّ إلى القيامة من موت الخطيئة، إلى التجدّد في عمق ضميرنا وسيرتنا، وبدون هذا التجدّد، يمسي العيد مهرجاناً مملّاً، وبهرجة عقيمة. ولكم من أحياء، هم في الواقع أموات، ضمائرهم مخدّرة، نفوسهم محنّطة، وأعمالهم من وحي الظلمة وغياهب القبور. ولا يدرون أنّ بهجة العيد، بهجة القيامة، هي بهجة العودة إلى الله، بروح التوبة والمصالحة، هي قصد التجدّد في حياتهم الروحيّة والأخلاقيّة، والعدول عن كل ما يمكن، أن يجعلهم أمواتاً في الخطيئة، رازحين تحت عبء غرائزهم ومطامعهم وأنانيّتهم، مستعبدين للمال والجسد والسلطة".

وتابع: "كلنا مسيحيّون ومسلمون، نتشارك في وطن واحد لبنان، وكل الزّعماء ورجال السياسة والفعاليات الحزبية، أجل كلنا نريد الأشياء نفسها ونطالب بها، ألا وهي: التمتع بالأمن والاستقرار والحرية، وتأمين الطبابة والسكن والتعلم في المدارس والجامعات، والشعور بفرح الوجود وبالصحة الجيدة، وتأمين العيش الكريم، والحصول على وظائف لائقة ووقف الهجرة، وبخاصة هجرة الشباب".

ودعا "رجال السّياسة والزّعماء، إلى الجلوس معاً والعمل معاً على تحييد لبنان عن صراعات المحاور الدولية والإقليمية، ليكون منطلقاً للاستقرار والأمن والسّلام في المنطقة، ومساحة لقاء وحوار للجميع. ندعوهم تحمل واجباتهم الوطنية والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية. وتعالوا معي أيها المؤمنون بالمسيح وقيامته، نصلّي ونطلب من الناهض من بين الأموات، أن يلهم الرؤساء والمسؤولين الروحيين والزمنيين، كي يعملوا على إنسان ومواطن مؤمن بالله وبالوطن، وتأمين العيش الهادىء والهانىء والكريم لكل اللبنانيين".

وختم:" أيها الأحبة، تأكّدوا أنّكم أبناء القيامة والغلبة، لا أبناء الموت والخوف والجبانة. الرب يسوع، الذي بموته وقيامته، حرّرنا من الموت ومن الخطيئة، قادر، إذا نحن أردنا، أن يجدّد فينا الرجاء والقيامة، وبالرغم من كل ما يحيط بنا، من ثورات وانقلابات وكوارث وعنف وقتل ودمار، ومن صور قاتمة، وأصوات يأس وبؤس وشؤم، نعم بالرغم من كل ذلك، نبقى دائما وأبدا، منتصرين فخورين بأننا أبناء القيامة والحياة والفرح، وفي أعماق قلوبنا وعلى شفاهنا نردد أنشودة العيد: المسيح قام حقّاً قام".
 
 

اقرأ في النهار Premium