حاولت سالي غدّار، ابنة الـ29 عاماً، أن تعيش حياتها كأيّ شابة في مقتبل عمرها، بعد أن وجدت شريك حياتها وأصبحت زوجة وحبيبة. لم تتصوّر أنّ ما ينتظرها سيكون قاسياً، وأنّ رحلتها مع العلاج لمحاربة سرطان المبيض في المرحلة الرابعة لن تكون سهلة أبداً. كانت تعرف أنّ الطريق طويل، إلّا أنّها لم تستسلم، بقيت تحارب حتّى النفس الأخير.
كانت تحلم أن تحمل في أحشائها جنيناً كثمرة حبّ، لكنّ القدر كان يخفي حكاية أخرى وورماً ينمو في أحشائها.
اليوم فجراً، استسلم جسد سالي للموت، هي التي كانت تنتظر أملاً لإيجاد علاج، أغلقت عينيها إلى الأبد. لكنّ موت سالي لم ينتهِ بهدوء، حيث انتشرت صورتها مع خبر يفيد بأنّ مستشفى #اوتيل_ديو يحتجز جثمانها إلى حين تأمين المبلغ المطلوب.
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الخبر وانتشر بسرعة، صورة سالي وخبر الحجز على جثمانها. في المقابل، يؤكّد بعض المتابعين حالتها أن لا صحّة لما يتمّ تداوله، وأنّ والدها استلم جثمان ابنته عند الساعة الثامنة صباحاً من دون أيّ اعتراض من المستشفى.
حاولت النهار التدقيق أكثر في الموضوع، وفي اتّصال مع أحد جيرانها من بلدة الغازية أكّد لنا أنّ "الخبر عار عن الصحة، وأنّ العائلة دفنت ابنتها اليوم صباحاً، وليس هناك أيّ حجز على الجثمان".
كذلك أوضح رئيس جمعية "بربارا نصّار لدعم مرضى السرطان" هاني نصّار أنّه "كان يتابع حالة سالي التي عانت كثيراً، ولكن لا صحّة لحجز المستشفى الجثمان. ولقد تواصلتُ مع والدها الذي أكّد استلامه الجثمان من دون أيّ مشاكل أو اعتراض من أحد. ويبقى أن يدفع ما تبقّى من الفاتورة الاستشفائيّة بعد أن تهدأ الأحوال إثر فاجعة موت ابنته".
في موازاة ذلك، أصدرت مستشفى أوتيل ديو بياناً تنفي ما ورد، وجاء فيه: "ردّاً على الخبر الذي تمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعيّ، ومفاده أنّ ادارة مستشفى أوتيل ديو دو فرانس ترفض تسليم جثّة شابّة توفّيت بعد صراع طويل مع مرضها، إلّا بعد دفع مبلغ ماليّ، تودّ إدارة المستشفى أن تنفي نفياً قاطعاً صحّة هذا الخبر الذي يتعارض تماماً مع مبادئها ومهمّتها التي تتمثّل في تأمين خدمات الرعاية الصحيّة للمواطنين كافّة. وتؤكّد أنّ هذا الأسلوب لم يكن يوماً متّبعاً ضمن سياستها المعتمدة في التعامل مع مرضاها وعائلاتهم، خاصّة في موضوع حسّاس كتسليم جثّة إلى ذويها."
وكان تناقل البعض على صفحاته أنّ "الشابة سالي غدّار تخسر معركتها مع المرض الخبيث وجثمانها لا يزال في مستشفى أوتيل ديو إلى حين تسديد الفاتورة. وطلبت إدارة المستشفى من الوالد توقيع تعهّد يضمن تسديد المبلغ المتوجّب على عائلة الراحلة، ثمّ سلّموه الجثّة. ووالدها المفجوع قال للمستشفى إنو ما بقا عنّا شي نبيعو حتى نكمّل العلاج وندفعلكم، بترجاكم عطوني بنتي."
وأضاف المنشور "في بعد إجرام اكثر من هيك! فوق الوجع والقهر والذلّ والحزن بتتصرّف المستشفى بهذه الطريقة اللإنسانية! وين وزارة الصحة؟ وين مدير المستشفى؟ ما بقا عنا قلب وضمير وأخلاق؟
والله العظيم عجز الكلام عن التّعبير… المواطن اللبناني كتير رخيص هو و عايش وبس يكون حتّى للأسف...
الله يرحمك يا سالي غدّار ذنبك إنك خلقتي في بلد اسمه لبنان".