عندما عاد غسان تويني من الولايات المتحدة الاميركية اثر وفاة والده جبران اندراوس تويني، في العام 1947 حاملا الماجستير في العلوم السياسية من جامعة هارفرد، واختاره اشقاؤه سامي ووليد وفؤاد لحمل الامانة الصحافية في "النهار" هو المفكر والفيلسوف، نظر نحوهم قائلا ان المسيرة شاقة وطويلة، و"نهار" جبران تويني ستكبر مع الابناء، وسيفاخر بها الاحفاد، وسترفع راية لبنان والعروبة والانفتاح بروح ارثوذكسية اصيلة.
ولما كانت "النهار" جريدة فقيرة ماليا، نظر غسان تويني الى سامي طالبا اليه ان يضع خبرته المالية في التخطيط لمستقبل "النهار" وحاجاتها لضمان التطوير، وانشاء مطابع خاصة بها، وتأسيس شركة لتوزيع الصحف والمطبوعات، ومتفرعات اخرى. وبقدر ما كان غسان تويني مندفعا ومغامرا، كان قلم الرصاص لدى سامي، يدقق في الحسابات ويحد من الاندفاعة لئلا يغرق الاخوة في ديون تجعلهم اسراها، ويضيع عليهم "نهارهم".
هكذا تسلم سامي كل الشؤون المالية والمحاسبة، واستمر الى العام 2010، ساهرا على التدقيق اليومي، والتحذير من انفاق بلا حساب. ولم يتمكن مرارا من لجم مغامرات غسان تويني الذي لم تحد طموحاته حسابات ودفاتر، بل كان يشق الطريق تاركاً للاخرين مشقة اللحاق به، وغالبا ما كان يتعب المدير المالي من ذلك الامر، واذ يتبرم، يعود لاحقا الى ابتسامة هادئة رصينة، ربما هي نتاج الثقة او التسليم بالامر الواقع.
امس غاب سامي تويني، اخر العنقود في العائلة، وقد شيع في كنيسة القديس نيقولاوس في الاشرفية، قبل ان يوارى في الثرى.