النهار

جاد ذبيان ضحية مشروع سياحي غير مرخّص… "النهار" تكشف تفاصيل الحادثة المأسوية
روان أسما
المصدر: "النهار"
جاد ذبيان ضحية مشروع سياحي غير مرخّص… "النهار" تكشف تفاصيل الحادثة المأسوية
الرقيب أوّل جاد ذبيان.
A+   A-
فُجع أهالي الشوف بخبر وفاة ابن بلدة مزرعة الشوف جاد ذبيان بعد سقوطه عن ارتفاع 30 متراً أثناء ممارسته رياضة الانزلاق "zipline" عند "صخرة العماد" المطلّة على مرج بسري.

وجاد شاب ثلاثيني وهو رقيب أوّل في الجيش اللّبناني، ووحيد بين شقيقتيه، عُرف بشغفه في المغامرة وحبّ التسلّق والرياضات الخطرة، وهذه ليست المرّة الأولى التي يمارس فيها هذه الرياضة عند "صخرة العماد".
 
 

وتُعتبر "صخرة العماد" من الأماكن التي تمتاز بطبيعتها الخلّابة خصوصاً مطلّها المميّز على مرج بسري. ويعدّ "zipline" صخرة العماد من أطول وأعلى وأخطر أمكنة الـ"zipline" في لبنان، نسبة إلى المسافة الكبيرة من الصخرة حتى الجهة الثانية، وبينهما وادٍ على انخفاض 30 متراً من الحبل.

انتشر الخبر المأسوي مساء الاثنين، وتوالت الشائعات إلى حدّ اتّهام رئيس البلديّة بالتواطؤ والهروب كما هروب ع. ب. مدير المشروع فور مقتل الشاب ذبيان.
 
 

 تواصلت "النهار" مع رئيس بلديّة مزرعة الشوف السيد يحيى بو كرّوم الذي أوضح أنّ "جاد هو ابن المنطقة وهو شهيد الوطن، شهيد الأوضاع المعيشية الصعبة التي دفعت به لممارسة هذه الرياضة المتوفّرة في المنطقة للترويح عن نفسه مثله مثل الكثيرين من أبطال الجيش الذين استشهدوا فداء له".

وعن مشروع "صخرة العماد" ووضعه القانوني في البلدة، قال: "صاحب المشروع هو ابن البلدة ع.ب. ولديه ترخيص بناء سكني في الموقع وليس إقامة مشروع سياحي، وقد بنى تخشيبة خاصّة به ومدّ هذا الحبل بمساعدة الأندية الصّديقة ليمارس هوايته المفضّلة أمام منزله، وليس لمشروع الـ"zipline" رخصة خاصّة.

وعن صيانة الحبال ووجود معايير السلامة والأمان، يكشف رئيس البلدية: "لا صيانة دوريّة للحبال لأن المشروع خاصّ بصاحبه وليس للسياحة، وهو مفتوح لأبناء المنطقة ومئات المواطنين الذين يتواجدون منذ 4 أو 5 سنوات في المنطقة، ونرجّح أنّ الجوّ الإيجابي الذي خلّفته هذه الرّياضة في المنطقة أغفلنا عن الصيانة والأمان".
 

وتابع: "بعد الحديث عن موضوع سدّ بسري كثرت السياحة في المنطقة، وبدأت أفواج من النّاس تأتي إلى صخرة العماد وتمارس هذه الرياضة في هذه البقعة الخّلابة من الأرض، ما سبق موضوع الصيانة والتنظيم بأشواط".

وشدّد على أنّ "الحبال في مكانها وهي سليمة وجميع ما يُذكر عن أنّ الحبال مهترئة هو عارٍ من الصحّة أيضاً، ولكن لا يحقّ لنا أن نجزم بأيّ شيء بل نحن في انتظار نتائج تحقيقات الشرطة العسكريّة ليتحمّل كلّ مسؤول مسؤوليته".

واعتبر بو كرّوم أّن "جائحة كورونا والعجز الاقتصادي والفقر الذي نعيشه اليوم، تدفع النّاس للابتكار والبحث عن أمكنة جديدة بمناظر طبيعية خلّابة وألعاب خارجية".

وأوقف صاحب المشروع وأودع لدى الشرطة العسكريّة قيد التحقيق في موقع بيت الدّين. ويكشف رئيس البلدية: "أنا وعمّه أوصلناه إلى الشرطة العسكريّة، ولكن الفبركات والشائعات الإعلامية التي تطالنا منذ مساء البارحة ذات أهداف معروفة، ونكرّر ونشدّد على أنّ جاد ابننا ونحن مفجوعون لهول ما حدث، وصاحب المشروع صديق مقرّب جداً من جاد ويحبّه كثيراً، والفاجعة وقعت عليه أيضاً لأّنه هو أوّل من فقده. وقد بحث عنه ولم يجده، إلى أن رأى جثّته في قعر الوادي مضرجة بالدّماء".

وأشار إلى أنّ ما "ذكرته وسيلة إعلامية في تقريرها عن اختفاء رئيس البلديّة فور معرفته بوصول فريق عملها وتواريه عن الأنظار "عارٍ من الصحّة، فأنا موجود وكنت في مأتم جاد أساند عائلته وأتقبّل التعازي ولم أشأ أن أعود إلى موقع الحادث وأصوّر مقابلات وأحاديث تلفزيونيّة احتراماً لعائلة ابننا جاد وحفاظاً على مشاعرهم".

من جهته، أكّد رئيس شعبة الخدمة والعمليّات في الدفاع المدني طلال الأشقر أنّ صاحب المشروع "يدير هذه الرياضة من دون ترخيص أو صيانة أو حتى تدابير أمان".

وأضاف: "إن هذا المشروع ليس جديداً، بل إنّ ع.ب. يديره منذ سنوات دون أدنى معايير السلامة والأمان، وما يدقّ ناقوس الخطر أنّ روّاد "صخرة العماد" لم يقتصروا على أبناء المنطقة فحسب، بل إنّ هذا النشاط استقطب المئات من السيّاح والزائرين".

وأكّد الأشقر أنّ "المسؤوليّة تقع على عاتق الأجهزة الأمنيّة لناحية الإشراف والتّأكّد من صلاحية أو وجود التراخيص ووجود معايير الأمان والسّلامة وفريق مختصّ من ذوي الخبرة لمعالجة أيّ حادث يقع مع أحد روّاد اللعبة".

وعلى أبواب الموسم السّياحي لصيف 2023 وإن أردتم أن تجرّبوا إحدى الألعاب الخطرة المليئة بالمغامرة كـzipline، تأكّدوا من اتّباع إرشادات السلامة الآتية":

-الاطلاع على الترخيص الحاصل عليه صاحب المشروع لإدارة هذه الألعاب.
-التأكّد من وجود مختصّين لتعليمكم ومرافقتكم حرصاً على سلامتكم.
 
-إحضار قفازات الوقاية الخاصّة بكم.
 
-إقفال حبال الأمان على أجسادكم والتأكد من وجود أكثر من حبل منفصل عن الآخر.
 
-الاستماع إلى إرشادات السّلامة من المدرّب المرافق.
 
-ارتداء الملابس المناسبة للنشاط.
 
-استخدام معدّات السلامة المناسبة والانتباه إلى محيطكم.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium