النهار

الموسيقى طردت الحزن من بيروت: مدخل للمساواة بين ذوي الصعوبات التعلّمية ورفاقهم في الحياة!
روزيت فاضل
المصدر: "النهار"
الموسيقى طردت الحزن من بيروت: مدخل للمساواة بين ذوي الصعوبات التعلّمية ورفاقهم في الحياة!
عازفة الدرامز كريستين بجاني (تصوير حسام شبارو).
A+   A-
إذا تصفّحنا بعض المواقع الخاصّة بالمشاهير الذين عانوا صعوبات تعلّمية، يمكن أن نرصد أنّ الممثل توم كروز من أكثر الممثلين الأميركيين شهرة الذين عانوا من اضطرابات عسر التعلّم، وتحديداً عسر القراءة في صغره، فيما شبّ المغنّي العالمي إلفيس بريسلي مع نقص الانتباه، ممّا صعّب عليه متابعة الدراسة. والمثير أنّ أكبر أثرياء العالم بيل غيتس، وهو مؤسّس شركة مايكروسوفت العالمية، واجه في صغره صعوبات في التركيز؛ وهذا لم يشكّل عثرة في طريق نجاحه في حياته المهنية.

اللائحة ستطول. محليّاً، يصبّ المركز اللبناني للتعلّم المختصّ "كليس" جهوده على تعزيز نشاطاته الشبابية والثقافية والفنية لتقريب المسافة بين ذوي الصعوبات التعلّمية ورفاقهم في الدراسة والحياة، من خلال محرّك أساسيّ هو الفنّ والموسيقى.
 

 
كيف تمّ تطبيق ذلك؟ الجواب بسيط. فقد دعا مركز "كليس"، بالتعاون مع راديو فيرجين ليبانون (VRL)، لدعم المواهب الشبابية الواعدة من خلال مشاركتهم في مسابقة "Let’s Music"، الذي تقدّم إليها 1000 موهبة، وتمّ الإعلان بعد جولات عدّة عن فوز خمسة مبدعين من الشباب، في حفل أُقيم في قاعة "ميوزيك هول" في وسط بيروت.

أمّا الفائزون فهم مواهب واعدة جدّاً تحتاج إلى فرصة، وهم: أدريانا دياب عن فئة الغناء بالعربية بصوتها المفعم بالعذوبة والصفاء، وشادن فرحات عن فئة الغناء بالإنكليزية بصوتها المتمايز بالعذوية والدفء، وصولاً إلى عازف البيانو مارك حنانيا عن فئة العزف على البيانو والكيبورد في لحظات الصمت، وهي أنغام طردت الحزن من بيروت.
 


سُجّل أيضاً فوز عازفة الكمان غاييل عماد عن فئة العزف على الآلات الوترية بقدرة عزف مذهلة، تعِد بمستقبل واعد في عالم البيانو، فيما أظهرت عازفة الدرامز كريستين بجاني تمكّناً فائقاً، وهي الفائزة عن فئة العزف على آلات الإيقاع، التي تعكس من خلالها حرية ودينامية بصوت الدرامز وجنونه القريب إلى قلوبنا...

التعاون أيضاً
التزم منظّما المسابقة، بالتعاون مع المواهب الفنية، المشاركة في هذه المسابقة وفقاً لما أعلنه مدير راديو فرجين في بيروت ناجي شرابيه، وهو أحد المنظّمين لهذا النشاط التربوي الفنّي في كلمته. نوّه بضرورة التواصل الدائم مع المواهب كلّها من أجل تشجيعهم على الاحتفاظ بشغفهم الفنّي...

تخلّل الحفل لوحات فنية تثقيفية تواكب يوميات فريق "كليس". لنعيد معاً بعض المشاهد. يدخل فريق من مبادرة "كليس للفنّ" مؤلّف من محمد وصبيّتين في غاية الدينامية، وهم فريق تربويّ متخصّص في تنظيم ورش تدريبية دورية لتنمية مواهب الأطفال، في موضوع الصعوبات التعلّمية المحدّدة، والتوعية بها؛ وهي مبادرة أطلقها المخرج كارلوس شاهين وهو من الداعمين الأساسيين للمركز.
 


نعيد التجربة. طلب ممن يرغب الوقوف لمتابعة حركات يقوم بها تباعاً الفريق على المسرح، أي الواحد تلو الآخر، الى أن يكرّر من يرغب هذه الحركات الراقصة والعذبة.
بدا الحماس عند غالبية الساهرين في هذا الحفل السنوي، الذي نظمه المركز اللبناني للتعليم المختصّ " كليس" بالتعاون مع راديو فرجين في بيروت في قاعة ميوزيك هول في وسط بيروت، لمناسبة اليوم العالمي للصعوبات التعلمية المحددة، وهدفه الأساسي ضرورة زيادة الوعي من خلال نتائج هذه المسابقة.

منذ تأسيسه في العام 1999 إلى اليوم، بذل المركز اللبناني للتعلم المختصّ "كليس" جهدًا كبيرًا لرفع "الأحكام المسبقة" عن الأطفال ذوي الصعوبات التعلّمية من خلال تشخيص الحالات ومتابعتها دورياً من فريق عمل متخصّص في 8 مراكز في لبنان كلّه، مع توقيع مؤسسة المركز ومديرته السيدة كارمن شاهين دبانة اتّفاق تعاون مع وزارة التربية لتأسيس صفوف داعمة في المدارس الرسمية مهمّتها توفير حصص متخصّصة لهم تمكّن التلميذ من متابعة برنامجه الدراسيّ...
 


دبانة، التي أسّست مركز " كليس" وفروعه في لبنان بدعم من مؤسسة "ريمون دبانة العائلية"، وهو زوجها الداعم الرئيسيّ لهذه القضية أي حقّ تحصيل العلم لهذه الشريحة، تبذل جهداً ملحوظاً لتقريب المسافات بين ذوي الصعوبات التعلمية ورفاقهم في الحياة لنصل إلى معادلة بسيطة أننا سواسية في حقّ التعلّم والانفتاح على الفنون كلّها لأنّها بطاقة عبور للسلام، وللثقافة ولقبول الآخر.

لا بدّ من التشديد على أنّ الالتزام الوطني لمركز "كليس" في هذه الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في تاريخ لبنان دفع إلى إطلاق - وفقاً لما ذكر لنا المخرج كارلوس شاهين - مبادرة جديدة هي "Care by CLES" يعنى بتوفير مساعدات غذائيّة لشبكة من نحو 40 ألف شخص؛ وذلك بنمط دوريّ.

اللافت أيضاً أنّ مؤسسة المركز ومديرته السيدة السيدة كارمن شاهين أثنت على أهمية المبادرة الاجتماعية عند إلقائها كلمتها مشيرة الى أنّ "عدداً ملحوظاً من الراغبين بتلقّي الدعم من هذه المبادرة هم على لائحة الانتظار."

علّقت مشيرة إلى أنّنا "نضع في أولوياتنا كرامة الإنسان وتوفير نمط عيش كريم ولائق للطفل...".

[email protected]
Twitter:@rosettefadel


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium