أعاد الزلزال المدمّر لأجزاء من تركيا وسوريا نبش أرشيف الزلازل التي ضربت لبنان، واستدعى معه شاهدة عيان في زحلة تروي يوميّاً لأجيال المدينة وزوّارها ما عايشته قبل 264 سنة، حين نجت من زلزال عام 1759، التي دمّرت بيروت ومناطق أخرى. إنّها "كنيسة سيدة الزلزلة العجائبية"، أقدم كنائس زحلة، وواحدة من معالمها التراثية، التي تتكثّف فيها قصّة نشأة المدينة ومخيالها الاجتماعيّ، مضافَين إلى الجانب الإيمانيّ، باعتبار ما للسيدة العذراء من موقع خاصّ لدى الزحليّين.
أبعد من الشواهد في بنيان الكنيسة عن تلك الزلزلة، والتي ظهرت تباعاً أثناء ترميمها وتوسعتها، وأبعد من القصة المنقوشة بين الجداريّات في داخل الكنيسة، والتي تؤرخ للمرويّات التاريخيّة، وأبرزها زلزلة 1759، فإنّ الزحليين يحفظون ويتناقلون أن كنيسة سيّدة الزلزلة صدّت انجراف الأرض بفعل الزلزال عن المدينة الناشئة على السفح الغربي للوادي، وهو الجزء الأقدم عمرانياً وسكانياً، وكانت تعلوه في وقتها كنيسة سيدة الزلزلة، التي اشتهرت بهذه التسمية منذ تلك الواقعة. عنها، تحدّث كاهن الكنيسة الأرثوذوكسيّة الأب جورج معلوف لـ"النهار"، وهو الذي كان قد دعا في اليوم التالي للهزّة الأرضيّة، التي شعر بها اللبنانيون، إلى إقامة صلاة "البراكليسي" في الكنيسة، وسط إقبال كثيف من المصلّين.
وعلى الصعيد نفسه، رفعت زحلة قداديس الأحد على نيّة ضحايا زلزال تركيا وسوريا، وخصّصت عائدات "الصواني" لمساعدة المتضرّرين من السوريين.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
