لم يحتمل قلب الطفل محمّد اسطنبولي، ابن الـ7 سنوات، صدمته. الرواية المتداولة تقول إن خوفه كان أكبر ممّا شاهدته عيناه، ثياب سوداء ووجوه مخيفة ومقنّعة تلهو في قلعة صور بغية تصوير فيديو لحصد عدد كبير من المشاهدات. وفي التفاصيل، بحسب ما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، توقّف قلب الطفل بعد مشاهدته مجموعة من الشبان يركضون ويلبسون ثياباً مخيفة ويحملون سيوفاً في أيديهم، خلال تصوير فيديو في مدينة صور.
هذه المأساة أرخت بظلالها على المدينة والعائلة التي خسرت ابنها بطريقة غير متوقّعة. وبرغم حزنه ووجعه الكبيرين، علمت "النهار" أنّ والد الطفل حيدر اسطنبولي تقدّم بشكوى مباشرة بحق المتسببين بوفاة ابنه، لأنه توفي نتيجة توقف عضلة القلب بشكل مباشر.
يشرح طبيب القلب والطبيب الشرعي الدكتور عفيف خفاجة لـ"النهار" أنه "عادةً إذا توفي طفل في هذا العمر (7 سنوات) يجب أن تكون هناك أسباب طبية موجودة، حتى لو لم تظهر أي عوارض صحية أو حالة طبية غير مُشخّصة، مثل تشوّه خلقي في القلب أو تضيّق في صمام الأبهر للقلب أو مشكلة في كهرباء القلب. وبالتالي هذه الأسباب من شأنها أن تؤدي إلى توقّف القلب".
ويشير إلى أن "لا وجود لأي كدمات أو ضربات أو أي علامة في جسده، هناك فقط خدش صغير على أنفه طفيف وسطحي. ما جرى هو حادث عرضي، وبما أن لديه على الأرجح مشكلة في القلب - وإن لم تكن مشخّصة - فقد أدّت إلى توقف القلب. هذه الحادثة أدت إلى توتر وتفاعل الجسم بهذه الطريقة، ولكن هذا لا يعني أن كل من يتعرض لصدمة سيتوقف قلبه".
وكتب الطبيب خفاجة في تقريره الطبي أن "سبب الوفاة هو توقف قلب أدى إلى احتقان رئوي سريع. كما سُحبت عينات دم وبول للتأكّد من عدم وجود أيّ مادة سامة أو مضرّة، وحذف كلّ الفرضيات والأسباب الأخرى التي قد تُسبب الوفاة بدورها".
من جهته، وصف رئيس بلدية صور حسن دبوق الحادثة بـ"المأساة الكبيرة"، مضيفاً: "سعينا وراء معرفة تفاصيل ما جرى لمنع تكرار الكارثة. لقد سمعنا الأخبار المتناقلة والتي تتحدّث عن لهو بعض الشبان الذين يرتدون لباساً أسود ويحملون سيوفاً حديدية في أيديهم، وعند رؤيته لهم خاف لدرجة أنّ قلبه توقّف مباشرة".