انطلقت الغواصة spices 6 من مرفأ جزيرة تينريفي الإسباني لتصل إلى مرفأ طرابلس ومعها تبدأ رحلة نهاية مأساة غرق الزورق قبالة شاطئ طرابلس والذي كان يضم حوالى 90 شخصا بينهم نساء وأطفال ورضّع حاولوا الهرب من جهنم الحياة فوق الأرض لينتهي بهم الأمر إلى الموت غرقا في قعر البحر.
حوالى الشهرين ولم تحرك الدولة ساكنا لانتشال حوالى 30 ضحية ترقد على عمق 470 مترا في قعر المياه غالبيتهم من الأطفال والنساء.
مسار التحقيقات والخيوط التي تكشفت حتى اللحظة لا تزال طي الكتمان وهذا طبيعي بحسب النائب اشرف ريفي الذي يوضح لـ"المركزية" أن التحقيقات في ماساة غرق زورق الموت قبالة شاطئ طرابلس في 23 نيسان 2022 في عهدة الجيش اللبناني وهو يتولاها بدقة وشفافية"، لافتا إلى أن الإبقاء على سرية المعلومات ضروري حفاظا على سلامة التحقيقات.
وتوضيحا للمعلومات التي أثيرت عبر إحدى وسائل الإعلام قبل أيام وتفيد عن وصول الغواصة الهندية إلى لبنان أكد ريفي أن الغواصة التي تملكها شركة هندية تنطلق من جزر الكناري وتحديدا من مرفأ جزيرة تينريفي الإسباني في 13 حزيران على أن تصل إلى شاطئ طرابلس في 6 تموز وستمكث لمدة 7 أيام وهي المدة المقررة للقيام بأعمال البحث وانتشال رفات ما بين 28 و30 ضحية يرجح أن تكون عالقة في الزورق على عمق 470 مترا. واكد ريفي ان الغواصة لن تغادر قبل إنجاز مهماتها حتى لو تطلب الأمر تكبد مصاريف إضافية إلا إذا جد ما ليس في الحسبان".
مسار المبادرة أخذها إبن مدينة طرابلس اللواء ريفي على عاتقه بعد التماس تجاهل المسؤولين في الدولة عملية البحث وانتشال الضحايا من أعماق البحر. "في البداية تم التواصل بين منظمة aus-relief الأوسترالية والأهالي وقيادة الجيش اللبناني فتم توقيع عقد تتعهد بموجبه الشركة أعمال انتشال الرفات والزورق على أن تتولى قيادة الجيش والبحرية استقبالها ". وكشف أن المعوقات الوحيدة التي واجهتهم كانت في تأمين التكاليف المادية وعليه فتحت خطوط التواصل مع الإغتراب لتستقر على الإغتراب في أوستراليا الذين تولوا تغطية التكاليف كاملة بدءا من رحلة انتقال الغواصة من جزر الكناري إلى لبنان وإقامة أفراد طاقمها وصولا إلى تقديم الدعم المادي إلى أهالي الشهداء ".
فاجعة زورق الموت لم تثن "تجار الموت" عن تكرار محاولات إعادة مشهد الهجرة غير الشرعية إلى الواجهة من جديد على رغم اتخاذ قوات البحرية التدابير للحد من هذه الظاهرة التي لزمت مختلف الشواطئ اللبنانية هرباً من نار "جهنم" وبئس المصير المحلّي.
وعلى رغم الإجراءات الأمنية التي تتولاها قيادة البحرية في الجيش اللبناني، إلا أن إمكانية وقف عمليات الهرب بطريقة غير شرعية غير واردة تماما كما حال الجريمة وتهريب المخدرات". ويلفت ريفي إلى ان الإجراءات الأمنية تعالج النتائج في حين أن المطلوب معالجة الأسباب فالناس تغامر بحياتها وحياة نسائها واطفالها هربا من جهنم الذي يحترقون في لهيبه بسبب فساد هذه المنظومة، في حين أن هناك فرص عمل من شأنها أن تفتح الباب أمام أبناء طرابلس لولا قبضة المنظومة على مرافق عديدة ومنها معرض رشيد كرامي الدولي ومطار القليعات ومصفاة البداوي...ويختم:" إذا ما استمر الوضع على حاله أتوقع أن نشهد على حالات هجرة غير شرعية بالمئات لأن اليأس كبير وكبير جدا".