يستمر الحريق في أرضيّة الإهراءات حيث يتجمّع "القمح المخمّر" منذ أيام، من دون القدرة على إطفائه، ما طرح سؤالاً عن سبب عدم القدرة على إطفائه، وتداعيات استمرار الحريق على الأهراءات؟
يفيد مصدر في الدفاع المدني "النهار" بأنّ "الحريق الناتج عن تفاعلات كيماوية في القمح، لا يزال يتفاعل ويتخمّر ويحترق مع وجود الطقس الحار".
وعن سبب عدم السيطرة على الحريق حتى الآن، يورد المصدر، أنّ "هناك أماكن استطاع فوج الإطفاء السيطرة عليها لكن هناك بقعاً قريبة جداً من الإهراءات من الصعب الوصول إليها، ويشكّل الولوج إليها خطراً على سلامة فوج الإطفاء فسلامة الطاقم قبل أي شيء، مشيراً إلى أن المنطقة كلّها في محيط الإهراءات غير آمنة، إذ يمكن أن يتعرّض أحد افراد الفوج للسقوط في القمح المخمّر بسبب كمياته الكبيرة، كما يمكن أن يكون الأفراد معرضين لسقوط بعض الحجار عليهم خلال عملية الإطفاء".
لذلك، يقول المصدر: "في نقاط حريق معينة، تُترك النار إلى حين تنطفئ وحدها"، مؤكداً أنّ "الحريق لا يشكل خطراً ولا ضررا على أي شيء، وهو محصور ولا امتداد له".
ويؤكد المصدر أنّه "لا يمكن معرفة متى سيُطفأ هذا الحريق، لأن الأمر يتعلق بانتهاء عمليات التخمير بين القمح، أي عندما تنتهي المواد التي تسبّب اشتعال القمح ستطفأ النيران وحدها، إذ حتى أنّ رائحة هذا القمح مؤذية جداً".
وأوضح المدير العام لمرفأ بيروت، عمر عيتاني، في اتصال سابق مع "النهار" أنّ الدخان الذي يُشاهد قرب أهراءات القمح ناتج عن حريق مستمرّ منذ أيام في أرضيّة الأهراءات حيث يتجمّع القمح "المخمّر"، ولا يمكن السماح للدفاع المدنيّ بالاقتراب من المكان لأنّه غير آمن، وتحتاج عملية الإطفاء إلى آليّة معقّدة كمدّ جسر على سبيل المثال. وقد قام الجيش برشّ مواد من طوافات لإخماد الحريق في وقت سابق. أما الآليات التي تُشاهد في الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل فهي "للرافعات المعطلة المتوقفة قرب الرصيف منذ الانفجار، ويمكن رصدها عبر "غوغل ماب". ويذكر عيتاني أنّ "قرار هدم الأهراءات ليس بالسهولة المتداولة، فهو يحتاج إلى مناقصة وتلزيم شركة".
وكانت صور متداولة للدخان والآليّات أثارت ريبة الناشطين عبر مواقع التواصل حيال المباشرة بعمليّة هدم الأهراءات. وهي الخطوة التي يعارضها كثيرون لما يجدون فيها طمساً للذاكرة ومعالم جريمة انفجار 4 آب.