تعتبر أزمة الكهرباء في محافظة عكار كُبرى أزمات هذه المنطقة المهدور حقها في التيار الكهربائي، حيث ساعات تغذية مؤسّسة كهرباء لبنان لا تتعدّى الساعة الواحدة كلّ 48 ساعة، الأمر الذي ترك آثاراً سلبيّة كبرى على مجمل النشاط الاقتصاديّ العام مع الارتفاع الكبير في أكلاف ساعات التغذية التي تؤمنها مولدات الاشتراك الخاصة، وتسبّب بشلّ الحركة التجاريّة والصناعيّة والزراعيّة، وتراجعت معه إمكانيّة ضخّ مياه الشرب والريّ، في عزّ موسم الحاجة إليها.
وهذا ما تسبّب برفع الصوت مراراً وتكراراً بضرورة الإسراع في تنفيذ عمليّة تطوير وتجهيز معمل توليد الطاقة الكهرومائية على النهر البارد، الذي أصبح بعهدة مؤسّسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة، خاصّة أن القوة الإنتاجيّة للمعمل قادرة على تأمين أكثر من 18 ميغاواط كهرباء في اليوم؛ الأمر الذي يكفل حلّاً جزئيّاً للتيّار الكهربائي في هذه المنطقة، التي يسكنها قرابة الـ500 ألف لبناني، ومثلهم من النازحين السوريين... وفيها آلاف المعامل والمصانع والمحالّ والمؤسّسات التجاريّة.
وفي هذا السياق، قام رئيس لجنة الأشغال والطاقة النائب سجيع عطية بزيارة تفقّدية لمعمل النهر البارد الكهرومائي، يرافقه رئيس بلدية القرقف الشيخ يحيى الرفاعي وفريق من الفنّيّين والمهندسين لدراسة إمكانية زيادة القدرة الإنتاجية من ميغاواط منتج حالياً إلى عشرين ميغاواط.
وخلال اللقاء أوضح عطية أنه في الشقّ الماديّ هناك إهمال كبير من الدولة من جهة عدم دفع معاشات الموظفين، أمّا من الناحية الفنية فهناك تقصير بعدم الاستفادة من المياه المهدورة، لكون سعة البحيرة مليوناً ونصف المليون متر مكعب، ونحن لا نستفيد إلا من مئة وخمسين ألف متر مكعب فقط.
وتابع عطية: "أحاول جاهداً أنا وزملائي النواب في عكار إعطاء الأولوية لهذا الملف الحيويّ والأساسيّ لحياة المواطن، وسنقوم بتحضير ملف فنيّ إداريّ وماليّ لزيادة ساعات التعذية الكهربائية في عكار.
وأوضح عطية أنّه سيعقد اجتماعاً الأسبوع المقبل مع وزير الطاقة وليد فياض والمدير العام في مؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك لبحث هذا الملف وإنجازه بأسرع وقت ممكن.